وزير الدفاع المصري في ميدان التحرير والجيش لن يفتح النار على المتظاهرين

تاريخ النشر: 04 فبراير 2011 - 09:16 GMT
طنطاوي في ميدان التحرير/أ.ف.ب
طنطاوي في ميدان التحرير/أ.ف.ب

قال مصدر بوزارة الدفاع المصرية إن المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع زار ميدان التحرير بوسط القاهرة يوم الجمعة.

وقال المصدر إن المشير طنطاوي وعددا من قادة القوات المسلحة بميدان التحرير حاليا.

وشوهد طنطاوي وهو يتحدث مع بعض المحتجين قائلا لهم "يا جماعة الرجل قال لكم انه لن يرشح نفسه مرة ثانية" بعدما أعلن الرئيس المصري في كلمة القاها الثلاثاء انه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة.

ودعا طنطاوي المتجمعين إلى مطالبة مرشد جماعة الاخوان بقبول الحوار مع السلطة قائلا "قولوا للمرشد أن يقعد معهم".

وبدأ مئات المتظاهرين يتوافدون منذ صباح الجمعة إلى ميدان التحرير حيث يتجمع الالاف منهم استعدادا لما اسموه "جمعة رحيل" الرئيس مبارك (82 سنة) الذي يتولى الحكم منذ ثلاثين عاما.

الجيش المصري أكد للأميركيين انه لن يفتح النار على المتظاهرين

من ناحية اخرى، أعلن رئيس هيئة أركان الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن الخميس أن قادة الجيش المصري "أكدوا له مجددا" انهم لن يفتحوا النار على المتظاهرين، قبل ساعات من تظاهرة ضخمة جديدة مقررة في مصر بعد صلاة الجمعة.

وقال مولن في مقابلة تلفزيونية انه "خلال المحادثات التي أجريتها مع قيادتهم العسكرية، أكد لي (العسكريون) مجددا انهم لا ينوون فتح النار على شعبهم".

وقالت الصحافية كريستيان امانبور من شبكة (ايه بي سي) الاميركية ان نائب الرئيس المصري عمر سليمان أكد لها الخميس حين التقته خلال مقابلة أجرتها مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة انه "لن نسمح أبدا باللجوء إلى القوة ضد الشعب".

ودعا المحتجون المصريون إلى تظاهرات حاشدة جديدة الجمعة اطلقوا عليها اسم (جمعة الرحيل) بهدف تحقيق مطلبهم باسقاط الرئيس حسني مبارك، وذلك بعد اسبوع من (جمعة الغضب) التي شهدت مواجهات دامية بين المتظاهرين والشرطة.

وكان الاميرال مولن أعلن الاربعاء "ثقته" في الجيش المصري لضمان أمن البلاد وقناة السويس اثر مكالمة هاتفية أجراها مع رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الجنرال سامي عنان، بحسب ما أوضح البنتاغون.

 

الظلم يثير الغضب في مصر ويدفع النشطاء إلى ميدان التحرير

قال عبد الرحمن حسن لابنته البالغة من العمر تسع سنوات "لا تبكي" عندما ترك منزله في مدينة الاسكندرية المصرية للانضمام إلى احتجاجات القاهرة التي تدخل مرحلة قد تكون حاسمة.

وقال حسن وهو طبيب يبلغ من العمر 28 عاما من ميدان التحرير بوسط القاهرة انه ضم ابنته إلى صدره هذا الصباح وقال لها انه ذاهب لحماية مستقبلهم لان السلطات المصرية سرقته قبل هذا وستفعلها ثانية. وقال لها إن الناس يجب أن تأتي لحماية هذه الثورة لان النظام يريد أن يقتل الثورة.

ويستعد الاف الناشطين الذين يتصفون بالجرأة ممن احتشدوا في وسط القاهرة حاملين لافتات تدافع عن ثورة ديمقراطية لمعركة مع موالين للرئيس المصري حسني مبارك الذي زلزلت اركان حكمه بسبب احتجاجات بدأت يوم 25 كانون الثاني/ يناير في أنحاء مختلفة بمصر.

وسببت تنازلات عرضها مبارك في كلمة في وقت سابق من هذا الاسبوع ومن بينها وعده باجراء اصلاحات دستورية تراجعا في تأييد المتظاهرين بينما زاد ضغط الحكومة عليهم لفض اعتصامهم في الميدان الواقع في وسط القاهرة.

ونشط هجوم يوم الاربعاء شنه موالون لمبارك حاملين المدي والهراوات وامتطى بعضهم الخيول والجمال الاحتجاج لكنه أثار مخاوف من مواجهة دامية قد تصنع أو تكسر حلم المتظاهرين بمصر جديدة.

وبدا أن كثيرين جاءوا الى التحرير ساعين وراء المحاسبة عن أخطاء سابقة أو بسبب يأس من الفقر والفساد والقمع السياسي وهي مشاكل تعاني منها مصر منذ عقود من الزمن.

وحول المتظاهرون أكبر مكان عام في العاصمة المصرية الى ساحة للسياسيين الهواة والمحنكين للتعبير عن ارائهم بطريقة لا يمكن تخيلها في ظل قانون الطواريء المفروض في مصر منذ ثلاثة عقود.

وقال أحمد محمود زكي وهو طبيب يبلغ من العمر 30 عاما ان جهاز أمن الدولة المصري يسيطر على كل شيء.

وقال انه اذا تقدم أي شخص لوظيفة مهنية في مصر فيجب أن توافق أن الدولة عليه وانه اعتقل لمدة 12 ساعة بعد جداله مع ضابط. وأضاف أنه تلقى معاملة وكأنه قاتل.

واوضح زكي أنه كان يعمل في مستشفى للشرطة لكنه تركها بعد عام لانه لم يستطع تحمل الامر أكثر من ذلك وأنه رأى مجندا يقفز من نافذة بسبب اساءة معاملة الضباط له.

وسار شاب في صمت حاملا لافتة كتب عليها أن شقيقه كان سيتزوج الاسبوع الماضي لكنه استشهد.

 وجلس شاب اخر على الارض حاملا لافتة كتبت عليها عبارة "نعم نستطيع" في اشارة الى شعار الرئيس الاميركي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة.

وشاركت عائلات المصريين الذين قتلوا في غرق عبارة بالبحر الاحمر عام 2006 في الاحتجاج ورفعوا لافتة كتب عليها على سبيل السخرية "شهداء العبارة يقولون لكم ان أسماك القرش تحييكم."

ووقف شيخ أزهري أمام مجمع التحرير وانتقد معاملة أمن الدولة للمواطنين العاديين.

وقال انهم يسيئون معاملة الناس باستعمال عصي مثل واحدة يتكيء عليها وانهم يعدمون صعقا بالكهرباء وانهم ليسوا بشرا.

وفي طرف اخر من الميدان مازال يوجد ما تبقى من مقر الحزب الوطني الحاكم الذي تم احراقه وهو من بين عشرات المباني الرسمية التي أضرمت فيها النيران في اشتباكات مع الشرطة الاسبوع الماضي.

وقال حسن انه على الرغم من مقتل كثيرين خلال الاسبوع المنصرم فانهم ماتوا في سبيل قضية نبيلة.

وأضاف أن كثيرين ماتوا لكنهم لا يقارنوا بمن يقتلون في أقسام الشرطة طوال الوقت.

وأوضح أنه يعرف ثلاثة "شهداء" قتلوا في الاسكندرية العام الماضي وأن الناس هاجمت أقسام الشرطة للانتقام والان لا يوجد مقعد واحد باق في الاقسام.