كشفت صحيفة (هارتس) عن ان محادثات سرية اجريت في موسكو يوم الاربعاء الماضي بين مسؤولين روس واسرائيليين في اطار جهود اسرائيلية تهدف الى منع الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة في سبتمبر القادم.
وقالت الصحيفة في موقعها الالكتروني "ان فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة تعملان الان من اجل الاعلان عن مبادرة سلام دولية جديدة والتي ربما تضع الاساس لدولتين (فلسطين) و(اسرائيل) على حدود العام 1967".
وقالت الصحيفة "ان اسحق مولخو وهو المساعد الرئيسي لرئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وكبير المفاوضين على المسار الفلسطيني قام يوم الاربعاء الماضي بزيارة سرية لموسكو حيث اجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف".
وكشفت عن "ان الهدف من هذه الزيارة كان العمل على اقناع روسيا بالامتناع عن تأييد نية دول الاتحاد الاوروبي تقديم خطة خلال الاسبوعين القادمين تدعو الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود العام 1967".
ورافق مولخو في هذه الزيارة المستشار القانوني لوزارة الخارجية الاسرائيلية دانييل تواب حيث امضى الاثنان اكثر من ساعة مع وزير الخارجية الروسي لافروف قبل ان يجتمعا مع المبعوث الروسي لعملية السلام في الشرق الاوسط سيرجي ياكوليف ومسؤولين روس اخرين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول سياسي اسرائيلي كبير لم تذكر اسمه القول "ان تواب ومولخو استغلا هذه الزيارة لموسكو لتقديم افكار اسرائيلية جديدة تسمح بانطلاق عملية السلام مع الفلسطينيين".
وحسب (هارتس) فان هذه الزيارة تأتي قبل اسبوعين من اجتماع سيعقده وزراء خارجية اللجنة الرباعية الدولية للسلام في الشرق الاوسط والتي تضم كلا من روسيا والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة.
وتعمل كل من بريطانيا وفرنسا والمانيا باتجاه الدفع للاعلان عن مبادرة سلام دولية جديدة تقوم مبادئها على اقرار مبدأ الدولتين على حدود العام 1967 مع امكانية تبادل اراض بينهما.
وتدعو هذه المبادرة كما تقول الصحيفة الى "حل عادل ومتفق عليه وواقعي لمحنة اللاجئين الفلسطينيين اضافة الى اعتبارها مدينة القدس عاصمة للدولتين ودعوتها الى وضع ترتيبات امنية تحمي اسرائيل لكنها لا تشكل تعديا على السيادة الفلسطينية".
واضافت الصحيفة "ان المبادرة الخاصة بالسلام والتي ستقدمها اوروبا تلقى تأييا قويا من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي يضغط على اعضاء اللجنة الرباعية لتبنيها خلال اجتماعها القادم".
وحتى الان لم تعلق الادارة الامريكية على المبادرة التي يعمل الاوروبيون على اطلاقها والتي حصلت على تأييد الامم المتحدة وهو الامر الذي ستفعله روسيا كذلك.
وكشفت (هارتس) "ان نتنياهو كان يخطط لارسال مستشاره مولخو لاجراء محادثات في لندن وباريس وبرلين وبروكسل لاقناع الاوروبيين بتأجيل المبادرة التي ينوون اطلاقها".
واوضحت الصحيفة ان هذه الرحلة التي كان من المقرر القيام بها الاسبوع الماضي قد الغيت في اخر لحظة وذلك بعد ان ادرك نتنياهو ان مستشاره مولخو لن يكون قادرا وفق الترجيحات على اقناع الحكومات الاوروبية بسحب تأييدها لخطة السلام التي سيجري اطلاقها دون ان تعلن اسرائيل نفسها عن خطة سلام تسمح بدفع العملية السلمية الى الامام.
وقالت "ان الرحلة التي قام بها مولخو الى موسكو كانت تهدف الى اقناع المسؤولين فيها لمعارضة خطة السلام الاوروبية المتوقعة وقد اوضحت ان نتنياهو وكما بدا واضحا اعتقد ان الروس سيتحركون اكثر من اجل الاستجابة للاعتراض الاسرائيلي عليها".
واشارت الى "ان اسرائيل تنتظر رؤية نتائج زيارة مولخو الاخيرة لموسكو" زاعمة "ان التصريحات الاخيرة التي اطلقها وزير خارجيتها لافروف خلال اللقاءات التي عقدت ربما تعني ان روسيا راغبة في عرقلة هذه الخطة".
واوضحت "ان لافروف ابلغ مولخو ان استمرار الجهود لايجاد طريق للخروج من الجمود الذي تعيشه عملية السلام هو امر هام وان بناء الثقة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي هو هدف يجب استعادته".