هدد وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اليوم بانسحاب حزبه (اسرائيل بيتنا) من الائتلاف الحكومي في حال مدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مدة تجميد البناء في المستوطنات والتي تنتهي اواخر سبتمبر المقبل.
واوضحت صحيفة (يديعوت احرونوت) العبرية على صفحات الانترنت ان تصريحات ليبرمان هذه جاءت بعد الاعلان عن بدء المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين ومطالبة الفلسطينيين بتجميد كافة الانشطة الاستيطانية لاجراء هذه المفاوضات ونجاحها.
واشارت (يديعوت) الى ان ليبرمان حذر نتنياهو من ان حزبه لن يوافق على تجديد تعليق النشاط الاستيطاني حتى وان كان ذلك ينطبق فقط على المستوطنات المعزولة.
ونقلت عن مسؤول بارز بالحزب طلب عدم الكشف عن هويته قوله ان "ليبرمان قال بلهجة حاسمة ان (اسرائيل بيتنا) لن يشارك في عملية تستسلم فيها اسرائيل للمطالب الفلسطينية وتمدد فترة تجميد البناء في الضفة".
واضاف المسؤول "في حال تمديد التجميد فاننا سننسحب قطعا من الائتلاف الحكومي".
واعلنت الخارجية الامريكية الليلة الماضية ان قضية المستوطنات ستتصدر محادثات السلام المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي ستستغرق اولى اجتماعاتها يوما واحدا في الثاني من سبتمبر المقبل بواشنطن.
وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي "ان المحادثات ستركز على المستوطنات لاسيما الموعد النهائي لوقف بناء المستوطنات من جانب اسرائيل والذي ستعيد النظر فيه الشهر المقبل الى جانب قضايا الوضع النهائي".
في ذات السياق قال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان مريدور ان القرار بشان استمرار تجميد اعمال البناء في المستوطنات من عدمه يجب ان يراعي الحدود المستقبلية لدولة اسرائيل.
وقال مريدور في تصريحات نقلتها الاذاعة الاسرائيلية العامة ظهر اليوم "يجب السماح باستئناف اعمال البناء في الكتل الاستيطانية والمستوطنات القريبة من السياج الامني الفاصل".
واضاف "اما الاماكن التي ستكون مشمولة في الدولة الفلسطينية المستقبلية فيجب الاستمرار في تجميد اعمال البناء فيها".
واوضح ان "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كان قد اعلن عن موافقته على اقامة دولة فلسطينية ولذلك لا يعقل بناء الاف الوحدات السكنية في المواقع التي ستقام فيها هذه الدولة".
ورأى مريدور انه لا يمكن الاستمرار في الوضع القائم الذي يستطيع فيه مواطن يهودي من سكان الخليل الادلاء بصوته في الانتخابات من اجل تقرير مصيره بينما لا يستطيع الفلسطيني الذي يسكن في نفس المدينة القيام بذلك.
وقال ان "هذا الامر لا يتماشى مع مبادىء اليهودية والصهيونية وان دول العالم لا تقبل بذلك ايضا".
وفيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني قال مريدور انه "يجب اجراؤها على مسارين احدهما التقدم نحو التسوية النهائية والثاني ترسيخ اسس الدولة الفلسطينية المستقبلية".
من جانبه قال وزير الجيش الاسرائيلي ايهود باراك بانه يتعين على اسرائيل والفلسطينيين اتخاذ قرارات جريئة في اطار المفاوضات المباشرة بين الجانبين المقرر اطلاقها الاسبوع القادم. واعرب الوزير باراك في تصريحات نقلتها الاذاعة عن امله في "ان يجد الطرف الفلسطيني الطاقات اللازمة للمضي قدما في هذه المفاوضات وتحقيق انطلاقة فيها".
وكان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة قد حذر في تصريحات سابقة من استغلال اسرائيل المفاوضات المباشرة والانحراف بها عن المسار الذي وضعته اللجنة الرباعية الدولية خاصة ما يتعلق بقضايا الحل النهائي والقدس. واكد ابو ردينة ان الفلسطينيين ملتزمون بسلام حقيقي اذا ما وجدوا شريكا اسرائيليا يريد سلاما عادلا وشاملا وانهاء الاحتلال الذي وقع عام 1967