عمان - وقع الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي في المكتبة الوطنية أول من أمس ديوانه الشعري الجديد "لمن يهمه الحب" الصادر عن دار الساقي اللبنانية، حيث تنقل في قصائده بين المرأة والعواصم العربية، فمن بيروت إلى دمشق فالقاهرة وليبيا وبلاد الشام.
مدير عام دائرة المكتبة الوطنية محمد يونس العبادي قال إن الدائرة تقوم ضمن برنامجها الأسبوعي باستضافة عدد من رموز الثقافة العربية في أمسيات أدبية وثقافية وفكرية، تعزيزا للمشهد الثقافي الوطني، والإطلالة على الفضاءات العربية.
وأضاف إن النشاط هو الأول وباكورة نشاط ثقافي عربي والعالمية، والبداية مع الإعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي. من جانبه شكر وهبي مدير المكتبة كونه أول شاعر عربي يقرأ في هذا الصرح الثقافي الأردني.
ويستكمل وهبي في ديوان "لمن يهمه الحب" مشروعه الشعري الذي بدأه في العام 1990 بديوان "حطاب الحيرة"، متابعا ثيماته الرئيسية بين الطفولة والمرأة والحنين.
ومن أجواء قراءات وهبي في الأمسية:
"قمران يتيمان في ليل بيروت
ولصباحاتي السقيمة شمس واحدة
فهل لي ببعض من مجرات وجهك لنهار عليل
الكواكب
ما كنت لأقوى على شحوب أيامي الناحلة
لولا اخضرار صوتك في
ما عادت يدي تكفيني لمصافحة موجك المشتعل
فهل لي غير مناداتك
كي أستبدل شمسي الهرمة بسماء يافعة".
كما قرأ قصيدة اخرى بعنوان "سماء قامتك" جاء في مطلعها:
"أقمارك مجتمعة في شفتي الجمر
ينابيعك في مجرى النفس
أندس بين ضفتيك نهرا لا يستكين
لا أدع رجفة نائمة في خدرها
ولا نجمة في مسارها
أهز سماء قامتك ليساقط مطرها
أشق مياهك بجمرة الندى
أتوارى في بريق نشوتك كي لا أرى إلا في آهه ولا
أسمع إلا في فيضانك
منتظرا نمو عشبي فيك مثل قبيلة صحرها الانتظار".
بلاد الشام كانت حاضرة في قصائد وهبي الذي تغنى بها في قصيدة بعنوان "أغنية لبلاد الشام" قال فيها:
"على سرير الهواجس والأمنيات
ملتحفا حكايا الجدات وبطولات الأسلاف
حالما بعودة النارنج و السماق
بوداعة العصافير على أغصان المساء
بمكحلة الرب تداري أهدابك
بيدين نبويتين تمسحان وجع العراق".
وكتب على غلاف الديوان مجموعة من الشعراء والفنانين يحكون عن تجربة وهبي الشاعر، سعيد عقل قال "كل كلمة يخطُّها زاهي وهبي، شعراً كانت أم نثراً، هي جَمّةُ الرهافة والإبداع..."، وأما شوقي أبي شقرا فكتب "زاهي وهبي يأخذ المرأة إلى المنصّة العالية، ولا يدع حرفاً من الحروف إلاّ هو وسيلة لبلوغ المرأة، لأن يمجّدها ويرفعها من نير الخضوع...".
أما الفنان الموسيقار مارسيل خليفة فقال عن تجربة وهبي: "أكتبْ يا زاهي وتحسّس أجنحتك عبر الغامرة التي تجعلك عاشقاً أبدياً، واجعل ثقتك في الريح حتى يشعّ البنفسج فرحاً".
الشاعر بول شاوول قال "تجارب زاهي تتراكم وتتطوّر وتتجاذب من الذاتي الداخلي الحميم الخصوصي إلى الفردي الجماعي، وفي المديين لحظة ينبوعية تجعل من الذاتي خروجاً إلى الآخر، ومن الفردي (الجماعي) امتداداً للذات. إنها اللعبة الصعبة التي بات يدخلها ويمارسها".
ووهبي صدرت له دواوين وكتب ومختارات شعرية منها: "حطّاب الحيرة، صَادَقوا قمراً، في مَهبّ النساء، ماذا تَفعلينَ بي، يعرفك مايكل آنجلو، راقصيني قليلاً، كيف نجوت، تتبرج لأجلي، أضاهيك أُنوثة، تجري من تحتها الأنهار".
وفي مجال النثر صدر له الكتب التالية: "ثلاث دقات، بيروت المدينة المستمرة، قهوة سادة، حبر وملح (جزأين)".