الشباب العرب يصوتون بالأغلبية ضد زواج الأقرباء

طرقت مناظرات الدوحة مساء أمس الاثنين إحدى أكثر القضايا حساسية في المجتمعات العربية، حين ناقشت إيجابيات زواج الأقارب وسلبياته في حلقة انتهت بالتصويت بالأغلبية ضد هذه الممارسة المنتشرة في غالبية دول المنطقة. 

ففي جلسة حظيت بحضور واسع من قبل الشباب العربي، تحاور خبراء في علم الجينات ونشطاء وكتاب حول الجوانب العلمية والدينية لزواج أبناء العمومة المقربين، بما في ذلك الحالات بين أبناء العم/ الخال من الدرجة الأولى. 

وينتشر زواج الأقرباء في الشرق الأوسط بشكل خاص، وسط انطباعات خاطئة بتوافق ذلك مع بعض النصوص الإسلامية. 

وقد صوت المشاركون في ختام الحلقة بنسبة 81 % إلى جانب مقولة الحلقة: "هذا الجمهور يؤمن بضرورة عدم تشجيع الاقتران بين أبناء العمومة القريبين". 

المعلق ومقدم البرامج البريطاني سارفاز مانزور وخبير علم الجينات الإسرائيلي أوهاد بيرك توافقا في الرأي بأن هذا النوع من الزيجات يحول دون تعميق الاندماج في المجتمعات ويزيد مخاطر ولادة أطفال مصابين بإعاقات عقلية وبدنية جسيمة.

وقد تحدث بيرك، رئيس مركز خان للإبحاث الجينية في جامعة بن غوريون، بشكل مؤثر ضد الزواج بين أبناء العمومة من الدرجة الأولى. وأشار إلى تجربته في العمل عن قرب مع بعض المجتمعات البدوية، مشيرا إلى زيارة قام بها الأسبوع الماضي إلى منزل أستاذ ثانوية عامة، كان ثلاثة من أبنائه -  18، 20 و23 عاما - يعانون من إعاقة عقلية شديدة، ويضعون حفّاظات.

ورأى أن هذه العائلات ترسل "رسائل واضحة جدا: تزوج داخل مجتمعك، اقترن بشريك بعيد القرابة من داخل العائلة، لكن إياك والزواج من أبناء العمومة المقربين". 

على الجانب الآخر من مقولة المناظرة، وقف عالم الجينات الاسترالي آلان بتلز بحدة في بعض الأحيان والكاتبة السعودية سمر فتاني. إذ رفضا الإقرار بمخاطر ولادة أطفال معاقين من أب وأم ينتميان إلى العائلة ذاتها. وجادلا بأن المزايا المجتمعية لمثل هذه الزيجات تتغلب على المشاكل الصحية.

وقد أوضحت الكاتبة السعودية فتاني أن المجتمعات في هذه المنطقة ترفض الاقتران بغريب جاء من خارج إطار العائلة، مشيرة إلى أن الزواج بين الأقرباء يساهم في المقابل في لم شمل العائلات ويعمق الاندماج المجتمعي.  

كما أثار تصريح مقدم البرامج البريطاني مانزور بأن البريطانيين من أصول باكستانية معرضون 13 مرة أكثر من غيرهم لولادة أطفال مصابين بتغيرات جينية، موجة نقاش مع بتلز – وهو بروفيسور معزز بخبرة 30 سنة في دراسة زواج الأقرباء. ورفض بتلز هذا الطرح باعتباره غير مقنع.

يشار إلى أن مناظرات الدوحة - التي تدخل عامها الثامن – تشكّل منبرا حرا مكرسا لمنح الشباب العرب فرصة مناقشة القضايا المصيرية التي تؤثر في حياتهم. تبث  سلسلة المناظرات عبر شاشة البي بي سي (وورلد نيوز) منذ يناير 2005، وبالتالي تصل إلى 400 مليون مشاهد حول العالم.

تنظم هذه المناظرات وتمولها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع.