البطلة الأولمبية ابتهاج محمد تدعم رؤية مؤسسة قطر المتمثلة في تمكين الفتيات من خلال الرياضة وتوجه لهنّ رسالة "هذا مكانكِ"
ترى البطلة الحائزة على الميدالية الأولمبية ابتهاج محمد، أن الرياضة تتجاوز كونها مجرد منافسة أو سيلة لتحقيق الانتصارات، بل وسيلة لتمكين الإنسان وبناء القدرات وكسر الحواجز. والآن، باعتبارها سفيرة برنامج "رسم الدروب" في مؤسسة قطر، تعتزم ابتهاج تكريس دور الرياضة لتشجيع الفتيات على تحقيق إمكاناتهن الكاملة.
عندما انضمت ابتهاج محمد إلى برنامج "رسم الدروب" الذي يُعد جزءًا أساسيًا ضمن جهود مؤسسة قطر لتوفير بيئة آمنة وداعمة للفتيات في مجال الرياضة، وجدت في البرنامج فرصة ثمينةً لفتح آفاق جديدة وتحدي الصور النمطية السائدة عن المرأة. وبصفتها بطلة عالمية في رياضة المبارزة وحائزة على ميدالية أولمبية، تسعى ابتهاج إلى تمكين الجيل القادم من الفتيات ليؤمنّ بقدراتهن.
وبهذا الشأن، تقول ابتهاج: "يمنح البرنامج فضاءً مختلفًا يتيح للفتيات تجربة أنشطة رياضية جديدة وغير مألوفة لهن، ويشجعهن على الإيمان بقدرتهن على النجاح والمنافسة داخل ميادين الرياضة وخارجها."
وأضافت: "إنّ المساحات المخصصة للنساء فقط، توفر بيئة تمنحنا شعورًا بالحريّة والراحة والطمأنينة، وتسمح لنا أن نكون على سجيتنا، وأن نحقق النمو والتطوّر الذي نتطلّع إليه. ويسرّني أن تكون دولة قطر في طليعة هذا التحول الذي سيعيد تشكيل دور النساء والفتيات في المستقبل في مجال الرياضة."
تربط المبارزة، بجذورها العربية الأصيلة، الشابات بتراثهن الثقافي والحضاري. ومن منظور ابتهاج، "هي ليست رياضة فحسب، بل "لغة تروي قصص التقاليد والانتماء للهوية."
بدأت رحلة ابتهاج عندما بلغت الثانية عشرة ربيعًا، حين اكتشفت شغفها برياضة المبارزة. فهي تقول: "كانت المبارزة متوافقة تمامًا مع معتقداتي الدينية كمسلمة. ولطالما شعرت بالانتماء إليها. لم أتخيل يومًا أن أصبح رياضية محترفة أو أن أترك بصمة تمتد لسنوات، لكن هذا ما يجعل الرياضة مميزة، فهي رحلة تبدأ حين تمنح كل ما لديك من أجلها، وتؤمن بذاتك، وتستثمر في تطويرها، لتكتشف بعد ذلك أن الأحلام لا سقف لها".
تضيف: "بعد أن أتيحت لي الفرصة للعمل مع مؤسسة قطر كسفيرة لبرنامج "رسم الدروب"، آمل أن أسهم في دعم مساعي المؤسسة لإعادة تعريف مفهوم النجاح في الرياضة بطريقة تُلهم الجيل الصاعد".
وقد أوضحت ابتهاج أن المبارزة ساعدتها على اكتشاف جوانب من شخصيتها، كالقوة الداخلية والتفكير الاستراتيجي والصلابة الذهنية، وهي قيم تتجاوز حدود الملاعب. وعبرت عن ذلك بقولها: "من خلال المبارزة، اكتشفت في نفسي قوة وحنكة لم أكن أدرك وجودهما في السابق، وهذا أكثر ما يُميز رياضة المبارزة".
وتُشير ابتهاج إلى أن النساء ما زلن يواجهن تحديات متعددة في الرياضة مثل التحديات الثقافية والمجتمعية والشخصية، لاسيما في الشرق الأوسط. وتقول: "تكمن أهمية البرامج الرياضية، مثل "رسم الدروب"، في قدرتها على تغيير المفاهيم السائدة وإزالة الحواجز، وتشجيع النساء على تبنّي نمط حياة صحي يُمكّنهن من المضي قدمًا بحياتهن".
تضيف: "لدينا جسد واحد فقط، وفرصة واحدة للعناية بأنفسنا ووضع الأسس اللازمة لذلك منذ سن مبكر. ومن خلال ترسيخ نظرة إيجابية لدى الجيل القادم حول أجسادهم وصحتهم، سنضمن أن يحملوا هذه المفاهيم معهم مدى الحياة."
تحدثت ابتهاج عن أهمية وجود نماذج يُحتذى بها في الرياضة، مشيرة إلى أنها واجهت صعوبة في رؤية رياضيات يرتدين الحجاب أو ذوات بشرة داكنة يمارسن المبارزة. وتوجّه رسالتها للفتيات قائلة: "آمنّ بأنفسكن، وطالبن بمكانتكن الحقيقية مهما بلغت التحديات. فرحلتي لم تكن سهلة دومًا، لكنني لطالما آمنت بنفسي وبقدرتي على تحقيق إنجازات عظيمة في الرياضة، وسواء رحبوا بي زملائي أو المدربون أو المسؤولون أم لا، فقد طالبتُ دائمًا بمكاني على الطاولة، واتطلّع لغرس الثقة ذاتها في الآخرين".
وأردفت بقولها: "أريدهم أن يؤمنوا بأنهم يستحقون ذات الفرص التي يحظى بها الآخرون. فنحن كرياضيين نمر جميعًا بلحظات نشك فيها في قدراتنا، ونفكر فيما لو كنا ننتمي فعلًا إلى هذا المكان أم لا. أما اليوم، فأرى أن دوري هو أن أساعد الجيل القادم على التخلّص من الشك الداخلي الذي يساور البعض منهم، لأن أعظم هدية يمكن أن نمنحها لأنفسنا هي الإيمان بقدراتنا."
تنظر ابتهاج إلى المستقبل بعين التفاؤل، راجيةً أن يخلّف برنامج "رسم الدروب" أثرًا من الشجاعة والثقة لدى النساء والفتيات، مع إرساء رؤية لمجتمعات أكثر ازدهارًا. وتوجه رسالة لكل فتاة قد تساورها الشكوك حول مكانتها في عالم الرياضة وتقول: "هذا مكانكِ. وأنتِ تستحقينه، فالرياضة وُجِدت للجميع".
أطلقت مؤسسة قطر برنامج "رسم الدروب" لتخليد إرث بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022™، ويشمل البرنامج ثلاث رياضات: المبارزة، وألعاب القوى، وكرة الطائرة. لمزيد من المعلومات، يُرجى التواصل عبر البريد الإلكتروني cp.admin@qf.org.qa.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.