من يدفع عباس للتوجه للأمم المتحدة؟

تاريخ النشر: 08 أغسطس 2011 - 05:05 GMT
عباس
عباس

مع استمرار الجدل داخل القيادة الفلسطينية حول الذهاب للأمم المتحدة في سبتمبر في خطوة احادية الجانب للاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة في حدود 67 وقبولها عضوا في الأمم المتحدة ، يخشى بعض القياديين الفلسطينيين من عواقب وخيمة قد تنجم عن مثل هذه الخطوة .

وعلى الرغم من تواصل الجدل حول جدوى هذه الخطوة داخل الجبهة الفلسطينية إلا أن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، عازما على التوجه للأمم المتحدة معتمدا على الدعم الذي يتلقاه من جامعة الدول العربية في هذا الاطار ومتجاهلا نداءات بعض الأصوات الداخلية منها ناصر القدوة، سفير فلسطين السابق في الأمم المتحدة، الذي طالب عباس بعدم تضليل الشعب الفلسطيني عن طريق التوجه للأمم المتحدة مستبعدا امكانية الحصول على عضوية المؤسسة الأممية نظرا لحق النقض "الفيتو" الأمريكي المرتقب.

وقد أعربت بعض الاطراف الفلسطينية عن دهشتها من تصرف الدكتور صائب عريقات في هذا الصدد حيث تعتقد هذه الأطراف أن عريقات يقف بشدة وراء فكرة التوجه للامم المتحدة من منطلق "أزمة شخصية عميقة،" على حد قولهم.

ومن المفارقات أن عريقات كان قد عارض فكرة الذهاب للامم المتحدة عندما تم طرح الفكرة لاول مرة في فبراير 2008 بواسطة أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ياسر عبد ربه، الذي اقترح اعلان قيام دولة مستقلة من جانب واحد على غرار اعلان كوسوفو عن استقلالها في 2008. وفي مقابلة مع صحيفة "الحياة،" قال عريقات آنذاك أن "القضية الفلسطينية لا تشابه قضية كوسوفو" ولذلك فان هذه الخطوة ليست ضمن الأجندة الفلسطينية.

والسؤال المطروح هنا ما هو الدافع الذي جعل عريقات يغيّر من موقفه خلال سنتين فقط؟ اطراف فلسطينية تشير الى ان عريقات يواجه محنة شخصية كبيرة. فعند تفجر فضيحة تسريبات وثائق قناة "الجزيرة،" والتي أظهرت حجم التنازلات التي قدمتها السلطة، تم ارباك واحراج عريقات بقدر كبير مما جعله يقدم استقالته من دائرة المفاوضات التي يترأسها منذ عام 2003 على خلفية هذه الوثائق. واضافت مصادر فلسطينية مطلعة ان عريقات قد ارتكب خطا فادح حين اربك القيادة الفلسطينية وقت تفجر ازمة وثائق الجزيرة حيث اتهم عريقات امير قطر بالوقوف وراء حملة ضد السلطة الفلسطينية بل اتهمه بتنفيذ اجندة ايرانية! الامر الذي اغضب محمود عباس والمسؤولين الفلسطينيين

وهناك بعض الشائعات التي تشير الى تورط عريقات في مشاكل أخرى لكننا لن نتطرق اليها في الوقت الراهن لعدم تحققنا من مدى صحتها.

وبناءا على ما تقدم، قالت مصادر فلسطينية مطلعة أن عريقات يحاول تلميع سمعته واظهار وطنيته عن طريق المطالبة باللجوء للامم المتحدة للاعتراف بالدولة المستقلة من جانب واحد. هذه المصادر أكدت أن تبني موقف عريقات سوف يدفع بالسلطة الى الهاوية ناهيك عن تقزم مكانتها بين الاسرة الدولية  مصدر: نقودي.كوم

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن