هيمن موضوع رفع الحصار عن قطاع غزة على المحادثات التي أجراها المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط جورج ميتشل مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله الجمعة.
ونقلت وكالة انباء رويترز عن نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية "كل ما جرى اليوم هو إصرار الرئيس على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة وضرورة العمل بشكل مستمر لإنهاء هذا الوضع." وأضاف "هذه الأولوية هي التي تتساوى لدينا مع عملية السلام ومطلوب استمرار بذل الجهود الدولية لإنهاء الحصار على قطاع غزة الأمر الذي سيخلق مناخا ملائما لإمكانية تحقيق تقدم في المفاوضات غير المباشرة والسلطة لن توافق على أي آلية لا تنهي الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة."
من جهة أخرى، نقل صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية عن عباس قوله لميتشل "إنه لا يوجد بين بين.. إما أن يكون هناك حصار أو أن يرفع هذا الحصار الذي يستهدف حياة مليون ونصف إنسان فلسطيني. طبقا لما نقل راديو سوا الاميركي
وصرح بأن عباس دعا إلى مجموعة من النقاط الأساسية تتمثل في تلبية كل حاجات سكان قطاع غزة الأساسية والدوائية والوقود ومواد البناء.
ومضى عريقات إلى القول "إن عباس طالب بأن تصل بضائع الضفة الغربية إلى قطاع غزة وأن تصل بضائع غزة إلى أسواق الضفة الغربية...هذا الحصار بالنسبة إلى الرئيس عباس يشكل عقوبات جماعية على مليون ونصف المليون إنسان لا يوجد ما يبرره ويبرر استمراره وبالتالي هناك ست معابر رئيسية بين إسرائيل وقطاع غزة يجب أن يتم فتحها بالكامل." كما أثير موضوع التوسع الاستيطاني خلال اللقاء الذي تم بين عباس وميتشل، وقال عريقات "المسألة الأخرى التي أثارها الرئيس هي ما صدر عن الجانب الإسرائيلي من تأكيد لبناء 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة رموت شالوم في القدس الشرقية المحتلة وأكد السناتور ميتشل أن الالتزام الذي قدم لنا بعدم البناء ما زال قائما ولم يتغير." وتوقعت مصادر فلسطينية عودة ميتشل إلى المنطقة نهاية الشهر الجاري لإجراء مزيد من المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وكان عباس أعرب عن أمله بأن يحمل المبعوث الأمريكي معه أجوبة ايجابية من الحكومة الإسرائيلية فيما يتعلق بمسألتي الحدود والأمن، بعد أن أكد على أن الجانب الفلسطيني قدم للمبعوث الأمريكي الرؤية الفلسطينية لحل مسألتي الحدود والأمن، وفقا لوكالة "آكي" الإيطالية للأنباء.
وكان عباس قد أكد على أنه في حال حدوث تقدم في المحادثات غير المباشرة حول مسألتي الحدود والأمن فإن من الممكن الانتقال إلى المحادثات المباشرة.
وكان ميتشل قد وصل للمنطقة الخميس حيث التقى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، الذي أطلعه على قرار الحكومة فيما يتعلق بتخفيف الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة.
وقال باراك إن إسرائيل معنية بدفع مفاوضات التقارب مع الفلسطينيين إلى الأمام بصورة مكثفة، معرباً خلال لقائه بالمبعوث الأمريكي للمنطقة عن الأمل في أن يتم الانتقال السريع إلى المفاوضات المباشرة، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي.
وبدوره أكد ميتشل أن الولايات المتحدة تدعم إحلال سلام قابل للحياة في المنطقة متعهداً ببذل واشنطن كل جهد ممكن لدفع المفاوضات المستمرة إلى الإمام.
كذلك دعا ميتشل خلال الاجتماع جميع الأطراف إلى التحلي بضبط النفس تفادياً للمواجهة وفقاً للإذاعة الإسرائيلية.
وقالت اسرائيل يوم الخميس انها ستخفف الحصار البري عن قطاع غزة الذي فجر انتقادات دولية واسعة بعد غارتها المميتة على قافلة سفن مساعدات كانت في طريقها الى القطاع الذي تديره حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال رائد فتوح المنسق الفلسطيني للجنة ادخال البضائع لقطاع غزة ان القائمة الجديدة للبضائع التي وافقت عليها اسرائيل تشمل كل المواد الغذائية ولعب الاطفال والادوات المكتبية وأدوات المطبخ والحشايا والمناشف.
لكن اسرائيل أبقت حصارها البحري على القطاع الساحلي وحظرا على الصادرات من القطاع وحظرا على الاستيراد التجاري لمواد البناء الضرورية لعمليات الاعمار الواسعة بعد حرب غزة في ديسمبر كانون الاول 2008 ويناير كانون الثاني 2009.
ووصفت حركة حماس الاجراءات الجديدة بأنها عديمة الاهمية ومجرد دعاية اعلامية.
وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس أن المطلوب هو الرفع الكامل للحصار والسماح بحرية حركة البضائع والافراد وقال ان غزة في حاجة بشكل خاص الى مواد البناء التي يجب السماح بدخولها بدون أي قيود.
ويعيش في قطاع غزة 1.5 مليون فلسطيني من بينهم نحو مليون يعتمدون الى حد ما على الاعانات التي تقدمها الامم المتحدة ومساعدات أجنبية اخرى تدخل برا بعد تفتيش اسرائيلي