كشفت نتائج استطلاع للرأي العام حول 'واقع الفلسطينيين في القدس الشرقية' أن 64 % لا يشعرون بالأمان في الظروف الراهنة، وأنهم يخشون أن تقوم سلطات الاحتلال بسحب بطاقة هوياتهم الشخصية، وتجريدهم من حقوقهم. وأكد الاستطلاع أن أعلى نسبة شعور بعدم الأمان كانت في منطقة الشيخ جراح، التي تتعرض لعمليات مصادرة واستيلاء على البيوت، تليها مناطق: جبل المكبر، ومخيم شعفاط، وضاحية كفر عقب.
ونفذ الاستطلاع برنامج الأمن الإنساني الفلسطيني بالتعاون مع منتدى شارك الشبابي، على عينة عشوائية مقدارها '850' مقدسي من كلا الجنسين موزعين على أحياء مختلفة في مدينة القدس، خلال الفترة الممتدة ما بين 2 إلى 25 /7/2010.
وأوضح البرنامج أن النتائج التي توصل لها الاستطلاع سيتم نشرها ضمن دراسة متخصصة حول 'وضع الأمن الإنساني في القدس الشرقية' والتي سيصدرها البرنامج بالتعاون مع جهات دولية، بالإضافة إلى تنظيم ورشة عمل متخصصة لنقاش جملة من القضايا المتعلقة بأوضاع المقدسيين.
وأشار إلى أن النتائج أظهرت بأن القضية الرئيسية التي تشعر المقدسيين بعدم الأمان، هي الخوف من فقدان الحقوق، خاصة حق السكن والإقامة بنسبة 32%، ومن ثم الوضع الاقتصادي بنسبة 29%، واعتداءات الجيش والشرطة الإسرائيلية بنسبة 14%، منوها إلى أن باقي النسب توزعت على قضايا منها الانقسام الفلسطيني الداخلي، والقيود الاجتماعية والعنف داخل الحي أو مكان السكن.
وأكدت النتائج زيادة الاعتماد على العائلة والأقارب في حل النزاعات، وأوضحت أن 79% من المستطلعين أنه في حال تعرضهم لمشاكل في مكان سكناهم، فإنهم يعتمدون بالدرجة الأولى على العائلة، وبالمقابل 2 % فقط يعتمدون على الشرطة الإسرائيلية، في إشارة واضحة إلى غياب الثقة بهذه الجهة، ومن الملفت للنظر أن 10% يعتمدون على السلطة الوطنية الفلسطينية في حل النزاعات بالرغم من عدم وجود هذه السلطة رسميا في القدس الشرقية وملاحقة الاحتلال لعناصرها.
وأظهرت النتائج أن جريمة تعاطي المخدرات تحتل نسبة 35% والثانية من حيث ترتيبها التي يعاني منها أهل القدس، في حين توزعت باقي النسب على السرقات والعنف الجنسي والقتل.
وحول التواصل الاجتماعي، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 84% ينظرون بإيجابية إلى علاقتهم بسكان الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأشارت النتائج إلى أن 37% فقط يمتلكهم شعور عادي عند ذهابهم إلى القدس الغربية، مقابل 63% يشعرون بعدم الراحة أو المراقبة الدائمة أو لا يذهبون إلى القدس الغربية من منطلقات مبدئية.
وحول طبيعة العلاقة مع الشرطة الإسرائيلية، أوضح ما نسبته 14% فقط أن طبيعة الاتصال الأخير لهم بالشرطة كان من أجل تقديم شكوى، وبالمقابل أوضح 54% أن هذا الاتصال كان من خلال تعرضهم للاحتجاز والاعتقال أو الاستجواب من قبل الشرطة الإسرائيلية، في حين أعرب 32% من المستطلعين أن الاتصال بالشرطة كان إثر تعرضهم للمضايقة أو التحرش اللفظي والجسدي من قبل رجال الشرطة.
