صدور "ميزان المصير الوطني في السودان" للصادق المهدي

تاريخ النشر: 25 ديسمبر 2010 - 08:01 GMT
"ميزان المصير الوطني في السودان"
"ميزان المصير الوطني في السودان"

الخرطوم: صدر للصادق المهدي السياسي والمفكر السوداني البارز ورئيس حزب الأمة كتاب جديد بعنوان "ميزان المصير الوطني في السودان" ويأتي صدور هذا الكتاب في فترة حرجة مع اقتراب الاستفتاء بجنوب السودان.

 

وبحسب صحيفة "الحياة" اللندنية، يتناول الكتاب بالمعلومات والتحليل هوية جنوب السودان وروافد النزاع في الدولة الحديثة بها، مركزاً خلال كتابه على التنظيمات الإسلامية وصعود تياراتها منذ الانتداب المايوي "جعفر نميري" وصولاً الى انقلاب "الانقاذ" الذي أودى بالسودان لحالها الراهنة عند مفترق الانقسام.

 

كذلك يتناول المهدي الشأن الاقتصادي وترديه كواحد من أسباب الأزمة الراهنة، إضافة للمشاكل الداخلية التي يعاني منها جنوب السودان من خلال أصوات جنوبية ودولية وأزمة دارفور.

 

وقد نشرت صحيفة "الحياة" عدة فصول من كتاب المهدي، وفي الحلقة الأخيرة التي نشرتها الصحيفة أشار المهدي في كتابه إلى الفترة التي تلت سقوط نظام نميري في السادس من أبريل/ نيسان 1985، واللقاء الذي جمعه مع ممثلين عدة للخارجية الأمريكية والبيت الأبيض والبنتاجون والاستخبارات، في باريس في كانون الأول /ديسمبر 1985.

 

وخلال هذا اللقاء أشار إلى حرصهم على صداقة أمريكا نظراً لديموقراطيتها وكونها معين على التنمية الاقتصادية وباب للتكنولوجيا؛ مؤكداً أن ذلك لن ياتي على حساب تعاملهم مع المعسكر الشرقي، أو المصلحة الوطنية للبلاد، فلا تسهيلات عسكرية لأمريكا تجرهم الى أجندة الحرب الباردة، ولا تسهيلات للفلاشا تجرهم إلى دعم العدوان على شعب فلسطين.

 

ويشير المهدي إلى أنه بالرغم من تفهم الأمريكيين لهذا الموقف، إلا أنه وصلته رسالة بعد انتخابه بشهر كانت أثناء زيارة السفير الأمريكي جاء فيها أن "الوجود الليبي في الخرطوم أكبر مما يجب، مما نخشى معه على أمننا والمطلوب تحجيم هذا الوجود!"

 

ويقول المهدي "كان واضحاً من حديثه معي كرئيس وزراء أن الولايات المتحدة غير راضية على تعاملنا الودي مع إيران ومع ليبيا. ثم قال لي: إذا لم تستجب الحكومة طلبنا فسننقل سفارتنا من الخرطوم غير الآمنة إلى نيروبي. قلت له: نحن نتعامل مع إيران وليبيا من منطلق المصالح المشتركة وفي حدودها، ولا شأن لنا بعلاقتهما بكم، ونعتقد أن الليبيين يحترمون سيادة بلادنا ولا خطر منهم عليكم في الخرطوم، والخرطوم، كما تعلمون، آمن لكم من نيروبي"

 

ونتيجة هذا الحوار قررت الولايات المتحدة فعلاً نقل سفارتها إلى نيروبي لفترة ثم أعادتها في وقت لاحق.

 

ويوضح المهدي "هذا السفير كان مرسلاً خصيصاً لإبلاغنا رسالة قوية لندخل في بيت الطاعة وإلا... "