توعدت الحكومة التركية بالرد على سياسة اسرائيل في اعقاب اقتحام سفن الحرية المتجهة الى غزة واستخدام العنف مما اسفر عن استشهاد 20 من المتضامنين بينهم 9 من الاتراك
ووفق تقارير فقد حذرت الحكومة التركية إسرائيل اليوم الاثنين من "عواقب لا يمكن اصلاحها" في العلاقات الثنائية بعد الهجوم الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية" الذي ينقل ناشطين ومساعدات إلى قطاع غزة، على ما أعلنت وزارة الخارجية التركية.
وقال دبلوماسي تركي طلب عدم كشف اسمه إن وزارة الخارجية التركية استدعت اليوم الاثنين السفير الإسرائيلي في أنقرة غابي ليفي "لنقل رد الفعل التركي بأشد لهجة" ممكنة إلى إسرائيل.
من جهته عقد نائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج اجتماعا طارئا مع عدد من كبار المسؤولين الأتراك بينهم وزير الداخلية وقائد البحرية وقائد العمليات في الجيش، وفق ما أفادت وكالة أنباء الأناضول.
وقالت الوكالة إن ارينج يحل حاليا محل رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي يزور تشيلي.
وفي غضون ذلك، أقر وزير التجارة والصناعة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر بسقوط ضحايا في الهجوم العسكري الإسرائيلي على سفن الإغاثة، وذلك في أول اعتراف رسمي بتحول المواجهات على متن السفن إلى مواجهة دامية. وقال بن اليعازر لراديو الجيش الاسرائيلي إن "الصور بالقطع مؤلمة، وليس بوسعي إلا أن أعبر عن أسفي لسقوط كل هؤلاء الضحايا."
وقد اعلنت تقارير اعلامية ان 20 على الاقل من العرب والمتضامنين الاجانب المشاركين في قافلة سفن كسر الحصار قد سقطوا برصاص الاحتلال فجر اليوم الاثنين وقالت التقارير ان قوات الاحتلال نفذت انزالا بحريا على سفن الحرية القادمة لكسر الحصار عن قطاع غزة مما اسفر عن سقوط 20 شهيدا في حصيلة غير نهائية وأظهرت الصور المباشرة التي بثت على وسائل الإعلام بأن قوات الاحتلال اقتحمت السفن وعلى نحو مفاجئ في عملية إنزال جوي بعد ساعات من مرافقتها بحرياً وجوياً ومحاصرتها. ومع دخول الفجر هاجم جنود الاحتلال السفن بإطلاق الرصاص الحي وقنابل الغاز، حسبما ذكر التلفزيون التركي، ما أدى إلى سقوط شهيدين في البداية من المتضامنين وما لا يقل عن خمسين جريحاً، وصفت إصابات عدد كبير منهم بالبالغة. وحاول المتضامنون توجيه نداءات استغاثة لإنقاذ الجرحى الذين أصيبوا في الاعتداء الإسرائيلي، والتأكيد على أنهم مدنيون عزل جاءوا في مهمة إنسانية إلا أن هذا لم يشفع لهم أمام تصميم الاحتلال على تنفيذ الهجوم الذي كشفت الصور المباشرة عنه. وكانت السفن تعرضت لتشويش من قبل بحرية الاحتلال، وبدأ انقطاع الاتصالات يصيب السفن بفعل التدخل الإسرائيلي شيئاً فشيئاً حتى انقطع الاتصال نهائياً قبل نحو ساعتين من الاقتحام.
وبقي البث المباشر وسيلة المتضامنين ومن على ظهر السفينة للاتصال بالعالم الخارجي، حيث صورت اقتحام الجنود وإطلاقهم الرصاص الحي بشكل عشوائي عليهم ما أدى إلى هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى.
وفي وقت سابق، نقلت الإذاعة الإسرائيلية خبراً مفاده أن إحدى السفن المشاركة في قافلة السفن الدولية بثت صباح الاثنين نداءات استغاثة داعية جميع السفن القريبة منها إلى مساعدتها. وقال أحد الركاب إن هناك مصابين على ظهر السفينة.
وزعمت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن ثلاث سفن تابعة لسلاح البحرية الإسرائيلي اقتربت الليلة الماضية من السفينة التركية التي تقود القافلة الدولية وحذرتها من مغبة الاقتراب من القطاع.
ومن ناحيتها، قالت الجهة المنظمة لأسطول الحرية إن الاتصال الفضائي قد انقطع بين السفن والقنوات التلفزيونية بسبب التشويش الذي تطبقه السلطات الإسرائيلية على سفن أسطول كسر الحصار.
وذكرت رئيسة حركة "غزة الحرة" هويدا عراف أن إسرائيل أغلقت منطقة تبعد حوالي عشرين ميلا بحريا عن ساحل غزة.
وبدورها قالت غريتا برلين من المنظمة ذاتها إن الهدف من الأسطول الدولي المتجه إلى غزة، هو "كسر الحصار الإسرائيلي على القطاع" معتبرة أن ذلك الحصار "غير قانوني على الإطلاق".
وأضافت أنه " ليس لدى إسرائيل الحق في توقيف مليون ونصف مليون شخص في معسكر اعتقال في الهواء الطلق"، على حد تعبيرها.
وفي اسطنبول استدعت الخارجية التركية السفير الاسرائيلي كما تظاهر المئات من الأشخاص قبالة مقر القنصلية الإسرائيلية تضامناً مع قافلة السفن الدولية المتجهة نحو قطاع غزة
وجاء في بيان اصدرته الخارجية "أن الوزارة استدعت السفير الإسرائيلي وطلبت منه إيضاحات عاجلة لما حدث."
وأضاف البيان أن المعلومات المتوفرة للوزارة تؤكد سقوط قتيلين حتى الآن.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت أنها لن تسمح بوصول القافلة البحرية إلى مشارف غزة، فيما تحركت قطع حربية إسرائيلية إلى عرض البحر لاعتراض سفن المساعدات، مهددة في الوقت ذاته باللجوء إلى القوة إذا ما اقتضت الضرورة لمنع السفن من الوصول إلى غزة، كما أفادت هيئة الإذاعة والتلفزة التركية "تي آر تي."
وأعلن المسؤولون الإسرائيليون أنه سيتم سحب سفن المساعدات إلى ميناء أسدود في حال إصرارها على التوجه إلى غزة و اعتقال المتواجدين على متنها و تسفيرهم إلى بلدانهم، فيما أقامت مركز اعتقال في المدينة.
"ضبط النفس"
وكانت الامم المتحدة قد دعت الى ضبط النفس بعد ان هددت اسرائيل باعتراض السفن، اذ قال الجيش الاسرائيلي ان سفنا حربية اسرائيلية قد تحركت الى عرض البحر لاعتراض القافلة.
وقال وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان ان بلاده قد استعدت لايقاف قافلة السفن "مهما كان الثمن" ووصف القافلة نوع من "الاستفزاز" داعيا المجتمع الدولي الى تفهم اجراءات اسرائيل الصارمة.
واضاف: "لدينا كل العزم والارادة السياسية لمنع هذا الاستفزاز ضدنا، اعتقد اننا مستعدون مهما كان الثمن لمنع هذا الاستفزاز".
وقالت اسرائيل انها ستجبر السفن على التوجه الى الموانىء الاسرائيلية وتخيير الناشطين الموجودين على متنها بين المغادرة او السجن وسيقومون بعد الفحص الامني لحمولة السفن بنقلها الى غزة عبر الامم المتحدة.