وحول الجريمة الرئيسية في المجتمع المقدسي، أظهرت النتائج أن النزاعات الملكية احتلت الرتبة الأولى وذلك في إشارة واضحة لتأثير الجدار العنصري على الأوضاع الاجتماعية في القدس، حيث اضطر العديد من المقدسيين إلى التوجه إلى مناطق داخل الجدار خوفاً من فقدان الهوية الزرقاء، وبالتالي فإن قلة أماكن السكن جعلت من النزاعات على الملكية ظاهرة واضحة في الوسط المقدسي، ويتوجه 15% من المقدسيين إلى مدن أخرى في الضفة الغربية بشكل يومي، و25% مرة واحدة في الأسبوع، و25% مرة واحدة في الشهر، و20% بين مرة أو مرتين في السنة. وأفاد 71% من المستطلعين أن نقاط التفتيش هي المشكلة الأولى التي يواجهونها عند ذهابهم إلى الضفة الغربية.
وحول إدعاء البعض أن المقدسيين يفضلون العيش تحت السيطرة الإسرائيلية عن السيطرة الفلسطينية، أظهرت نتائج الاستطلاع أن 65% يعارضون ولا يتفقون مع هذا الإدعاء مقابل 35% مع هذا الإدعاء.
وحول السؤال عن المشاكل التي يواجهها المجتمع من وجهة نظر المقدسيين، فان مشكلة الازدحام السكاني تحتل الدرجة الأولى بنسبة 32%، تليها مواجهة المستوطنين بنسبة 22%، وصيانة الشوارع 15% والعنف في الشارع بنسبة 11%، وتوزعت باقي النسب على مشاكل أخرى مثل: التلوث والجرائم، ومضايقات الشرطة الإسرائيلية.
وأكد النتائج أن 53% من المستطلعين يعتقدون أنهم لا يتلقون أبدا خدمات تبرر دفع ضريبة 'الأرنونا' و30% إلى حد قليل، و15% إلى حد ما، و1% إلى حد كبير. كما كشفت النتائج أن 47% يدفعون 'الأرنونا' لأنهم مجبرون على ذلك، و35% للحفاظ على الهوية المقدسية، وفقط 13% يدفعون الأرنونا لتلقي خدمات البلدية.
وصرح غالبية المستطلعين 84%، بأنهم يشعرون بالعنصرية والتمييز من قبل البلدية لأنهم فلسطينيون، ويرى 57% أن الخدمات المقدمة من قبل البلدية سيئة إلى سيئة للغاية، مقابل 28% يعتبرونها متوسطة، و15% فقط قيموها بجيدة إلى جيدة جدا. ويجد 89% ندرة في الحدائق الترفيهية التابعة للبلدية أو أنها نادرة جدا.
وحول ظروف السكن، عبر 42% من المستطلعين أنهم قاموا بمحاولة لتوسيع أو تحسين منازلهم خلال السنة الماضية و58% لم يقوموا بنفس المحاولة، وأكد 38% منهم صعوبة الحصول على تصريح للترميم ما يقف حائلا أمام إقدامهم على هذه الخطوة، و33% لعدم قدرتهم المالية، و8% بسبب الخلافات مع الجيران.
وأظهرت النتائج أن 13% من المستطلعين تلقوا إشعارا بالإخلاء أو الهدم، ولجأ 37% منهم لرفع قضية بالمحاكم الإسرائيلية من أجل وقف هذا القرار، في حين كان 26% منهم عاجزين ولم يستطيعوا فعل أي شيء، وعبر 73% إما خوفهم الشديد، أو تخوفهم بشكل عام، من تلقي إشعار الهدم والإخلاء، مقابل فقط 27% لا يوجد لديهم تخوف من هذا القبيل.
وأخيرا تم سؤال المستطلعين حول مشروع القطار السريع في القدس، حيث يعتقد 83% من المقدسيين أن السبب وراء هذا المشروع محاولة لتعزيز النفوذ الإسرائيلي أو التأثير في وضع القدس ضمن مفاوضات الحل النهائي، مقابل فقط 19% يرون أن الهدف هو تحسين خدمات المواصلات.
يذكر أن الاستطلاع تضمن أسئلة حول الأوضاع الصحية والتعليمية وأمور أخرى تخص المجتمع المقدسي، وتم تحليله بالتعاون مع شركة الشرق الأدنى للاستشارات وسيتم نشر مجموعة أخرى من الأرقام والبيانات في التقرير الذي سيتم إصداره من قبل برنامج الأمن الإنساني الفلسطيني.