الارتقاء بفهم المرض لمواجهة زيادة انتشار الاكتئاب

شهد يوم أمس الذكرى العشرون لليوم العالمي للصحة النفسية والذي يحتفل به العالم في هذا اليوم من كل عام، والذي تم إنشاءه في الأساس لتوجيه الأنظار إلى متطلبات الوعي المجتمعي التي لم يتم التطرق لها بعد، والتي تساهم في توعية العامة بأهمية الصحة النفسية لمواجهة أمراض نفسية مثل الاكتئاب. وفي هذا العام وتحت شعار خطوة للأمام للاستثمار في الصحة النفسية يهدف اليوم العالمي للصحة النفسية إلى تشجيع المجتمعات على الارتقاء بالوعي والإدراك تجاه تبعات اضطرابات الصحة النفسية، حتى يكون من السهل الوقاية منها وكذلك تغيير نظرة المجتمع السلبية تجاه المريض النفسي ولضمان اتباع الأساليب الصحيحة للعلاج وحماية المرضى في كافة العالم.
يعتبر الاكتئاب اضطراباً نفسياً شائعاً تطال أعراضه قرابة 121 مليون نسمة في العالم، كما أصبح هاجساً صحياً كبيراً في المنطقة، ففي عام 2001 صنفت منظمة الصحة العالمية الاكتئاب كرابع سبب رئيسي للإعاقة والموت المبكر في العالم، بل ويتوقع أن يحتل صدارة الحالات المؤدية للوفاة بحلول 2030.
وفي إشارة إلى حجم العبء الذي يشكله مرض الاكتئاب في المنطقة، نشرت مجلة علم النفس السريري دراسة أجريت مؤخراً وأظهرت وجود فجوة في منطقة الشرق الأوسط بين عدد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى تلقي علاج للاكتئاب وعدد الأشخاص الذين يتلقون هذا العلاج فعلياً، كما رصدت منظمة الصحة العالمية أن ما يزيد عن 75% ممن يعانون من الاكتئاب في الدول النامية لا يتلقون العلاج الكافي، وإن الصحة النفسية تعتبر من أكثر القضايا تهميشاً على الرغم من أهميتها لتحقيق أهداف التنمية التي وضعتها الأمم المتحدة للألفية الجديدة.
وقال الدكتور يوسف أبو اللبن استشاري الطب النفسي و المدير الطبي بالمركز الأمريكي للأمراض العصبية والنفسية: "يعتبر الاستثمار في الصحة النفسية أمراً ضرورياً في عالمنا اليوم، وتُعتبر قلة الوعي ونظرة المجتمع السلبية إلى مريض الاكتئاب من العوائق الأساسية التي تمنع المرضى من تلقي التشخيص والعلاج المناسبين، والذي غالباً ما يؤدي بهم إلى كبت معاناتهم. أما الذين يتلقون العلاج فكثيراً ما لا يتبعون إرشادات الطبيب المعالج ولا يلتزمون بالجرعات الدوائية، أو لا يأخذونها أبداً مما يجعل من عدم التزامهم مشكلة حقيقية."
وبحسب الدكتور أبو اللبن فإن تأثير مرض الاكتئاب على الأشخاص وعائلاتهم لا يستهان به، إذ أظهرت دراسة أمريكية أن أكثر من 50% من مرضى الاكتئاب يعانون من أعراض تصنف على أنها شديدة أو شديدة جداً وترافقها أضرار لا يستهان بها.
إن تطبيق الإرشادات مع متابعة العلاج بانتظام وكذلك المحافظة على جودة الحياة أثناء العلاج يجعل من اليسير على المرضى والأطباء العمل معاً على ضمان أن المرضى يستمتعون بحياتهم أثناء تلقيهم العلاج.
وقال الدكتور أبو اللبن: "يمنحنا اليوم العالمي للصحة النفسية الفرصة لفتح حوار مع المرضى والأطباء والمجتمع للمساعدة على حماية البيئة الهدف الذي ينشده المرضى أثناء فترة علاجهم، وهذا الحوار يساعد على تحسين طرق العلاج على المستويين الدوائي والنفسي، ونحن كأطباء نحتاج إلى تطبيق تلك الإرشادات خلال ممارساتنا اليومية وتعميق فهم تلك الاضطرابات بين أوساط الأطباء النفسيين وأخصائيي الطب الآخرين في الإمارات العربية المتحدة لضمان أن مريض الاكتئاب يستفيد لأقصى درجة من العلاج الذي يتلقاه. وكعضو في هذا المجتع، فإنني أحث الجميع على فهم التأثيرات الكبيرة لهذا الاضطراب النفسي ودعم المرضى من حولنا في مسعاهم نحو الشفاء."
خلفية عامة
فايزر
تعمل فايزر على الاستفادة مما يقدمه العلم وما تختزنه مواردنها العالمية لرفع المستوى الصحي في جميع مراحل الحياة، كما تعمل بجد لوضع معايير للجودة والسلامة والقيمة في عمليات اكتشاف وتطوير وتصنيع الأدوية للبشر والحيوانات، على أن خبراتها العريضة في مجال الرعاية الصحية العالمية تشمل القيام بتطوير أدوية ولقاحات حيوية وجزيئية إضافة إلى منتجات التغذية وغيرها من المنتجات الاستهلاكية المعروفة عالمياً.
ففي كل يوم، يعمل خبراء فايزر في جميع الأسواق القائمة والناشئة على تطوير الصحة والوقاية والمعالجة والأدوية التي تتحدى أصعب أمراض عصرنا. وانسجاماً مع مسؤوليتنا كشركة صيدلانية حيوية رائدة على مستوى العالم، فإنها تتعاون مع اختصاصيي الرعاية الصحية والحكومات والمجتمعات المحلية لتمكين الجميع حول العالم من الحصول على رعاية صحية موثوقة وغير باهظة التكاليف. ولمائة وخمسين عاماً على التوالي، كانت فايزر قيمة حقيقية لكل من اعتمد عليها.