ينهي رئيس الحكومة المكلف في لبنان نجيب ميقاتي اليوم الجمعة استشارات يجريها مع الكتل النيابية والنواب في البرلمان بهدف تشكيل حكومة جديدة، لتتحول بعد ذلك هذه المحادثات الى ما يشبه المفاوضات خلف الكواليس.
ويلتقى ميقاتي منذ الخميس الكتل والنواب المستقلين للوقوف عند ارائهم حيال شكل الحكومة المقبلة وتوزيع الادوار فيها، على ان يطلع رئيس الجمهورية ميشال سليمان السبت على حصيلة محادثاته.
ومع انتهاء المشاورات في البرلمان، تبدأ محادثات وراء الكواليس على شكل مفاوضات تتناول خصوصا توزيع الحقائب الوزارية بعد الاتفاق على شكل الحكومة، والبيان الوزاري الذي يحدد الخطوط العريضة لعمل الحكومة.
وكتبت صحيفة "السفير" اليوم ان "العمل الجدي سينطلق الآن في مطابخ الكواليس السياسية من اجل تشكيل حكومة جديدة، بمن حضر".
وتتجه الانظار الى موقف قوى 14 آذار بزعامة سعد الحريري من المشاركة في الحكومة، اذ اعطى بعض اعضائها اشارات الى احتمال الانضمام الى الحكومة، رغم ان البعض الآخر سبق ان استبعد هذا الامر.
وقال النائب ووزير العمل في حكومة تصريف الاعمال بطرس حرب الذي ينتمي الى قوى 14 آذار عقب لقائه ميقاتي اليوم ان على رئيس الحكومة المكلف "الرد على التساؤلات التي طرحتها هذه القوى".
واضاف "اذا اقتنعنا باجوبته فسنكون منفتحين للتعاون".
وكانت كتلة "المستقبل" النيابية بزعامة الحريري طالبت ميقاتي الخميس بتوضيح موقفه من مسالة الالتزام "بعدم الموافقة على طلب فك التزام" لبنان بالمحكمة الدولية الخاصة بجريمة اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري.
كما طالبته بتوضيح موقفه من مسألة الالتزام "بوضع خطة زمنية لجمع السلاح الموجه الى صدور الناس"، في اشارة الى سلاح حزب الله. ودعته الى اقرار هذين البندين في البيان الوزاري.
وتأتي عملية تشكيل الحكومة الجديدة بعد سقوط حكومة سعد الحريري في 12 كانون الثاني /يناير نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه، بسبب خلاف على المحكمة الخاصة بلبنان.
وتوقعت صحف لبنانية اليوم ان تبصر الحكومة العتيدة النور ضمن مهلة قصيرة.
وكتبت "السفير": "من المتوقع ان لا يستغرق تشكيل الحكومة وقتا طويلا"، فيما توقعت "الاخبار" القريبة من حزب الله ان تولد الحكومة "منتصف الاسبوع المقبل".
واعتبرت "النهار" القريبة من قوى 14 آذار ان "شكل الحكومة بدأ يتبلور"، خصوصا بعد "انتقال قوى 14 آذار الى ضفة المعارضة".