جاسم الزعابي ووفد جمركي اتحادي يطلعون على أنظمة جمارك دبي في المطار

استقبلت إدارة عمليات المطارات في جمارك دبي سعادة جاسم محمد الزعابي مدير عام الهيئة العامة لأمن المنافذ والحدود والمناطق الحرة، يرافقه وفد من ممثلي الدوائر الجمركية والمناطق الحرة بالدولة، في إطار تبادل الخبرات العملية، وتعزيز مجالات التعاون بين الدوائر الجمركية وسلطات المنافذ على مستوى الدولة.
كان في استقبال الوفد الزائر خالد أحمد يوسف مدير إدارة عمليات المطارات بالإنابة، ومديرو عمليات مباني المطارات والتفتيش.
واستهل الوفد زيارته في مبنى المطار (1)، حيث اطلع على الهيكل التنظيمي لإدارة عمليات المطارات، وآليات العمل المتبعة في التعامل مع المسافرين والحقائب، وشاهد عرضاً مرئياً قدمه خالد أحمد عن الضبطيات المنجزة للمواد الممنوعة والمقيدة خلال السنوات الماضية، ونماذج لأساليب التهريب المبتكرة.
بعد ذلك انتقل الوفد لمبنى مطار دبي الدولي رقم ( 3 )، حيث اطلع على آلية العمل المتبعة في التعامل مع المسافرين والحقائب، والتعامل الحضاري من قِبل مفتشي جمارك دبي لجميع المسافرين القادمين عبر المطار، وما يتمتعون به من حسٍ أمني عالٍ أثمر عن إنجاز العديد من الضبطيات الجمركية، وتعرف الوفد على التسهيلات التي تقدمها إدارة عمليات المطارات للمسافرين من كافة الجنسيات القادمين إلى الدولة عبر مطار دبي الدولي.
واطلع الوفد كذلك على غرفة المراقبة والسيطرة التي تعتبر الوحيدة من نوعها التابعة لدائرة جمركية في المنطقة العربية وترتبط بشبكة تلفزيونية تقنية متطورة للمراقبة عن بُعد، وآلية للتواصل بين العاملين في الغرفة والمفتشين الجمركيون في مباني مطار دبي، كما تم استعراض أبرز المخالفات الجمركية المتعلقة بتهريب المواد الممنوعة والمخدرة، والتي تم اكتشافها بجهود رجال جمارك دبي، منها قضية سارق الحقائب لمسافر من جنسية عربية تم تصويره من الغرفة لحظة وصوله إلى أرض المطار، كذلك قضية تهريب 10 كيلو جرام من المخدرات " تسليم المراقب " والتي تم خلالها التنسيق مع الانتربول الدولي لكشف ملابسات الواقعة، التي بدأت من باكستان مروراً بدبي وسويسرا إلى أن حطت رحالها في مدينة روما الإيطالية.
وتعرف الوفد على مشروع" برق جمارك دبي" الذي يتم من خلاله إشعار فريق القيادة في الدائرة بآخر المستجدات على مستوى إدارة عمليات المطارات وبالتنسيق مع حكومة دبي الذكية، كذلك تم التعرف على آلية العمل المتبعة في أقسام التفتيش، و قسم الأجهزة الداخلية وآلية مناولة الحقائب، ومنطقة البوابات الإلكترونية، وكيفية التعرف على الأشخاص المشتبه بهم وآليات تحويلهم للتفتيش، وجهاز كشف الاحشاء.
واطلع الوفد كذلك على مشروع سيارة " الكاشف " التي تستخدم في عمليات التفتيش الجمركي في حرم المطارات، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم والشرق الأوسط، تم ابتكارها للتسهيل على المسافرين أثناء عملية التفتيش الجمركي، لاسيما تلك الحقائب التي تحوم الشكوك حولها بوجود مواد مخدرة أو مواد مشعة أو متفجرات، ونالت جائزة الفكرة المبدعة ضمن جوائز برنامج دبي للأداء الحكومي المتميز في دورته الأخيرة.
وأعرب سعادة جاسم الزعابي عن ارتياحه لما شاهده من مواكبة جمارك دبي لمتطلبات العصر لا سيما في مطارات دبي، والاستعداد بشكل كبير للتعامل مع أعداد المسافرين الهائلة الذين يعبرون المنفذ الجوي في الإمارة، وأوصى سعادته بأن يتم اتخاذ مطار دبي الدولي نموذج ومقصد يحتذى به في العمل الجمركي لبقية منافذ الدولة.
من جهته أكد خالد أحمد خلال زيارة وفد الهيئة العامة لأمن المنافذ والحدود والمناطق الحرة وممثلي إدارات الجمارك في الدولة، أن الدائرة تبنت العديد من الإجراءات لتسهيل عبور القادمين عبر مباني المطار الثلاثة، إضافة إلى مبنى الركاب بمطار آل مكتوم الدولي، وتذليل أية عقبات قد تواجههم، من خلال التنسيق مع مؤسسة مطارات دبي والشركاء الحكوميين الاستراتيجيين بالمطار، وكذلك شركات الطيران العاملة فيه لمواجهة أي ارتفاع محتمل في أعداد المسافرين، وتنفيذ ورش تدريبية للمفتشين تركز على حسن استقبال المسافرين والتعامل الحضاري معهم، بما هو معروف عن دولة الإمارات من حسن الوفادة، وزيادة عدد أجهزة تفتيش الحقائب والأمتعة لتلافي الزحام الناجم عن ضغط رحلات الطيران في أوقات مختلفة من العام لاسيما أيام إقامة المهرجانات ومواسم الأعياد وغيرها من المناسبات.
وأكد حرص جمارك دبي على سرعة إنهاء إجراءات المسافرين بالسرعة الممكنة مع الرقابة التامة التي توفر عنصر الحماية للمجتمع، حيث يتم تشغيل أكبر عدد ممكن من أجهزة التفتيش، وتوفير الكادر اللازم للعمل عليها، بغرض تسخير كل الطاقات الممكنة لاستيعاب الضغط المتوقع للرحلات، خاصة في ضوء التوقعات باستقبال عدد كبير من القادمين إلى الدولة عبر مطارات دبي للاستمتاع بالفعاليات والمهرجانات، إضافة للقادمين بغرض السياحة على مدار العام.
خلفية عامة
جمارك دبي
تُعد جمارك دبي من أقدم الدوائر الحكومية، عُرفت سابقاً باسم "الفرضة" وهي كلمة عربية أصيلة، والفرضة من البحر أي محط السفن. ونظراً لعراقة الجمارك، أطلق عليها البعض "أم الدوائر"، خاصة وأن العديد من الدوائر الحكومية الراهنة اتخذت في السابق مكاتب لها في مبنى الجمارك القديم، وكانت تُموَّل من الإيرادات التي تحصلها الجمارك إلى أن تطورت تلك الدوائر واتخذت لها مبانٍ مستقلة.
مرت الجمارك عبر تاريخها الذي يمتد لأكثر من مائة عام بعدة مراحل إلى أن دخلت بدايات التوجه المؤسسي في عهد الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي رحمه الله، الذي استخدم الدور الأول من مبنى الجمارك مكتباً رسمياً له لإدارة شؤون دبي؛ الأمر الذي يعكس أهمية الجمارك ومكانتها في إمارة دبي التي عرفت واشتهرت بتجارتها وتجارها.