مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة تسلّط الضوء على تطورات برنامجها الفضائي

شاركت مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "اياست" في منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي المنعقد بمركز أبو ظبي الوطني للمعارض في الفترة ما بين 9 - 11 مايو 2011، وذلك في إطار التزامها بتمثيل الإمارات العربية المتحدة في مختلف المنتديات والمحافل الدولية المتعلقة بتكنولوجيا الفضاء. وقد سلطت المؤسسة الضوء على ملامح التطور في مجال تكنولوجيا الفضاء الذي أحرزته على الصعيد الإقليمي والعالمي من خلال توظيف هذه التكنولوجية المتطورة في العديد من المشاريع.
وقدم وفد المؤسسة من خلال مشاركته في منتدى تكنولوجيا الفضاء العالمي– أول منتدى متخصص في صناعة الفضاء والأقمار الصناعية في المنطقة- عرضاً مفصلاً حول الانجازات الملحوظة وغير المسبوقة التي حققتها المؤسسة على أرض الواقع.
وقال أحمد عبيد المنصوري، مدير عام مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة ’إياست‘: "بعد النجاح الذي حققناه من خلال إطلاق دبي سات-1 ، أول قمر صناعي للاستشعار عن بعد تملكه الإمارات العربية المتحدة، يأتي التحدي الكبير الماثل أمامنا الآن في ترسيخ مكانة دبي سات – 1 كي يكون ركيزة مهمة تخدم مجتمع الإمارات ككل في مختلف المجالات والقطاعات وذلك من خلال ما يقدمه من معلومات وصور وبيانات مهمة. ونحرص دائماً بأن يكون دبي سات -1 قاعدة أساسية مهمة يرتكز عليها صناع القرار في اتخاذ قراراتهم مما يحقق التنمية المستدامة في الإمارات العربية المتحدة. وهذا يجسد على أرض الواقع التزامنا بمفهوم بناء اقتصاد مبني على المعرفة".
ولم يساهم دبي سات – 1 بدور فعال في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية على صعيد المنطقة فحسب، بل كان له دور مهم أيضاً في تعزيز التنمية البشرية على مستوى العالم؛ إذ قدم العام الماضي العديد من الصور والمعلومات المفيدة التي ساهمت في مساعدة المناطق المتضررة كما هو الحال في الفيضانات التي اجتاحت باكستان، حيث ساعد دبي سات -1 في عملية إعادة التأهيل المناطق المتضررة. وزودت المؤسسة هذا العام برنامج الأمم المتحدة للمعلومات الفضائية من أجل إدارة الكوارث والاستجابة في حالات الطوارئ UN-SPIDER، ووكالة الاستكشافات الفضائية اليابانية JAXA بصور الزلزال وموجات المد "تسونامي" التي ضربت مدن اليابان.
وتتعاون مؤسسة الامارت للعلوم والتقنية المتقدمة "اياست" مع بعض الدول مثل أسبانيا وكورية الجنوبية في عمليات التخطيط من خلال الصور التي يقدمها دبي سات – 1 لدعم البحث العلمي والتنمية ، ناهيك عن الدور الذي تقوم به المؤسسة في عملية التخطيط في دولة الإمارات وذلك بالتعاون مع بلدية أبو ظبي وبلدية العين وهيئة الطرق والمواصلات وزارة البيئة ومشاريع واحة دبي للسيليكون وعدد من الجامعات.
واستعرض عدنان محمد الريس ، رئيس فريق مركز المحطة الأرضية في المؤسسة، في عرض تقديمي ألقاه ضمن فعاليات المنتدى رؤية ومهام دبي سات – 1 مسلطاً الضوء على الخدمات المتنوعة التي يوفرها القمر الصناعي والقيمة المضافة التي يوفرها، ما من شانه الإسهام في تقييم التقدم المحرز في مشاريع التشييد والبناء والتخطيط الحضري ومؤشر الغطاء النباتي وظاهرة المد الأحمر، فضلاً عن تطبيقات في مشاريع عالمية وإقليمية أخرى. وشارك المهندس سالم حميد المري، مدير إدارة برنامج الفضاء بالمؤسسة في جلسة نقاشية ركز فيها على الدور الذي تلعبه المؤسسة في توظيف مهارات الكوادر الوطنية وتعزيزها في الإمارات العربية المتحدة.
وأضاف المنصوري: "تولي مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة ’اياست‘ أهمية قصوى في نشر ثقافة البحث العلمي المتقدم والإبداع التقني في دبي والإمارات وتعزيز القدرة التنافسية الدولية التي تهدف إلى تنمية مهارات العنصر البشري. كما تضع اياست كلاً من مساْلة جعل دبي بصفة خاصة والإمارات بصفة عامة كمركز عالمي متخصص في البحث العلمي والتقدم التقني ينافس دول العالم وتعميق أطر التعاون بين المؤسسات المعنية بقطاع البحث العالمي وصناعة الفضاء في أجندة أولوياتها. ونسعى بشكل دائم على تحقيق أهدافنا المتمثلة في تحقيق رفاهية الإنسانية وذلك بالتعاون مع المجتمع الدولي".
يذكر أن القمر الصناعي دبي سات – 1 الذي أطلقته "إياست" في شهر يوليو من عام 2009، بدأ ومنذ ذلك الحين بتزويد صور الأقمار الصناعية التي تساعد على اعطاء لمحة عن التطبيقات المحتملة لها في العديد من الاستخدامات. وتتميز هذه الصور بالجودة والدقة العالية، الأمر الذي يسهم في استكمال قاعدة بيانات نظام المعلومات الجغرافية والمساعدة في تعزيز كفاءة الرصد والتبوء بالأخطار الطبيعية مثل التنبؤ بالعواصف الرملية، ورصد والتنبؤ بالضباب، ودراسة جودة المياه في منطقة الخليج.
وتعمل مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" حالياً على الاستعدادات الخاصة بإطلاق دبي سات-2، حيث وصل سير العمل إلى مرحلة مراجعة التصميم النهائي بعد استكمال مرحلة التصميم الأولية. ويعتبر مشروع دبي سات-2 برنامج تطويري مشترك بين مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة "إياست" وشركة ساتريك بكوريا الجنوبية، ويعمل الطرفان على تطوير جودة الصور الخاصة بدبي سات-2 ودقتها ونقاوتها.