مشروع مشترك بين داو وأرامكو السعودية لبناء مجمع كيماويات عالمي المستوى

أعلنت شركتا "داو للكيماويات" و"أرامكو السعودية" اليوم أن مجلسي إدارة الشركتين قد وافقا على تأسيس شركة مشروع مشترك لبناء وتشغيل مجمع كيماويات متكامل وعالمي المستوى في مدينة الجبيل الصناعية في المملكة.
ويأتي القرار بإنشاء هذا المشروع المشترك الجديد، الذي سيطلق عليه اسم "شركة صدارة للكيميائيات"، بعد دراسة جدوى موسعة وعمليات تخطيط هندسي مسبق وجهود تصميمية كبيرة انطلقت في عام 2007.
وسيكون هذا المجمع عند افتتاحه أحد أكبر منشآت الكيماويات المتكاملة في العالم، وأكبر مجمع على الإطلاق يتم بناؤه على مرحلة واحدة. وسيضم المجمع 26 وحدة تصنيعية متخصصة ستستفيد من الخبرة العريقة التي تتمتع بها "أرامكو السعودية" في مجال إدارة وإنجاز المشاريع، كما سيتم توظيف العديد من تقنيات داو الرائدة والمتطورة في هذا المشروع الضخم. وسيحتوي المجمع على كافة المعدات اللازمة لعمليات التكسير، وستصل طاقته الإنتاجية إلى أكثر من 3 مليون طن متري من منتجات الكيماويات ذات القيمة المضافة والمواد البلاستيكية عالية الأداء، ما يخوله الاستفادة من النمو المتسارع الذي تشهده أسواق الطاقة والنقل وأعمال البنية التحتية والمنتجات الاستهلاكية.
وستبدأ عمليات الإنشاءات في الموقع فوراً، وستكون أولى وحدات الإنتاج جاهزة خلال النصف الثاني من عام 2015، ومن المتوقع أن تكون كافة الوحدات جاهزة للعمل في عام 2016. وبمجرد أن تبدأ العمليات التشغيلية، من المتوقع أن يحقق مشروع "صدارة" عوائد سنوية تقدر بحوالي 10 مليارات دولار في غضون بضعة سنوات. بالإضافة الى ذلك سيسهم مجمع "صدارة" في توفير الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة ضمن المجمع والاستثمارات ذات الصلة في مواقع الصناعات التحويلية.
وفي هذه المناسبة، قال أندرو ليفريس، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة داو للكيماويات: "يمثل إعلان اليوم دليلاً قوياً على التزام داو المستمر بتنفيذ استراتيجيتنا الطموحة للنمو والتوسع. وتمثل هذه الشراكة المتميزة نموذج امتلاك مناسب مع الشريك المناسب. ونتطلع من خلال هذا المشروع إلى تعزيز حضورنا في القطاعات متسارعة النمو بما في ذلك قطاعات الطاقة والنقل والبنية التحتية والمنتجات الاستهلاكية من خلال بناء مركز تصنيعي يوفر مجموعة متميزة من المنتجات بأسعار تنافسية".
وأضاف ليفريس قائلاً: "لن ندخر جهداً في توظيف أفضل التقنيات المتوفرة لدى داو والمنتجات الرائدة عالمياً، في مشروع ’صدارة‘. وسيستفيد عملاؤنا في المناطق الاقتصادية الناشئة مثل الصين ومنطقة الشرق الأوسط وشرق أوروبا وأفريقيا من إمكانات التوريد القوية التي نتمتع بها، أضف إلى ذلك اعتمادنا الذاتي على صعيد تأمين المواد الأولية، وقدراتنا التسويقية والتجارية والتوريدية المتميزة، وامتلاكنا ما يلزم من تقنيات متطورة وموارد لتلبية متطلباتهم للنمو. كما نتوقع أن يحقق مشروع "صدارة" أرباحاً سهمية جديدة لداو".
وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع، بما في ذلك استثمارات الأطراف الأخرى، بحوالي 20 مليار دولار أمريكي. وستكون نسبة ملكية كل من "أرامكو السعودية" و"داو" في مشروع "صدارة" متساوية بعد طرح أسهم المشروع للاكتتاب العام. وبالإضافة إلى أسهم الشركاء، ستتولى مجموعة من وكالات تأمين الاستثمار والمؤسسات المالية مهمة توفير التمويل اللازم لمشروع "صدارة".
ومن جانبه، قال خالد الفالح، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو السعودية": "يمثل هذا المشروع إنجازاً مهماً على طريق تنفيذ استراتيجية ’أرامكو السعودية‘ لترسيخ حضورها في قطاع الصناعات التحويلية. ويسعدنا الدخول في شراكة مع شركة رائدة بحجم ’داو‘ التي تتمتع بسجل حافل بالنجاحات وتعد علامة تجارية عريقة في قطاع الكيماويات. ولا شك بأن ’داو‘ خير شريك لنا في هذا المشروع الضخم، حيث تضيف إليه مجموعة متميزة من تقنيات الإنتاج المخصصة للصناعات التحويلية، وقدرات عالمية المستوى على صعيد العمليات التشغيلية والتسويق. وتشكل هذه الإمكانات مكملاً مثالياً للمكانة الرائدة التي تتمتع بها ’أرامكو السعودية‘ باعتبارها أكبر مورد متكامل وموثوق لمنتجات مشتقات الطاقة والبترول".
