المخيمات الصيفية التابعة لمؤسسة قطر تُعِد الطلاب للعام الأكاديمي الجديد

مع الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد، تُزوّد المخيمات الصيفية التي يُنظمها للتعليم ما قبل الجامعي في مؤسسة قطر الطلاب بالمهارات اللازمة للانطلاق نحو الرحلة الأكاديمية والمعرفية القادمة. إذ لا تقتصر هذه المخيمات على ملء الجداول الصيفية أو إشباع الجوانب الترفيهية فحسب، بل كذلك تعزيز مهارات الطلاب وقدراتهم.
في إطار مبادرة "مخيمنا" التي يقودها قسم شؤون الطلاب والشراكة المجتمعية في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، تهدف البرامج إلى ضمان استمرار عملية التعلّم أثناء العطلة الصيفية، وبناء ثقة الطلاب بأنفسهم، وتعزيز قدرتهم على صنع القرار والتكيّف مع البيئات المختلفة. ومن خلال التدريب العملي وتنمية المهارات القيادية، يعود الطلاب إلى المدرسة أكثر استعدادًا وتركيزًا وتحفيزًا.
وفي هذا السياق، تقول فاطمة الأنصاري، أخصائية برامج إثراء الطلاب لدى قسم شؤون الطلاب والشراكة المجتمعية بمؤسسة قطر: "تهدف المخيمات الصيفية التابعة لمؤسسة قطر إلى توفير برامج متنوعة وبيئة صحية تعزز مشاركة جميع الطلاب، وتُقوّي شعورهم بالانتماء، بالإضافة إلى توفير فرص شاملة ترحب بالجميع، بما في ذلك ذوي الإعاقة".
وأضافت: "نُظّمت هذه المخيمات من أجل دعم النمو الشخصي للطلاب ورفاهيتهم ومهاراتهم. فمن خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة التفاعلية القائمة على القيم، تُسهّل هذه المخيمات عملية الانتقال بين المراحل الدراسية من خلال إعادة إدخال الروتين، وتشجيع التعليم القائم على المشاركة والتعلّم الهادف، كذلك تُنظّم هذه المخيمات في مختلف مدارس ومرافق مؤسسة قطر، وتُساعد الطلاب على تطوير مهارات حياتية أساسية لديهم، مثل التركيز والاستقلالية والقدرة على التكيّف. فيبدؤون العام الدراسي الجديد بأهداف جديدة، وعلاقات اجتماعية أقوى، وغاياتٍ أكبر".
تُقام المخيمات الصيفية على أُسسٍ داعمة تُولي اهتمامًا كبيرًا للرفاهية والأمان النفسي لدى الطلاب. حيث يُدرّب الموظفون والمُيسّرون على التعرّف على علامات القلق لدى الطلاب والاستجابة لها بفاعلية، وذلك من خلال استخدام أدواتٍ متنوعة مثل دعم الأقران الذين يتشاركون تجاربًا مماثلة، وجلسات التوجيه والإرشاد، والتواصل المُستمر مع أولياء الأمور لضمان شعور كل طفل بالأمان والدعم، مع التركيز على بناء الثقة مُبكرًا، ليشعر كل مُشارك بالانتماء إلى المكان منذ اليوم الأول.
وفقًا لفاطمة الأنصاري، تُشجع البرامج الطلاب على الخروج من منطقة راحتهم من خلال الانخراط في أنشطة قيادية وورش عمل إبداعية ومسابقات جماعية تُعزز من ثقتهم بنفسهم وقدرتهم على حل المشكلات. يُرشد الطلاب الأكبر سنًا أقرانهم الأصغر سنًا، وهذا ما من شأنه تعزيز النمو الذي يقوده الأقران. كما تُساعد هذه التجارب العملية الأطفال على تنمية المرونة والاستقلالية والشعور بالقدرة، الأمر الذي يُعدّهم للسنة الأكاديمية المقبلة.
وتقوم لجنة من الخبراء والمتخصصين باختيار محتوى المخيّمات الصيفية وتقديمه، وتشمل برامجًا في الحوسبة الكميّة، والأمن السيبراني، والرياضة، والقيادة، وريادة الأعمال – وهي مهارات تدعم التحصيل الأكاديمي في الفصل الدراسي.
واختتمت فاطمة الأنصاري حديثها قائلةً: "دائمًا ما نُلاحظ التحول في شخصيات الطلاب. فبانتهاء المخيمات، يُظهر الأطفال مهاراتٍ اجتماعية أقوى ومشاركاتٍ أكثر وثقة أكبر. وفي عموم الأمر، يغادر الطلاب المخيمات وهم أكثر اجتماعية وقدرة وحماسًا لبدء العام الدراسي".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.