مراكز البيانات الافتراضية تساعد على تحسين الكفاءة وتقليل تكاليف البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات

تعاني كل الشركات والمؤسسات الكبيرة تقريبًا الأمرين من أجل تلبية وتحقيق مطالب الأعمال المتنامية في إطار ميزانياتها القائمة وبنيتها التحتية الحالية. وفي الحقيقة، يتمنى ثلثا مديري أقسام التكنولوجيا في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا أن يتمكنوا من زيادة التدرج في الأداء مع تقليل مستويات التعقيد وحجم التكلفة. وتضع المؤسسات ذلك نصب أعينها أثناء تطلعها إلى طرق بديلة لتصميم مراكز البيانات الخاصة بها. وفي محاولة لتعزيز أداء وتبسيط الإدارة وتحسين كفاءة الأعمال، يتطلع أكثر من ثلاثة أرباع الشركات الكبيرة في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا إلى استخدام التقنيات الافتراضية في البنية التحتية الحالية لتكنولوجيا المعلومات خلال الاثني عشر شهرا المقبلة. ومن المتوقع أن تكون النظم الافتراضية عاملا جوهريًا كبيرًا يحرك الإنفاق المتزايد على تكنولوجيا المعلومات في الإمارات العربية المتحدة، والذي يتوقع له أن يصل إلى 4.79 مليار دولار (أعلى من 2009 بنسبة 12.4 في المائة).
أكد علي أحمر، المدير الإقليمي للمبيعات بشركة بروكيد للاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن الشركات قد أدركت أن نموذج مركز البيانات التقليدي رغم فاعليته ليس مستمرًا ولا يتوسع أو يزيد حسب النمو. فلم تعد الشركات تريد الاحتفاظ بأرفف فوق أرفف من الحاسبات الخادمة غير المستغلة كما ينبغي في مركز البيانات، الأمر الذي يمثل تكلفة كبيرة في التبريد والطاقة، كما يتطلب عشرات الموظفين للإدارة والصيانة. ومن خلال استخدام النظم الافتراضية، ستتمكن الشركات من تقليل الأصول المادية من الأجهزة ومتطلبات الحيز المكاني، مع تقليل التكاليف وزيادة إتاحة التطبيقات، الأمر الذي يؤدي بصفة عامة إلى تقليل التعقيد.
نتيجة لذلك، اتجه الكثيرون إلى التقنيات والنظم الافتراضية من أجل العثور على وسائل لاستغلال كل الحلول المعتمدة على مجموعات موارد التخزين والخوادم المرنة التي لا تلبي فقط متطلبات الأعمال المتغيرة بل تساعد كذلك في دمج الموارد وتوفير نفقات رأس المال وتقليل تكاليف التشغيل وتحسين إدارة البنية التحتية للتخزين والخوادم.
غير أن العديد من المؤسسات، أثناء تنفيذ ذلك، فشلت في مراعاة التأثير الكلي للنظم الافتراضية على مركز البيانات، فأداء التطبيقات المتدني والحماية القاصرة للبيانات والتعقيد المتزايد للإدارة، كلها عناصر يمكن أن تؤثر على سلبية الأعمال كنتيجة لعجزها عن الوفاء باتفاقيات مستوى الخدمة أو تحقيق التوافق والامتثال للتشريعات أو تلبية متطلبات النمو في البيانات.
إن تنفيذ حل شامل وكلي للنظم الافتراضية في مركز البيانات لن يساعد فقط على تحقيق هذه الأهداف، بل سيزيل التحديات والتعقيدات غير المتوقعة. على سبيل المثال، سيسهم تسريع استخدام وتشغيل النظم الافتراضية في الخوادم في تفعيل أقسام تكنولوجيا المعلومات لبناء مجموعات ديناميكية من قوة الحوسبة التي يمكن تخصيصها حسب الطلب وفقا لمتطلبات الأعمال.
وقد بدأت العديد من المؤسسات في الحقيقة تحقق مزايا أكثر من خلال توسيع نطاق استخدام النظم الافتراضية ليشمل بقية مركز البيانات وليس أجهزة الخوادم فقط، مما أدى إلى تحول البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات إلى الجيل الجديد من مراكز البيانات. ومع ذلك، فإن تطبيق النظم الافتراضية على مركز البيانات بالكامل ليس بالعملية البسيطة أو المباشرة.
هناك العديد من التحديات التي تمنع المؤسسات من تنفيذ النظم الافتراضية في مركز البيانات بصورة كاملة وحقيقية، ويتمثل التحدي الأول في الأداء، فإذا اعتبرت المؤسسات مركز البيانات حلقة في سلسلة الإنتاج (تعمل كل طبقة جنبا إلى جنب لإنتاج وتسليم المنتج) سيجعلها ذلك تدرك أن تسريع بيئة الحوسبة وزيادة كفاءة لا يعني بالضرورة أن عملية توصيل المعلومات للمستخدم النهائي ستصبح برمتها أسرع وأكثر كفاءة بدورها.
