باحثو وايل كورنيل للطب - قطر يستقصون علاجات محتملة لسرطان الثدي مستخلصة من النباتات

بيان صحفي
تاريخ النشر: 22 يناير 2019 - 11:31 GMT

ينْ يانغ
ينْ يانغ

نشر فريق باحثين من وايل كورنيل للطب - قطر بقيادة الدكتور ديتريتش بيسلبرج، أستاذ الفسيولوجيا والفيزياء الحيوية، دراسةً متعمّقةً حول فعالية علاجات مشتقة من النباتات في محاربة أكثر أنواع سرطان الثدي شراسةً على الإطلاق.

وقد استعرض الباحثون 353 دراسة علمية لتحديد أي العلاجات المستمدة من نباتات تتسم بخصائص مضادّة للسرطان يمكن أن يُستعان بها في حالة المصابات بسرطان الثدي ثلاثي السلبية. ويعرف هذا النوع من السرطان بشدّة شراسته، وعدم استجابته للعلاجات الهرمونية التقليدية، وقدرته على الانتشار والمعاودة وتطوير مقاومة للعقاقير الدوائية بمعدلات عالية.

وقام فريق الباحثين الذي ضمّ كل من إليزابيث فارجيز، الدكتور سامسون ماثيوز صاموئيل، مريم أبو طالب، الدكتور رافيندر مامتاني، الدكتورة سهيلة شيما بدراسة استقصائية متأنية للبحوث الراهنة تناولت 14 مركّباً نباتياً مختلفاً لها سمات مضادة للسرطان وموجودة في مجموعة واسعة من النباتات، مثل لوتيولين (الموجود في العديد من الأعشاب والخضروات)، كوركومين (الموجود في الكُركم)، كابسيسين (الموجود في مستخلَص الفلفل الحار)، روتين (الموجود بكثرة في التفاح والتين والحمضيات)، إلى جانب عدد آخر من المركبات الطبيعية.

ويُطلق على سرطان الثدي ثلاثي السلبية هذا الاسم بسبب نتيجته المخبرية السلبية الثلاثية بشأن وجود مستقبِلات هرمون الإستروجين، ومستقبِلات هرمون البروجسترون، ومستقبِل عامل نمو البشرة 2 (HER2)، وعليه فإن سرطان الثدي ثلاثي السلبية لا يستجيب للعلاجات الهرمونية وتلك المستهدفة لمستقبِل عامل نمو البشرة 2، وتستهدف مثل هذه العلاجات تلك المستقبِلات وهي فعالة في علاج الأورام غير المنتمية إلى فئة أورام سرطان الثدي الثلاثي السلبية. لذلك يلجأ الأطباء في المقام الأول إلى الجراحة، جنباً إلى جنب مع العلاجين الكيميائي والإشعاعي، وهذه التوليفة العلاجية غير فعالة في العادة إلى جانب آثارها الجانبية المضنية. ومن المعروف أن سرطان الثدي هو السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء في العالم، وتُصنف نسبة 10-24% من سرطان الثدي ضمن فئة سرطان الثدي ثلاثي السلبية.

ونوّه الدكتور بيسلبرج بالكمّ الوفير من البحوث التي أُجريت حول فعالية نطاق عريض من العلاجات المستخلصة من نباتات في علاج سرطان الثدي ثلاثي السلبية، إلاّ أن قلة قليلة من الأوراق البحثية المنشورة استقصت هذه الدراسات وخرجت برؤية شاملة عنها. وقال: "من المثبت أن تناول العديد من الفواكه والخضروات المتنوعة يقلّل خطر الإصابة بالسرطان، غير أن البحوث عن العلاجات المستندة إلى نباتات ومركبات طبيعية المنشأ مبعثرة ومتناثرة ما يجعل استيعابها مسألة مرهقة ومستنزفة للوقت".

وتابع قائلاً: "سعينا من خلال هذه الورقة البحثية إلى حصر نطاق عريض من أفضل الدراسات في هذا المضمار، وتحليلها واستخلاص استنتاجات بشأن فعالية العلاجات المستخلصة من نباتات. ومن المؤمل أن يسهل ذلك استهداف البحوث، وفي نهاية المطاف الاستعانة بالعلاجات القائمة على نباتات تشير الدلائل إلى أنها تحسّن المحصلة العلاجية للمصابات بسرطان الثدي ثلاثي السلبية".

