يظن البعض أن ما يحدث من تراشق وتنافس شديد بين قناتي العربية والجزيرة يعود إلى المنافسة الإعلامية بين قناتين ترغبان في تحقيق أكبر قدر من المكاسب ولكن الحقيقة مخالفة لذلك تماما فالصراع بين القناتين هو في حقيقة الأمر صراع بين القادة في قطر والسعودية.
امتلكت قناتا الجزيرة والعربية قوة تأثير كبرى في الإعلام العربي بل إنهما لعبتا دوراً مؤثراً في توجيه السياسات العربية والتأثير في المواطنين العرب ولعل هذا قد برز بشدة في ضوء الأحداث المتلاحقة التي شهدتها الدول العربية والتي كانت من نتيجتها سقوط بعض الأنظمة العربية وترنح الأنظمة المتبقية.
وللبحث عن توجهات قناتي العربية والجزيرة يجب أن نبحث في البدء عن مصادر تمويلهما، وذلك لأن تلك القنوات شئنا أم أبينا تتأثر بمصادر تمويلها وتلعب تلك المصادر دوراً كبيراً في توجيه سياساتها، وليس سرا أن تمويل قناة الجزيرة تدفعه إمارة قطر فقد بدأ تمويل القناة في عام 1994 بمبلغ 150 مليون دولار بمنحة من أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني. بدأ بث القناة في أواخر عام 1994. تزامن إنشاء الجزيرة تقريبًا مع إغلاق القسم العربي لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (المنشأة بالاشتراك مع السعودية) في نيسان/أبريل 1994، بعد سنتين من قيامها بسبب الرقابة التي طالبت بها المملكة العربية السعودية، فانضم للجزيرة العديد من العاملين في المحطة البريطانية.
هدفت الجزيرة إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي بحلول عام 2001 من خلال الاعلانات، ولكنها فشلت بسبب إحجام المعلنين السعوديين عن التعاقد معها. فوافق الأمير على الاستمرار في تقديم الدعم سنويًا (30 مليون دولار في عام 2004، وفقا لارنو دي بورشجراف)، ومن المصادر الرئيسية الأخرى لدخل قناة الجزيرة : الإعلانات، رسوم الاشتراك الكابل ،صفقات البث مع شركات أخرى، وبيع اللقطات وفي عام 2000، مثلت الإعلانات 40 ٪ من عائدات المحطة.
أما قناة العربية فقد بدأت بثها في 3 مارس 2003 من الشركة المصرية للإنتاج الإعلامي بمصر وتبث حالياً من مدينة دبي للإعلام بالإمارات العربية المتحدة وتأسست القناة من من قبل مركز تليفزيون الشرق الأوسط ويشمل المستثمرون فيها مجموعة الحريري ومستثمرين من دول عربية أخرى ولكن وثائق الويكليكس كشفت عن أن محطة العربية ومجموعة الام بي سي عائدة لنسيب الملك فهد وليد البراهيم وأن ٥٠٪ من أرباح القناة هي من نصيب الأمير عبد العزيز بن فهد ابن الملك السعودي الراحل وأن الأمير ممن يقفون خلف التوجه السياسي والفكري للقناة .
جاءت العربية لتنافس الجزيرة وتماهت كثيراً مع المواقف الأمريكية خاصة في مواضيع حزب الله وإيران وأرادت العربية أن تنتهج أسلوباً إعلامياً مغايراً لأسلوب الجزيرة ووصفها صاحب مجموعة الإم بي سي وليد البراهيم أنها خيار بديل أكثر اعتدالاً من قناة الجزيرة وهدفه هو وضع «العربية» بالنسبة للجزيرة في الموقع نفسه الذي تحتله سي إن إن من فوكس نيوز كمنفذ إعلامي هادئ ومتخصص معروفة بالتغطية الموضوعية وليس الآراء التي تقدم في صورة صراخ.
جاءت العربية حقاً للرد على الإتهامات التي توجهها الجزيرة للسعودية وقادتها وهو ما أثار كثيراً الأسرة الحاكمة في السعودية وأصابهم بالغضب وجعلهم يبحثون عن منبر إعلامي يرد على تلك الإتهامات . (مصدر: موقع نقودي.كوم)

الجزيرة والعربية