أدركت المؤسسات والشركات الكبيرة أن بناء بنية تحتية جديدة تمتاز بالمرونة والقدرة على توفير مزايا النظم الافتراضية أمر مكلف للغاية، خاصة أنها قد أنفقت مبالغ كبيرة على بناء مراكز البيانات الحالية، وعلاوة على ذلك، تجعل مشكلات التوافق التشغيلي من الصعب إنشاء بنية تحتية مرنة تمتاز بالتوافق مع العديد من النظم والبروتوكولات المتعددة والأجهزة ذات العلامات التجارية المختلفة.
ثم تأتي المشكلة الثالثة وهي الأكثر إلحاحًا – وتتمثل في مشكلة التعقيد. فالبيئات الافتراضية تمتاز بالتعقيد بطبيعتها، وتعتمد على الحركة المستمرة للموارد لتلبية مستويات حركة البيانات التي تزيد وتنخفض. وإذا كانت النظم الافتراضية تقلل بالتأكيد من العدد الفعلي للأجهزة والمعدات، لكن التوصيلات بين الخوادم ومكونات الشبكة ووحدات التخزين قد تصبح أكثر تعقيدًا.
من خلال النظم الافتراضية، يمكن أن يقوم جهاز الخادم بدور خادم الويب في دقيقة وخادم عمليات في الدقيقة التالية أو كلاهما في الوقت نفسه، مما يؤدي إلى زيادة كبيرة في النطاقات المتعددة مع كل خادم يتطلب توصيلات منفصلة ينبغي إعدادها ومراقبتها وإدارتها، ناهيك عن أن هذا التعقيد يؤثر على الأداء والمرونة وسلامة البيانات، ومستويات التأمين والحماية، ويعوق القدرة على التغلب بسرعة على توقف أحد الأجهزة أو ضمان استمرار الأعمال.
لحسن الحظ، تدرك الشركات الحاجة إلى مركز بيانات شامل، وتحاول الشركات المزودة مثل بروكيد حل مشكلات الأداء والتكلفة والتوافق والتعقيد. وبينما لا يوجد حل سريع متاح حتى الآن، ينبغي على المؤسسات والشركات أن تستمر في التعاون مع الشركات المزودة من أجل تشغيل بنية تحتية ديناميكية في مركز البيانات مجهزة بصورة مثالية لاستراتيجية التشغيل الكامل للنظم الافتراضية في مركز البيانات.
مع انتقال المؤسسات لتنفيذ هذا النوع من البنية التحتية، ينبغي أن تضع في اعتبارها الخصائص التالية: المرونة والقدرة على التدرج واستخدام الموارد الحالية والتوفير في التكلفة ودعم استراتيجيات استمرار الأعمال والإدارة المركزية، ومن المهم أن تستطيع إدارة تكنولوجيا المعلومات مراقبة جميع سلع تكنولوجيا المعلومات والحفاظ عليها من خلال إطار موحد للإدارة.
رغم أن المجهود ليس بلا تحديات، تعمل التقنيات الافتراضية على تحويل الطريقة التي تتيح بها المؤسسات البيانات للموظفين والعملاء، مما يجعلها شركة ديناميكية وسريعة عند تحويل موارد تكنولوجيا المعلومات وتقليل التكلفة. تستطيع المؤسسات تمديد مزايا النظم الافتراضية من خلال تنفيذ استراتيجية أكثر شمولا لمركز البيانات، وهي عملية تبدأ وتنتهي بإنشاء مجموعات ديناميكية من موارد تكنولوجيا المعلومات – وهي الخوادم والتخزين والتطبيقات والشبكات وطبقات التوصيل- التي يمكن تخصيصها تلقائيا أو حسب الطلب وفقا لاحتياجات السوق.
من الواضح أن الانتقال إلى البيئات الافتراضية سيفرض تحديدات جديدة في الإدارة بالنسبة لقسم تكنولوجيا المعلومات، ولكن فهم هذه المبادئ الأساسية واستخدام بنية الشبكة المفتوحة سيضمن للمؤسسات حصد هذه المزايا، ويجعل بنية تكنولوجيا المعلومات أكثر كفاءة، سواءً في الوقت الحالي أو في المستقبل. ولن تتحقق المزايا الحقيقية والكاملة للنظم الافتراضية - كعنصر أساسي في الجيل الجديد من مراكز البيانات والتكنولوجيا التي تساعد على تحويل مركز البيانات- دون حل شامل يمس كل طبقة في عملية توصيل البيانات.
خلفية عامة
بروكيد
توفر "بروكيد" حلول شبكات مبتكرة تساعد المنظمات على العبور بسلاسة إلى عالم الواقع الافتراضي حيث يمكن للتطبيقات والمعلومات أن تتواجد في أي مكان، وتقوم هذه الحلول بتوفير قدرات فريدة من نوعها لبنية تكنولوجية تحتية أكثر مرونة مع بساطة لا مثيل لها، وتواصل مستمر، وتحسين للتطبيقات، وحماية للاستثمار.