يكمن تأثير المركبات الطبيعية ذات السمات المضادة للسرطان في أنها تعدّل "مسارات" تأشير الخلايا المختلفة المنخرطة في نمو الخلايا السرطانية. وقام فريق الباحثين بتحليل مسارات التأشير التي تتأثر بكل مركّب من المركّبات قيد الدراسة، ووجدوا أن 13 من أصل 14 مركباً خضعت للدراسة الاستقصائية تتسم بخصائص مضادة لسرطان الثدي ثلاثي السلبية، وهذه المركبات موجودة في قائمة طويلة من النباتات تشمل البروكلي، الفلفل الأخضر الحار، البصل، أوراق البصل، الفجل، الجزر، الكرفس، الطماطم، الكراث، التفاح، الكيوي، الحمضيات، الفاصولياء، الخيار، الكركم، فول الصويا، العنب الأحمر، التوت البري، توت العليق، الفلفل، بعض البقوليات، فُطْر توليبوكلاديوم، ونبتة زنبق الذرة من فصيلة الخربق وهي نبتة ذات سُمّية معتدلة.

ووجد الباحثون أن لمركّب أسباراجين من بين 14 مركّباً خضعت للدراسة الاستعراضية الموسّعة، تأثير التهيئة للتسرطُن أو تشكُّل الأورام السرطانية في حالات سرطان الثدي ثلاثي السلبية، ويوجد هذا المركّب في الهليون، البطاطس، البقوليات، إلى جانب عدد من المصادر غير النباتية مثل لحوم الأبقار والأسماك والبيض.

وقال الدكتور صاموئيل: "استطعنا من خلال البحوث العلمية المنشورة تحديد عدد من المركّبات المستخلصة من نباتات التي يمكنها أن تعوق نمو الأورام عبر تغيير ستّة مسارات معروفة لتأشير الخلايا مرتبطة بسرطان الثدي ثلاثي السلبية. وهذه المركبات الطبيعية المنشأ ذات تأثيرات متواضعة نسبياً وحتماً يجب ألا يُنظر إليها كعلاجات بحدّ ذاتها بأيّ حال من الأحوال، غير أنها تتسم بخصائص مضادة للسرطان وعليه يمكن أن تكون عوامل محتملة مضادة للسرطان تستوجب المزيد من البحث والتمحيص. كذلك أظهرت البحوث المنشورة أن هذه المركّبات المستخلصة من نباتات يمكن أن تحسن المحصلة العلاجية عند اقترانها بالعلاج الكيميائي، وأن تتغلّب على مقاومة العقاقير الدوائية، وأن تجعل السرطان يستجيب لعوامل مضادة للسرطان كان مقاوماً لها في الأصل".

نُشرت الدراسة بعنوان "تأثير يِنْ يانغ للمركّبات الطبيعية في مكافحة السرطان في ما يخص سرطان الثدي ثلاثي السلبية" في الدورية الطبية العالمية المعروفة والمرموقة Cancers.   وأُنجزت بفضل منحة تمويل التجسير الممنوحة للدكتور بيسلبرج من برنامج بحوث الطب الحيوي في وايل كورنيل للطب - قطر، وهو البرنامج الذي تموّله مؤسسة قطر. وأما مشاركة إليزابيث فارجيز فتمّت بدعم من قسم الصحة السكانية في وايل كورنيل للطب - قطر.

خلفية عامة

وايل كورنيل للطب - قطر

 

تأسست وايل كورنيل للطب - قطر من خلال شراكة قائمة بين جامعة كورنيل ومؤسسة قطر، وتقدم برنامجاً تعليمياً متكاملاً مدته ست سنوات يحصل من بعدها الطالب على شهادة دكتور من جامعة كورنيل. يتمّ التدريس من قبل هيئة تدريسية تابعة لجامعة كورنيل ومن بينهم أطباء معتمدين من قبل كورنيل في كل من مؤسسة حمد الطبية، مستشفى سبيتار لجراحة العظام والطب الرياضي، مؤسسة الرعاية الصحية، مركز الأم والجنين وسدرة للطب. تسعى وايل كورنيل للطب - قطر إلى بناء الأسس المتينة والمستدامة في بحوث الطب الحيوي وذلك من خلال البحوث التي تقوم بها على صعيد العلوم الأساسية والبحوث الإكلينيكية. كذلك تسعى إلى تأمين أرفع مستوى من التعليم الطبي لطلابها، بهدف تحسين وتعزيز مستوى الرعاية الصحية للأجيال المقبلة وتقديم أرقى خدمات الرعاية الصحية للمواطنين للقطريين وللمقيمين في قطر على حدّ سواء. 

 

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن