واصلت مصر فتح معبر رفح في الاتجاهين، فيما اقر مجلس حقوق الإنسان في الامم المتحدة تشكيل لجنة تحقيق في الهجوم على اسطول الحرية وسط اعتراض اميركي.
معبر رفح مفتوح
فتحت السلطات المصرية اليوم الخميس معبر رفح الحدودي لليوم الثاني على التوالي للسفر أمام الحالات الإنسانية والعالقين في الاتجاهين.
وقالت هيئة المعابر والحدود في الحكومة المقالة في غزة إن اليوم الثاني من فتح المعبر مخصص لعبور المرضى والاقامات والجوازات الأجنبية والتأشيرات والطلاب.
وذكرت هيئة المعابر والحدود أنه تم أمس الأربعاء مغادرة10 حافلات، تحمل المرضى وأصحاب الاقامات بالخارج وفئات إنسانية أخرى. وأوضحت أن السلطات المصرية سمحت بمغادرة 793 مسافرا وقدوم 548 وبلغ عدد المرفوضين من الدخول او الخروج 293 مسافرا.
جاء فتح المعبر تنفيذا لقرار الرئيس المصري حسني مبارك لتخفيف معاناة سكان قطاع غزة على أثر الهجوم الإسرائيلي على سفن "أسطول الحرية" ومنعه من الوصول إلى القطاع لنقل إمدادات إنسانية.
مجلس حقوق الانسان يشكل لجنة تحقيق
من ناحية اخرى، قرر مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في تصويت أجري يوم الاربعاء تشكيل لجنة مستقلة لتقصي الحقائق للنظر فيما سماه انتهاك القانون الدولي في الهجوم الاسرائيلي على قافلة مساعدات كانت متوجهة الى غزة.
وفي القرار الذي صدر بموافقة 32 من اعضاء المجلس السبعة والاربعين واقترحته باكستان عن منظمة المؤتمر الاسلامي والسودان عن المجموعة العربية ادان المجلس ايضا العمل الاسرائيلي ووصفه بانه مشين.
واعترضت الولايات المتحدة وايطاليا وهولندا على القرار وامتنعت تسع من الدول الاوروبية والافريقية والاسيوية عن التصويت ولم تدل ثلاث دول افريقية اخرى باصواتها.
وطالب القرار "بالمحاسبة الكاملة واجراء تحقيقات مستقلة ذات مصداقية في هذه الهجمات (الاسرائيلية") التي تقول اسرائيل ان تسعة اشخاص قتلوا خلالها.
واضاف القرار أن المجلس قرر ارسال بعثة دولية مستقلة لتقصى الحقائق للتحقيق في انتهاكات القانون الدولي التي وقعت في الهجوم.
وستقوم رئيسة المجلس ومعها الدبلوماسي البلجيكي اليكس فان ميوين الذي كانت بلاده ضمن اربعة بلدان من اعضاء الاتحاد الاوروبي امتنعت عن التصويت باختيار اعضاء فريق التحقيق.
وتقول اسرائيل ان تسعة اشخاص قتلوا عندما قاوموا الجنود الاسرائيليين الذين اعتلوا سفن القافلة لمنعها من الوصول الى غزة. وبدأت اسرائيل في وقت سابق يوم الاربعاء الافراج عن 682 من النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الذين اعتقلتهم من السفن.
ولم يتسن على الفور معرفة متى ستشكل بعثة مجلس حقوق الانسان والافراد الذين ستضمهم. وقال دبلوماسيون انه من غير المرجح أن توافق اسرائيل التي اعلنت اجراء تحقيق من جانبها على التعاون مع البعثة المقترحة.
وجاء نص القرار مختلفا عن بيان صدر مجلس الامن الدولي في نيويورك يوم الثلاثاء ودعا الى "تحقيق شفاف موضوعي ويتسم بالمصداقية ويتسق مع المعايير الدولية."
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للصحفيين في نيويورك انه قابل دبلوماسيين من اسرائيل وتركيا ودول عربية واعضاء مجلس الامن يوم الاربعاء للتشاور بشأن افضل السبل للوفاء بالمطالب الواردة في البيان.
وقال "قد نضطر الى الانتظار بعض الوقت قبل ان اتخذ أي قرار."
ويقول دبلوماسيون ان معظم اعضاء مجلس الامن يساندون اجراء تحقيق دولي مستقل تشرف عليه الامم المتحدة لكن واشنطن ترفض ذلك شأنها شأن اسرائيل.
وكانت اسرائيل رفضت من قبل التعاون مع تحقيق سابق لمجلس حقوق الانسان يرأسه الحقوقي الجنوب افريقي ريتشارد جولدستون في الحرب التي شنتها اسرائيل على قطاع غزة في كانون الاول / ديسمبر 2008 و كانون الثاني/يناير 2009. ورفضت اسرائيل تقرير غولدستون الذي اتهم اسرائيل وحماس بارتكاب جرائم حرب ووصفته بانه متحيز وكاذب.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء ان واشنطن تساند تحقيقا اسرائيليا لكنها مستعدة للنظر في مختلف السبل لضمان ان يتمتع بالمصداقية.
وايدت روسيا والصين وعدة دول افريقية واميركية لاتينية القرار في تصويت المجلس وامتنعت فرنسا وبلجيكا وبريطانيا والمجر واليابان وسلوفاكيا واوكرانيا وكوريا الجنوبية وبوركينا فاسو عن التصويت.
وفي بيان امام المجلس قالت مندوبة الولايات المتحدة ايلين دوناهو " من دواعي الاسف ان القرار المطروح امامنا يقفز الى حكم استنادا الى مجموعة حقائق... لا تزال تتكشف وتحتاج للفهم."