صدر حديثا كتاب «يخرب بيت الحب» للساخر أحمد رجب

تاريخ النشر: 12 مايو 2014 - 04:08 GMT
البوابة
البوابة

في كتابه الجديد يتقصى الكاتب الساخر أحمد رجب أحوال المحبين وتقلباتهم بعد ترويض الحب وتحوله إلى كائن أليف في مؤسسة الزواج فتصبح قبلة الزوج أمنية للزوجة في سياق يفتقد فيه الطرفان التقاط إشارات التواصل العاطفي.

ولا يدعي المؤلف في كتابه «يخرب بيت الحب» أنه مصلح اجتماعي يقدم نصائح أو حلولًا لمشكلات عاطفية بل يكتفي بوضع القارئ في مواقف صارت بطول الاعتياد «طبيعية» لا تحتمل إعادة النظر ولكن السخرية منها تدفع القارئ إلى الضحك من نفسه وعلى نفسه وهو بهذه النتيجة يبدأ أولى خطوات العلاج.

ويرى أن الزوجين يتحملان مسؤولية «تجويع الحب وموته» حين لا يسعيان إلى التغذية العاطفية لحياتهما المشتركة التي تفتقد كفاءة الإرسال والاستقبال العاطفي حتى «نجد الرجل في النهاية يمارس حقوقه الزوجية وهو أقرب إلى شخص مغتصب منه إلى زوج محب فلا تملك الزوجة إلا أن تردد في سرها دعاء واحدًا، روح ربنا يهد حيلك».

والكتاب الذي يصفه مؤلفه بأنه «قد يكون علاجًا لمرض لا علاج له» يقع في 263 صفحة متوسطة القطع وأصدرته الدار المصرية اللبنانية في القاهرة.

ورجب الذي ولد عام 1928 في مدينة الإسكندرية الساحلية تخرج في كلية الحقوق ثم عمل في الصحافة وصار من أبرز الكتاب الساخرين في مصر ونال عام 2011 جائزة النيل للآداب وهي أرفع جائزة في مصر.

ويرفض المؤلف مقولة «الحب من غير أمل أسمى معاني الغرام» وهي جملة شهيرة في أغنية لفريد الأطرش. ويقول رجب إن المعنى الأكثر دقة هو «أن الحب من غير أمل أسوأ معاني الغرام»، مضيفًا أن الحب من طرف واحد يكون مبررًا فقط في فيلم سينمائي ولا يليق بإنسان يحترم كبرياءه. ويقول إن الحب يحتاج إلى شخصين وإن الحب من طرف واحد أمر غير طبيعي «إلا إذا أراد العاشق أن يكون فاعل خير».

ويرى أن المرأة تصل إلى قلب الرجل على نحو أسهل وأسرع من قدرة الرجل على الوصول إلى قلب المرأة مفسرًا ذلك بأن «الرجل مظلوم لأنه ولد بلا مقاومة ولا مناعة أمام إغراء الأنوثة والجمال، تأثير المرأة على الرجل أمر لا جدال فيه».

ويقول رجب: إن النصائح لا تجدي مع العشاق متفقًا مع القول العربي المأثور «ليس في الحب مشورة» ويفرق بين الرجل والمرأة ولكنه يفرق بين الرجل والمرأة إذا وقع أي منهما في الحب، فالرجل يسمع أكاذيب من يحب ويحاول أن يقنع نفسه بصحتها؛ لأن الحب لديه يتغلب على الشك. أما المرأة فتستمع إلى أكاذيب من تحب ولكنها تظل في ذاكرتها وتستدعيها في "اليوم الذي تختار فيه موعد المعركة".

ويسجل أنه لا يوجد عاشق عاقل. كل العشاق مجانين والحب يشترك في أعراضه مع كافة الأمراض العقلية والنفسية ابتداء من الهلاوس إلى الهستيريا إلى الوسواس القهري، ينتهي جنون الحب أحيانًا بالزواج" مضيفًا أن الحب والزواج أمران لا يقربهما عاقل.

ويرى أن الزواج حل لمشكلة مؤقتة اسمها الحب وأن الصواب يجانب من يرى في الزواج إنقاذًا للمحب من الانتحار. إذ يرى المؤلف في الانتحار "ميزة عظيمة"؛ لأنه سينقذ المحب من الزواج.

ويرصد جانبًا من أحوال العشاق عبر التاريخ قائلًا: إن الرجل مهما تبلغ قوته يكون في حاجة إلى حب امرأة وإن للجبابرة أحوالًا مختلفة في حضرة النساء ولهذا لم يحب نابليون امرأة مثلما أحب جوزفين التي كانت تخونه كما تتنفس وكان يصدق أكاذيبها؛ لأنه يريد أن يصدقها، أما الزعيم النازي أدولف هتلر فكان وديعًا مع إيفا بيرون.

ويعلق رجب قائلًا: «ومن ستر ربنا أن المرأة لا تتمتع بروح الفكاهة أو السخرية وإلا كانت فطست من الضحك على هبالة الرجل أمامها».

ويقول: إن للحب دورة حياة فإذا اكتمل مات إذ «لا يعمر الحب طويلًا إلا في الكتب».