انطلقت بعد صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، اليوم، مسيرة حاشدة من أمام الجامع القبلي المسقوف وطافت باحات وساحات المسجد الأقصى وخرجت من باب حطة واخترقت شوارع البلدة القديمة حتى باب الساهرة، وسط تواجد عسكريٍ وشُرطي غير مسبوق.
ورفع المشاركون والمشاركات العلم التركي وهتفوا تأييداً لتركيا حكومة وشعبا لوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني، وندّدوا بحكومة الاحتلال ونعتوها بالسفاحة والعنصرية والمتعطشة للدماء، كما ردّدوا هتافات النُصرة للمسجد الأقصى وللوحدة الفلسطينية، وللمتضامنين المشاركين في أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة.
وقال مراسلنا في القدس المحتلة: إن المسيرة خرجت من بوابات الأقصى لتجد أمامها أعداداً هائلة وكبيرة من قوات الوحدات الخاصة بجيش الاحتلال بزيّها الأسود، وقوات كبيرة من شرطة وحرس حدود الاحتلال التي حاولت حصار المشاركين والمشاركات، إلا أن مواطنين مقدسيين خارج بوابات الأقصى ومن سكان البلدة انضموا وشاركوا في المسيرة التي واصلت مسارها بشارع الآلام، ثم وصلت إلى منطقة باب الساهرة الذي تحول إلى ثكنة عسكرية ضخمة وسط تواجد هائل لقوات وعناصر شرطة وحرس حدود الاحتلال والوحدات الخاصة بجيش الاحتلال، بالإضافة إلى الخيالة الشرطية المسلحة، وانضم عدد آخر من المواطنين للمسيرة التي انتهت دون إصابات، حيث كان لافتاً وجود أوامر من قادة الاحتلال للعناصر العسكرية والبوليسية بضبط النفس وعدم مهاجمة المتظاهرين.
وأوضح مراسلنا أن سلطات الاحتلال لم تسمح للمواطنين الذين تقل أعمارهم عن الأربعين عاما بدخول البلدة القديمة من القدس المحتلة أو المسجد الأقصى المبارك لأداء الصلاة فيه، ووضعت متاريس حديدية على بوابات البلدة القديمة وعزّزت من تواجد عناصر شرطتها وجنودها على هذه الحواجز وفي الشوارع ومحاور الطرق الرئيسية وسط مدينة القدس وفي الشوارع والأحياء والأسواق المؤدية إلى المسجد الأقصى فضلاً عن التواجد العسكري الكبير على بوابات المسجد.
وكانت شرطة الاحتلال أغلقت بوابات الأقصى باستثناء ئلاث بوابات هي: حطة، الناظر، السلسلة، فيما أدى آلاف المواطنين صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات البلدة القديمة، وأخرى بالقرب من بوابات المسجد الأقصى داخل أسوار القدس.
لكن كان لافتاً اليوم التواجد والانتشار الكثيف لعناصر شرطة الاحتلال في باحات المسجد الأقصى وبين المُصلين وخاصة في منطقة باب السلسلة والمطهرة بالقرب من مسجد الصخرة.
وتضمنت إجراءات الاحتلال المُشدّدة اليوم في القدس تسيير عشرات الدوريات العسكرية والشرطية الراجلة والمحمولة والخيالة في كافة أرجاء المدينة وخاصة في محيط البلدة القديمة وداخل وخارج أسوار القدس المحتلة، فيما واصلت طائرة مروحية ومنطاد راداري استخباراتي تحليقهما في سماء القدس القديمة والمسجد الأقصى لمراقبة المُصلين.
من جانبه، أكد الشيخ محمد سليم محمد علي، في خطبة صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى المبارك على أهمية إنهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية التي باتت مبتغى وهدف كل أبناء الشعب الفلسطيني، كما طالب بإنهاء الحصار عن غزة.
وأدى المُصلون في المسجد الأقصى صلاة الغائب على أرواح الشهداء الذين سقطوا برصاص قوات الاحتلال خلال مهاجمتها أسطول الحرية الذي كان متوجها لكسر الحصار عن غزة وعلى متنه نحو ثمانمائة متضامن من جنسيات عالمية مختلفة