كيف ترى صاحبة مدونة بنت مصرية المشهد الانتخابي لانتخابات مجلس الشعب اليوم؟
لا تبدو الصورة جميلة وردية، فالمشهد في رأيها كالتالي:
" قائمة المرشحين ملىء بالمعوقين ذهنيا والجهلة والأفاقين والفاسدين
يفط دعائية وتأييدية لمرشحي الحزب الوطني تملأ ما فوق رؤسنا والحوائط في الشوارع وأعمدة النور ومابينهما
إعلانات حكومية في التلفزيون عن أهمية التصويت.. كأي شعب متحضر لديه تلفزيون حكومي متحضر وعملية انتخابية متحضرة".
تم تحجيم المسيحيين والإخوان المسلمين، كما وتم تكميم أفواه الجرائد الرسمية والحكومية أيضا:
" لا توجد كفاية.. لا يوجد الدستور.. تم إغلاق عدد من صفحات المعارضة من قبل الإدارة العليا لفيس بوك اللي فوق. البعض يدعي أنه حرص زائد لإتمام العملية الانتخابية على أكمل ما يرام والبعض يرى أنها ادعاءات بارانويا المعارضة وتضخم ذاتها..
الجرائد الحكومية والمستقلة تقوم بدورها التجميلي على أكمل وجه دعما وارساءا لمبادىء الفكر الجديد".
وما هو رد فعل الشعب المصري على كل هذا؟
" والانترنت الليلة يمتلىء بالنكات على العملية الانتخابية النزيهة.. كما تعلمون نحن لنا الريادة في التنفيس عن الغضب.. الحقيقة نحن لا نغضب.. نحن نتعداه بالضحك والتريقة إلى النسيان التام".
وخلاصة الواقع المرير هي أن:
" أما في الغد
فأقل القليل سوف يذهبون للانتخاب
وسوف لن يكون هناك تزوير..
وسوف لن نشتري هذا العام شجرة، ستكونين أنت الشجرة
فالديمقراطية هي رفاهية لا يسعى إليها المحبطون ولا الجائعون".
يناقش صاحب مدونة "خربشات على جدار الحياة"، أحداث السلط الأخيرة، التي حصلت بسبب: "قانون واجراء الانتخاب ..تفجر العنف العشائري ..وساهم خطأ مزدوج من الشاب المرحوم وافراد الامن العام ..ساهم في تفريغ شحنات من الغضب المكبوت".
يرى الكاتب أن نظرة الناس تجاه الأمن العام كانت لتتحول من حامي الأمن في البلد إلى سبب من أسباب التوتر، ولولا حكمة الوجهاء ومسؤولي الأمن العام، لحدث ما لا يحمد عقباه.
" كون الامن العام الواجهة الاولى للدولة مقابل المواطن..تحمل الجهاز غضبة الناس واضطرت الدولة للعودة الى اللغة التي يتحدث بها رجل الشارع ..اعترفت بالخطأ وطلبت الامهال ..وللحق كان للنواب الجدد من المدينة والاعيان التقليدين فيها دور في استعادة الاتزان للمدينة..كان الثمن القفز على القانون والتعامل بروحه..محافظ البلقاء طلب عطة اعترافمن اهل المرحوم قبلها الاهالي وهدأت نسبيا".
ويثمّن ما فعله مدير جهاز الأمن حيث:" كان افضل ما عمله الضابط القادم من رحم العسكرية الاردنية ثم الدبوماسية الخارجية الاردنية ..(...) انه رفض كشف اسم من اطلق النار على القتيل واوقف تدهور الامور لتكون بين عشيرة المقتول والقاتل وتحمل المسؤولية بصفة القاتل ابنا للامن العام وبصفة المجالي رئيسا للجهاز".
والسؤال الذي تجدر الإجابة عليه بسرعة من مسؤولي الدولة الأردنية هو:
" متى يتوقف العنف الاجتماعي العشائري ؟ من الجامعات للانتخابات ..كيف ساهم قانون الانتخابات بدوائره الفرعية بتأجيج العنف واستفزاز الناخبين ثم المرشحين الخاسرين؟ الى سيبقى اداء مؤسسات الدولة مرهونا بنوعية الرجال القائمين على هذ المؤسسات ..كيف يمكن دراسة اثر التشريعات والقوانين على الناس وكيف كيف نحافظ على هيبة الدولة واحترام القوانين بالتوازي مع احترام المواطن والحفاظ على كرامته وحريته؟".
عن العنف في المدارس، وواقعة "معلمتي الفيس بوك" اللتين انتشر فيديو يظهرهما وهن يضربن التلاميذ، يطرح ياسين السويحة صاحب مدونة "أمواج اسبانية في فرات الشام" رأيه في ظاهرة العنف التي لا تقتصر فقط على التعليم بل تتجاوزه إلى المجتمع كله.
"لا شك أن المعلمتين تستحقان العقوبة على الأسلوب العنيف و المزري في التعامل مع أطفالٍ صغار، لكنني أدعو للواقعية قليلاً و أفكّر بصوتٍ عال: آفة العنف في المدارس لم تبدأ بفعلة هاتين المعلمتين و لن تنتهِ بصرفهنّ من الخدمة، و أزيد على ذلك لأقول أن العنف المجتمع لم يبدأ بالعنف في المدارس و لن ينتهي بتقديم كبش فداء لإرضاء الناس و لإخافة المعلمين و ردعهم عن استخدام العقاب الجسدي".
يكمل قائلا أن :"الفارق الوحيد هو التمادي في الوقاحة بتصوير المشهد، و التصوير بحد ذاته هو دليل على أن المعلمتين لم تشعرا ما يفعلنه مشين أو خارج عن المألوف، و لو بحثنا قليلاً في موقع اليوتيوب فسنجد العديد من المشاهد المشابهة و بعضها أكثر وقاحة".
يقترح ياسين مجموعة إجراءات بديلة عن استخدام العنف في المدارس:" إن معالجة ظاهرة العنف في المدارس تتطلّب ما هو أعمق بكثير من أي قرار شعبوي يرضي الرأي العام لحظيّاً، فهناك حاجة ماسّة لدراسة و تحليل هذه الظاهرة الخطيرة بجميع أركانها و من جميع النواحي و الزوايا و اتخاذ الإجراءات اللازمة من تأهيل المعلمين و تدريبهم على السيطرة على التلاميذ و فرض الاحترام عليهم بوسائل نفسيّة و إجرائيّة و تزويدهم بوسائل الزجر و العقوبة اللاعنفية مثل منحهم حقّ فرض واجبات و حصص درسيّة إضافيّة على المشاغبين أو منعهم من الفسحة أو من درس الرياضة و غيرها من الوسائل الأكثر حضارية من الضرب بكثير و أكثر جدوى أيضاً".
العنف لا يولد إلا عنفا بين جميع فئات المجتمع:
" نحن بحاجة لمقاومة منطق العنف السائد ليس فقط في المدارس و إنما في المجتمع أيضاً, فعندما يعيش أي طفلٍ في مرحلة نشوئه ما يقنعه أن العنف هو وسيلة مقبولة و مشروعة لأنه يرى من هم قدوته من البالغين (الأب و الأم و المعلمين و المعلمات) يستخدمون العنف معه و مع غيره كوسيلة تواصل فإن هذا الطفل, إن لم تنقذه معجزة ما، هو مشروع شخص عنيف مع من حوله".