وأضاف الفالح قائلاً: "باعتبار أن العديد من منتجات ’صدارة‘ سيتم إنتاجها لأول مرة على الإطلاق في المملكة العربية السعودية، سيلعب هذا المشروع دوراً رئيسياً في تعزيز التنويع الصناعي والاقتصادي في المملكة، كما سيسهم في توفير الآلاف من فرص العمل المجدية. وسيسهم المشروع في تحقيق تطور كبير في قطاع الصناعات التحويلية في البلاد، الأمر الذي سيدعم طموحات المملكة للتحول إلى نقطة جذب قوية للاستثمارات في مجال الصناعات التحويلية التي من شأنها إضافة قيمة كبيرة لموارد المملكة من النفط والغاز".
وسيضم مجمع "صدارة" كسارة متطورة عالمية المستوى سيتم استخدامها في تكسير مجموعة واسعة من المواد الخفيفة والثقيلة، مدعوماً بالبنية التحتية الواسعة لأعمال النفط والغاز التي تمتلكها "أرامكو السعودية" في المملكة. وستنتج الوحدات التصنيعية، التي ستوظف أحدث تقنيات داو الإنتاجية وقدرات "أرامكو السعودية" المتميزة في مجال إدارة وتنفيذ المشاريع، مجموعة واسعة من المنتجات عالية الأداء مثل البولي يوريثين (الأيزوسيانات، بوليولات البولي إيثر)، وأوكسيد البروبيلين، وجليكول البروبيلين، واللدائن، والبولي إيثيلين الخطي منخفض الكثافة، والبولي إيثيلين منخفض الكثافة، وإثيرات الجليكول، والأمينات.
وستتولى شركة "صدارة" مسؤولية تسويق المنتجات ضمن منطقة محلية تضم ثمانية دول. أما "داو" فستقوم بتسويق وبيع المنتجات بالنيابة عن "صدارة" لكافة الدول الواقعة خارج حدود منطقة الشرق الأوسط.
وتجدر الإشارة إلى أن مدينة الجبيل الصناعية تعد أكبر مجمع صناعي من نوعه في العالم. وتقع المدينة في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، على بعد حوالي 100 كم إلى الشمال الغربي من مدينة الدمام.
خلفية عامة
شركة داو للكيماويات
تمتلك شركة داو علاقات وطيدة وطويلة المدى في منطقة الشرق الأوسط، حيث قامت قبل 30 عاماً بتأسيس أول مرافقها الصناعية والتجارية في دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر. واستطاعت داو أن تفرض حضورها في قطاع الصناعات البتروكيماوية في المنطقة، حيث أقامت علاقات شراكةٍ مع شركاتٍ رائدة على المستوى الإقليمي، الأمر الذي سمح بإقامة مجمعاتٍ بتروكيماوية مميزة على المستوى الإقليمي.
واستطاعت داو للصناعات البتروكيماوية أن تقيم مشاريع نوعية مع شركة الصناعات الكيماوية البترولية في الكويت، على مدار 15 عاماً، ليصل عدد هذه المشاريع إلى خمسة في الوقت الراهن. وتعكف داو مع شركة أرامكو السعودية على إقامة مشروعٍ مشترك لبناء وامتلاك وتشغيل مجمعات صناعية عالمية في رأس التنورة.
وتدعم داو بشكلٍ فعال التطلعات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمعات التي تعمل فيها، حيث أقامت مبادرات لتنظيم مشاريع شبكة القيادات العربية الشابة وفي مركز داو الشرق الأوسط للأبحاث والتطوير بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية.
أرامكو السعودية
شركة أرامكو السعودية تملكها حكومة المملكة العربية السعودية، هي شركة بترول عالمية ورائدة على مستوى العالم في مجال الاستكشاف والانتاج والتكرير والتوزيع والشحن والتسويق. وتدير الشركة أكبر احتياطيات مؤكدة من النفط الخام التقليدي، 260100000000 برميل، رابع أكبر دولة في العالم في احتياطيات الغاز، 275200000000000 قدم مكعب.
أرامكو السعودية من خلال فرعها، شركة فيلا البحرية العالمية المحدودة، تمتلك وتدير ثاني أكبر ناقلة أسطول في العالم للمساعدة في نقل انتاجها من النفط الخام والتي بلغت 1.3 مليون برميل يوميا في 2009. بالإضافة إلى مقرها الرئيسي فيالظهران، المملكة العربية السعودية، أرامكو السعودية لديها شركات تابعة لها، ومشاريع مشتركة ومكاتب فرعية في الصين واليابان والهند وهولندا وجمهورية كوريا وسنغافورة والامارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تقوم أرامكو السعودية أيضا بتكرير وتوزيع المنتجات النفطية في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية لتلبية الطلب على الطاقة المحلية اليومية.