متحف الشارقة للحضارة الإسلامية يسدل الستار على روائع أوين جونز

أسدل متحف الشارقة للحضارة الإسلامية الستار على الدورة الثالثة للمعرض المتجول الذي ينظمة متحف فكتوريا وألبرت في لندن ويضم مقتنيات لروائع الفنان البريطاني الشهير أوين جونز 1809-1874، وقد لاقى المعرض نجاحاً منقطع النظير، حيث وفد إليه عدد كبير من الزوار وأبدوا جلهم وإعجابهم بمدى رقي الطرح الفني الذي تضمنه المعرض.

وقد افتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المعرض والذي استضافته إدارة متاحف الشارقة في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية خلال الفترة من 21 مارس -15 يوليو، وشهد زيارة لعدد من كبار المسؤولين في حكومة الشارقة وإمارات الدولة كافة بالإضافة إلى نخبة من أبرز الفنانين العرب والعالميين، حيث كان لزيارتهم الأثر الكبير على مدى تفاعلهم بمقتنيات المعرض المميزة، لاسيما وأن لسان حاله كان يتحدث عن عنوانه أوين جونز: التصاميم الإسلامية، الاكتشافات والرؤى والذي تضمن مقتنيات ثمينة تعد من كنوز مقتنيات متحف فكتوريا وألبرت، حيث كشفت هذه المعروضات عن قصة أوين جونز 1809-1874، الفنان المتعدد المواهب كمصمم ومهندس معماري، لاسيما وأن دراساته أسهمت في تنوع أنماط التصاميم المعمارية وفي إعادة تشكيل تصاميم القرن التاسع عشر البريطانية.

ومن وحي المعرض انبثقت العديد من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي كان من شأنها أن تنشر المعرفة بطريقة تفاعلية مع المقتنيات المعروضة، حيث أنها لم تقتصر على فئة معينة من الناس بل إستهدفت شرائح المجتمع المختلفة من كبار وصغار وفنانين ومثقفين، فقد نظمت إدارة الخدمات التعريفية والتعليمية في إدارة متاحف الشارقة سلسة من برنامج شاي العصر فقد كان هذا البرنامج  الأول من نوعه في المنطقة واتبع فيه أسلوب الحلقات النقاشية بين أهل الفن والثقافة، لتبادل الخبرات والإبداعات الفنية المستلهمة من مقتنيات هذا المعرض.

وعلى هامش المعرض  وحرصاً من إدارة متاحف الشارقة على إستمرارية التواصل مع معلمات التربية الفنية في منطقة الشارقة التعليمية للمرحلتين الإبتدائية والإعدادية، قامت إدارة الخدمات التعريفية و التعليمية التابعة لإدارة متاحف الشارقة بتنظيم جولة للمعلمات في معرض أوين جونزتعرفن فيها على طابع الفن الإسلامي والعمارة الإسلاميه وتأثيرات الفنون الإسلامية على اعمال الفنان اوين جونز، تلتها ورشة عمل حملت عنوان ورشة طباعة استوحيت فكرتها من المقتنيات التي تأخذ طابعاً إسلامياً والموجودة داخل المعرض، ومن الجدير بالذكرأن المتاحف تعد منبراً ثقافياً وفنياً لدى الكثير من المعلمين و الطلبة في مختلف مدارس الإمارة.

وامتدت تطبيقات المعرض ليشمل البرامج الخاصة الشهرية التي تعقدها إدارة الخدمات التعريفية والتعليمية لتشمل فئة الكبار والصغار فضلاً عن ذوي الإعاقات المختلفة في ورش تعملية وإبداعية، فكانت ورشة روعة الفن الإسلامي والتي قدمها الفنان محمد جعفر من الورش التي تعلموا فيها الكبارمبادىء رسم الأشكال الهندسية والنباتية على الزجاج وقد تمكن المشاركين من مزج أذواقهم الفنية مع جمال الفن الإسلامي لإظهار هذا الفن الراقي بطريقتهم الخاصة.

وسعياً إلى تعزيز الإحساس بالمسؤولية بأهمية إشراك فئة ذوي الإعاقات المختلفة في كافة البرامج المجتمعية، قامت الإدارة بتنطيم ورشة عمل السجادة الملكية، والتي قام فيها المشتركين بعمل سجادة ملكية برونقهم الخاص والمستوحاه من قصر الحمراء في الأندلس.

ولا ننسى مسابقة التصوير الخاصة التي قامت على هامش معرض أوين جونز والتي لاقت الإقبال الشديد من الجمهور، فقد شارك عدد من طالبات كلية التقنية في الشارقة وكذلك من المجلس الأعلى لشؤون الاسرة و إدارة مراكز الاطفال و الفتيات وكان الهدف من تنظيم هذه المسابقة هو رفع الوعي لدى الأفراد بأهمية مثل هذه المعارض وإيجاد وسائل مبتكرة التي من شأنها نقل جماليات هذا الفن بطرق مختلفة.

وأختتمت الفعاليات التي أقيمت على هامش معرض الفنان البريطاني أوين جونز بتنظيم المخيم الصيفي في متحف الشارقة للحضارة الإسلامية، وقد شمل المخيم على العديد من الأنشطة المتنوعة والمستوحاه من روائع مقتنيات وأعمال الفنان والموجودة في المعرض كالرسم، والتصميم بما يحقق الفائدة والمتعة لدى الأطفال، وقد حظى المخيم الصيفي بإعجاب المشاركين فيه وتكللت جهود منظميه بالنجاح.

وبهذا الصدد تقدمت إدارة متاحف الشارقة بالشكر والتقدير لكل من عمل وسعى على إنجاح هذا المحفل الثقافي العالمي المرموق، وأبدت فخرها باختيار متحف الشارقة للحضارة الإسلامية ليكون أول مكان في منطقة الشرق الأوسط استطاع احتضان هذا المعرض وعرض مساهماته المتميزة بشكل راق ومرموق، مما يدل بوضوح على مكانة الشارقة كعاصمة للثقافة العربية والإسلامية.