من قلب الثورة المصرية: شهادات على الحدث

تاريخ النشر: 30 يناير 2011 - 12:54 GMT
الاحتجاجات في مصر تدخل يومها السادس.
الاحتجاجات في مصر تدخل يومها السادس.

ميادة مدحت صاحبة مدونة مذكرات مواطنة مصرية، تسرد مشاهداتها في يوم 25 يناير في مصر وهو اليوم الذي ابتدأت فيه المظاهرات لإسقاط النظام.

تكتب ميادة عن التلاحم الديني:

"واحنا أدام الحزب الوطنى طلبت من الطنانى أعلام الوفد عشان أوزعها  وبمجرد ما مسكتها لقيت عشرات الأيادى بتتمد وكل واحد خطف علم ورفعه وهو بيهتف.. تصدقوا بالله كان فيه نتاس ماشية عادى فى الشارع جريوا علينا وشالوا العلم اللى عليه الهلال والصليب وفضلوا يهتفوا ورانا :

يا محمد قول لبولس .. بكره مصر تحصل تونس".

كما وتستغرب موقفا آخر:

"واحنا قدام الخارجية لقيت ايد بتطبطب عليا بصيت لقيت راجل ملتحى معاه ميه وبيقول لى :

تشربى يا أختى ؟

ياااااه أول مرة واحد ملتحى يشوفنى من غير ما ينظر لى شذرا أو يتهمنى بالسفور لأ وبيعزم عليا أشرب وبيعترف انى أخته!".

وماذا عن التحرش الجنسي الذي يملأ شوارع مصر؟!

"بيقولوا اللى بتنزل مظاهرة المتظاهرين بيتحرشوا بيها ويبهدلوها ..أبدا والله كذابين تصدقوا بالله أأمن مكان لستات مصر المظاهرات  تخيلوا؟ اللهم الا لو الأمن تدخل وساعتها برده كل واحدة هتلاقى عشرة من المتظاهرين حواليها بيحموها ويفدوها بروحهم…".

تتابع المدونة لتحكي موقفا ساخرا في المترو:

"ركبنا المترو وعند محطة مبارك  لقيت نفسى باضحك ضحك هيستيرى وسألت مريم :

-       تفتكرى مبارك المحطة يحب يقول إيه لمبارك الإنسان ؟

وعربية السيدات اتقلبت مسخرة وضحك وكلام وتريقه على مبارك ودعاء عليه وعلى عياله ، ولما وصلنا محطة السادات البنات دخلوا فى حالة اختناق وسعال .. بصيت لمريم وهزينا راسنا .. أه يبقى القنابل المسيلة للدموع اشتغلت فى التحرير..".

وتتحدث عن روعة التجربة التي عاشها الكثيرون:

"يااااااااااه ده انا قلت للغولة عينك حمرا وريحتك زفرة وفى أكبر ميادين العاصمة.. واكتشفت ان البلد دى فيها رجالة بجد وان جيلنا مناضلين بجد وان الافتراضيين اللى على حق هما البهوات الصحفيين والمنظرين اللى هرونا قرف ووساخة واتهامات بالمعيلة وفى الآخر هما اللى طلعوا عيال ولا يسووا .. كانوا فين امبارح واحنا بنتهرس فى الشوارع .. كنتوا فين يا بهوات ياللى مش افتراضيين ؟ منزلتوش معانا ليه ؟".

 

أما عمرو عزت فيقول:

"المناطق التي تركزت فيها المظاهرات والاعتصامات كانت الأقل تعرضا للسلب والنهب. ولكن أنا ممتن لكل الذين كسروا وأحرقوا أقسام الشرطة ومقرات الحزب الوطني.

على سور المقر الرئيسي للحزب الوطني على الكورنيش، المحترق حاليا، مكتوب: ارحل يا غبي !

هذه رسالة الشباب اليوم الذين يتوافدون الآن على ميدان التحرير ومناطق أخرى تحديا لحظر التجول الذي فرضه الجيش وسيبدأ بعد ساعة من الآن.

إلى الشارع من جديد!".

 

تعود رنوة بعد أن عادت الاتصالات المقطوعة لتحكي ما شهدته هي أيضا، الخوف صار سمة في هذه الأيام التي تعيشها مصر:

"صوت عايدة على الهاتف زادني خوفاً. صوت خافت جداً، كأنها لا تريد ان تكرر التقرير المفزع الذي سمعته، لأنها لم تتصور انه ممكن ان يحصل. "الإحساس كأننا نعيش الآن ما كنا نقرأ عنه من مجازر في كتب التاريخ” .

تتابع:

"تم إفراغ تام لكل مظاهر الأمن من شوارع وسط البلد، أأكده شخصياً و من ثم من عدة ناشطين ذهبوا في أكثر من دورية لإستكشاف الوضع على الأرض. سمعته بعد دقائق من مصدر آخر. ثلاثة مصادر موثوقة جداً بمصداقيتها و معلوماتها تقول ان الأمن انسحب بالكامل. الأصوات نفسها – رعب.

التوقعات إما ان يحصل تخريب، عنف و بطش، تحطيم لكل وسائل التصوير و التسجيل التي تشهد عما سيحصل. مجزرة بمعزل عن كل العالم؟ ما أراه ان الرهان ان لا يرى العالم ما سيحصل بعد بضعة ساعات. التوقع الثاني – الأمل - هو ان ينزل الجيش".

وتختم بالقول:

"التخريب سيد الوضع. هذا هو القرار. واضح من كلام الريس الذي تغنى بالأمن و الإستقرار. سيّبوا كلابهم يعثون الفوضى، سرق و نهب و حرق و تخريب. الجيش نزل لكن لتأمين كل المحطات الحيوية و السفارات و ليس الشعب. ما أنجزه الشعب يوم جمعة الغضب سيستمر و إنعدام الأمن الذي يراهن عليه نظام مبارك لن ينجح".