دافع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاحد عن قراره بالذهاب الى مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي، فيما قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية انه ليس لديه أمل يذكر في نجاح هذه المفاوضات.
وقال عباس في كلمته التي وجهها الى الشعب الفلسطيني عشية سفره الى واشنطن "اذا كنا وافقنا على تلبية الدعوة الامريكية لحضور اجتماع واشنطن من اجل الانتقال الى المفاوضات المباشرة فان موافقتنا هذه التي وصلنا اليها بعد مشاورات فلسطينية وعربية ودولية واسعة استندت الى بيان اللجنة الرباعية الدولية بكل ما احتواه من عناصر وقواعد وضمانات."
واضاف قائلا "اننا نسير الى هذه المفاوضات وسلاحنا الاقوى هو الايمان الراسخ بحقوقنا وشرعيتها والثقة بأنفسنا لاننا أبناء شعب قدم مئات الالوف من الشهداء والاسرى والجرحى وواصل جيلا بعد جيل نضاله لانجاز حريته واستقلاله وتحمل كل ألوان العذاب والاضطهاد والعنصرية دون أن يلين تصميمه على ضرورة أن يرى يوما جديدا يحقق فيه للاجيال القادمة مستقبلا واعدا ومشرقا ومليئا بالامل."
ولاقى قرار عباس الموافقة على قبول الدعوة الامريكية لاجراء مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي ردود فعل متباينة في الشارع الفلسطيني من بينها محاولة عقد مؤتمر وطني بمشاركة عدد من الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة للدعوة الى رفض الذهاب الى هذه المفاوضات دون مرجعيات واضحة.
وقال عباس مخاطبا شعبه عبر شاشة التلفاز "لقد تعودنا على الصراحة والوضوح والمكاشفة الامينة معكم يا أبناء شعبنا أينما كنتم وسنظل معا نعمل وفق هذه القواعد فالطريق صعب ومليء بالاشواك والعثرات ولكننا قادرون جميعا على اجتيازه وعبوره بتصميمنا ووحدتنا وتمسكنا بقيمنا الوطنية والديمقراطية وبمساندة أشقائنا والعالم بأسره لنا."
وحاول عباس في كلمته طمأنة الشعب الفلسطيني ان المفاوضات المباشرة ستتناول "كافة قضايا الوضع النهائي والتي تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والامن والمياه والافراج عن الاسرى."
وقال "لن ندخل في متاهات أو نقبل باستدراجنا الى أمور هامشية لحرف المفاوضات عن بحث هذه القضايا الجوهرية والوصول الى حلول لها وفق قواعد الشرعية الدولية وقراراتها."
واضاف "لقد نظرنا دائما الى المفاوضات باعتبارها ميدانا هاما من ميادين كفاحنا السياسي والشعبي المشروع للوصول الى أهدافنا."
واعرب عباس عن امله في وجود شريكي اسرائيلي لتحقيق السلام معه وقال "في هذه اللحظات الحاسمة من تاريخ المنطقة فاننا نأمل أن نجد لنا في اسرائيل شريكا قادرا على اتخاذ قرارات ومواقف جوهرية ومسؤولة نحو انهاء الاحتلال وضمان الامن الحقيقي لكلا الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي."
واضاف قائلا "ونحن من جانبنا نؤكد أننا لم نتعامل في الماضي الا مع حكومات ومؤسسات اختارها الشعب الاسرائيلي ولذا نقبل بالشراكة معا على هذا الاساس مهما كان تركيبها أو طابعها."
وجدد عباس في كلمته موقفه من الاستيطان وقال "وأود أن أشير هنا الى أن مواقفنا تجاه الاستيطان وعدم شرعيته وتجاه التوسع الاستيطاني لم يتغير ولا بد أن أقول اليوم بصراحة ووضوح ما كنا قد ابلغنا به جميع الاطراف بمن فيها الراعي الامريكي لهذه المفاوضات قبل موافقتنا على المشاركة فيها أن حكومة اسرائيل سوف تتحمل وحدها المسؤولية عن تهديد هذه المفاوضات بالانهيار والفشل في حال استمرار التوسع الاستيطاني بجميع مظاهره وأشكاله في سائر أنحاء الاراضي الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967."
ويرى المراقبون ان المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ستكون امام اختبار حقيقي في 26 سبتمبر ايلول القادم عند انتهاء المدة التي اعلنت فيها اسرائيل عن تجميد مؤقت ومحدد للنشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية.
وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ان الرئيس الامريكي باراك اوباما اكد لعباس في رسالة بعث له بها في اب اغسطس الماضي على استمرار تجميد الاستيطان في حال موافقته على الدخول في مفاوضات مباشرة مع الجانب الاسرائيلي.
ومن المقرر ان يعلن عن انطلاق المفاوضات المباشرة في الثاني من سبمتمبر القادم بعقد اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامن نتياهو وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلنتون في مكتبها على ان يسبقه بيوم لقاء موسع يشارك فيه الرئيس الامريكي باراك اوباما والرئيس المصري حسني مبارك العاهل الاردني عبد الله الثاني.
موسى متشائم
في غضون ذلك، قال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية يوم الاحد انه ليس لديه أمل يذكر في نجاح المحادثات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين المقرر أن تبدأ الخميس.
واوضح موسى "نأمل في أن تنجح المحادثات لكننا جميعا متشائمون بشأن عملية السلام بسبب التجارب السابقة."
وقال ان رعاية الرئيس الامريكي للمحادثات هي الدافع الوحيد للامل في النجاح.
واستطرد موسى "السبب الوحيد (للامل في نجاح المحادثات) هو اخلاص الرئيس اوباما ورغبته في تحقيق شيء طيب في رئاسته."
ومضى يقول ان اوباما أعطى الفلسطينيين ضمانات بأن توقف اسرائيل الاستيطان في اراض جديدة خلال المحادثات المقرر ان تستمر لمدة عام.
وقال موسى "اذا وجدنا أن اسرائيل خلال هذا العام تواصل بناء المستوطنات فلا جدوى من الانتظار لعام كامل (من المحادثات)."
وأضاف "عندئذ سيتعين علينا أن نعيد النظر في الموقف لان من غير الممكن التفاوض في الوقت الذي يستوطن فيه الاسرائيليون الارض."