اشترط زعيم قراصنة صوماليين زواجه من طفلة أسرة محتجزة لديهم مقابل الإفراج عن أهلها، في قضية تحيّر السلطات في كوبنهاغن الآن، وكان الخاطف اشترط في البداية فدية 5 ملايين دولار مقابل تحرير الأسرة.
وأعلن زعيم عصابة من قرصان البحر الصوماليين يحتجزون أفراد أسرة دنماركية رهائن لديهم، أنه يتخلى عن مطلبه الأساسي، وهو تلقيه مبلغ 5 ملايين دولار من أجل إطلاق سراحهم، إذا وافق الأبوان على زواجه من ابنتهما (13 عامًا).
ويضيف هذا المطلب الفجائي الضغوط على الحكومة الدنماركية ومفاوضين آخرين من أجل تأمين الإفراج عن أسرة جان كويست جوهانسين المؤلفة من خمسة أفراد بمن فيهم الطفلة المطلوبة للزواج.
وكانت الأسرة تقوم بجولة بحرية على مختلف موانئ العالم، وكان مخططًا لها أن تدوم على مدى سنتين عندما استولى القراصنة على سفينة شحن يونانية كانت تستقلها مع 20 شخصًا آخرين على بعد 555 كيلومترًا من الشواطئ الصومالية قبل نحو الشهر. ويحتجز القراصنة السفينة «إم إس دوفر»، التي تحولت عملياً الى سجن بانتظار دفع الفدية وزواج القرصان من محبوبته الصغيرة، في مرفأ قومبا في شمال الصومال. ويذكر أن هذه هي المرة الثانية التي تختطف فيها هذه السفينة.
ونقلت «تايمز» البريطانية عن مراسل صحافي دنماركي سمح له القراصنة بزيارة السفينة قوله إن جان، والد الصبيّة «يبدو مرهقًا ومريضًا أيضًا. وبقية أفراد الأسرة مرهقون وغاضبون. الروائح المنبعثة من السفينة كريهة الى حد لا يحتمل. فالقراصنة يذبحون ثلاثة من الأغنام يوميًا، ويتركون أحشاءها ملقاة على الأرضية. والطقس ساخن للغاية والماء متسخ وملوث، والمطابخ لا تعمل».
وقد جاء عرض زعيم العصابة الصومالية بإطلاق سراح الأسرة الدنماركية شريطة زواجه من ابنتها في حديث بينه وبين هذا الصحافي الدنماركي. ومع ذلك فلم يسمح له بالتحدث الى الأسرة، وإنما فقط نقل رغبته هذه الى السلطات الدنماركية. وقال الصحافي إن الأم، بيرجيت - ماري وابنتها ناجا ترتديان الآن الزي النسائي الصومالي. وللبنت شقيقان مراهقان هما رون وجالتي.
وقال الصحافي: «اعتقد أن عرض الزواج، الذي لن تقبله الأسرة قطعا، جاء جزئيًا كنوع من الضغط النفسي لإظهار أن القراصنة في موقع قوة، وأن السجناء رهن إشارتهم يفعلون بهم ما يشاؤون. وقد علمنا من السلطات الدنماركية أن حديث الرهائن مع القراصنة قد لا يصبّ لمصلحة حوارها هي معهم، وقد يعرّض الرهائن أنفسهم للخطر».
ويتفق المحلل النفسي الدنماركي، هنريك ليون، مع مقولة إن عرض الزواج قصد به الضغط النفسي ايضا. وقال: «أفضل طريقة للقرصان هي أن يهدد بالاغتصاب أو يعرض الزواج وأشياء من هذا القبيل، لأن هذا يزرع الخوف في نفوس المفاوضين ويجبرهم - كما يأمل القرصان - على دفع الفدية في أقصر وقت ممكن»."ايلاف"