التقاء الشهادات والمعارف والأثر الثقافي في أول حفل تخرج مشترك لجامعة نورثويسترن
توجه العشرات من خريجي جامعة نورثويسترن في قطر من الدوحة إلى إيفانستون بولاية إيلينوي الأمريكية في عطلة نهاية الأسبوع الماضي للمشاركة في احتفالات التخرج التي يتم تنظميها هناك، وليشاركوا بثقافتهم وليبرزوا مهاراتهم وليعرضوا إنجازاتهم على أقرانهم في الحرم الرئيسي للجامعة في إيفانستون.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تقوم فيها الجامعة التي يزيد عمرها عن 150 عاماً بضم خريجين ومدرّسين من فرعها في الدوحة في فعاليات أسبوع حفل التخرج. هذا وتميزت مشاركة جامعة نورثويسترن في قطر بعرض مسرحيات وفيلم تم تحضيرها جميعاً في فرع الجامعة بالدوحة، وأحدثت أثراً ملموساً في الجامعة، كما لاقت إعجاب واستحسان الطلاب والمسؤولين على حد سواء في الحرم الرئيسي للجامعة.
وكان مورتون شابيرو رئيس جامعة نورثويسترن قد افتتح فعاليات حفل التخرج رقم 154 الذي تنظمه الجامعة بتوجيه التحية إلى الضيوف الزائرين من جامعة نورثويسترن في قطر، حيث قال شابيرو في كلمته الترحيبية: "نحن فخورون اليوم لحضور أول دفعة تتخرج من جامعة نورثويسترن في قطر، حيث حقق هؤلاء الخريجون الرواد الذين ينحدرون من جميع البقاع حول العالم والذين قدموا إلينا برفقة إيفيريت دينيس عميد الجامعة في قطر، نجاحات باهرة خلال الأعوام الأربعة الماضية من دراستهم، وها هم يمهدون بذلك الطريق لأجيال المستقبل المقبلة من الطلاب".
من جانبه وصف العميد دينيس الذي قاد الوفد الزائر من جامعة نورثويسترن في قطر والذي ضم بعضاً من الأساتذة، جامعة نورثويسترن في قطر على أنها جوهرة خلقت قيمة مضافة للطلاب في المنطقة، وأنها تمكنت وبجدارة من تسجيل أثرها في مسيرة الجامعة ككل. كما أضاف في مقابلة أجريت معه: "يعد حفل التخرج هذا لحظة متميزة وفريدة جداً، وأعتقد بأنه قد يكون من الغرور القول بأن كلية صغيرة ستتمكن من إحداث أثر ملموس على جامعة كبيرة، ولكنه يمكننا القول بأنه تم في الواقع تحقيق الكثير من خلال حضورنا هنا".
وفي معرض وصفه لفرص التفاعل والمنظور الجديد الذي حمله طلاب وأساتذة جامعة نورثويسترن في قطر إلى حرم الجامعة في إيفانستون، أضاف الدكتور دينيس: "إنه ليس بقليل ذلك الأثر الملموس الذي أحدثته هذه التجربة في فهم طلاب حرم الجامعة في إيفانستون للمنطقة، وما الذي تعلموه من هذه التجربة، وكيف أسهمت في تحفيز عملهم".
وبدأ خريجو جامعة نورثويسترن في قطر فعاليات الأسبوع الذي سيختتم بحفل التخرج، بعرض عمل فني على الجمهور يتحدث عن الصحوة العربية التي تشهدها منطقتهم، ويعتبر هذا العمل إنتاجاً مكوناً من ست مسرحيات تم تأليفها في الدوحة وتسلط الضوء على موضوعات هامة وحساسة مثل الدين، والإرهاق النفسي والروحي الناتج عن الصراع العربي الإسرائيلي، والمشاركة في الربيع العربي. وبدأت القضايا المعقدة في المجتمع العربي والتي قد تبدو بأنها تتعارض مع الحداثة والغرب، تتكشف الواحدة تلو الأخرى وشيئاً فشيئاً في مشاهد تراوحت ما بين المحزنة، والمزعجة في بعض الأحيان، والمرحة في أحيان أخرى.
واشتملت طواقم العمل على ممثلين ماهرين وشغوفين ومسرحيين من طلاب جامعة نورثويسترن في قطر وهم: محمد فريد، ومعتصم قلعجي، ومريم مسراوة، ورشا سعيد، إضافة إلى طلاب من حرم جامعة نورثويسترن في إيفانستون وهم: بريتاني بلوم، وأمي سيكوندا، وإميلي إمبر التي علقت على مشاركتها بالقول: "لقد أحببت فعلاً كوني جزءاً من هذا العرض، ولن أنسى هذه التجربة ما حييت. لقد تعلمت الكثير في هذا المكان عن ثقافتهم، وإن الأزياء التي ارتديناها خلال المسرحيات لم تكن مجرد أزياء لهذا العمل، بل كانت في الواقع ملابس حقيقية. لقد تعلمنا كيفية إرتداء الحجاب وفهمنا المغزى الديني له ، كما تعرفنا على الأهمية الثقافية للعباية".
وأضافت إمبر: "لقد أدركت عبر ما تعلمته خلال هذه التجربة بأنه لا يزال هناك الكثير لنتعلمه، ولا شك بأن هذا الأمر قد حفّزني وزاد من إهتمامي ورغبتي لتعلم المزيد. إنني أفتقد منذ الآن العمل مع زملائي في تلك المسرحيات، وأتمنى أن أعمل على مشروع مماثل في المستقبل".
أما سوزان باك، أستاذة الإعلام المساعدة الزائرة في جامعة نورثويسترن في قطر فقد أشرفت على النص الذي تم وضعه للمشروع وكانت سعيدة لمشاركتها فيه، حيث قالت: "لعل أبرز ما لمسته من العمل في هذا المشروع إلى جانب تجربتي في التعليم في جامعة نورثويسترن في قطر، هو فكرة عكس التأثير هذه. فأنا أتعلم شيئاً جديداً في كل مرة أتحدث فيها إلى أحد طلابي. وآمل أن يصل صوت هؤلاء الطلاب من خلال أدوات مثل الصحوة العربية إلى ما هو أبعد من مجرد جامعة نورثويسترن في قطر، كما أتمنى أن يتمكنوا من مواجهة المفاهيم المغلوطة عنهم التي غالباً ما يتم الترويجها عن شعوب الشرق الأوسط".
كما قام ثلاث طلاب من قسم الصحافة في جامعة نورثويسترن في قطر وقبل عرض المسرحيات، بتقديم وبحث موضوع ثورة الكلمات وهو عبارة عن صور وثائقية لعدد من نجوم أنماط الغناء الراب والهيب هوب ممن ساعدت كلمات أغانيهم في إلهام المشاركين في الربيع العربي في كل من تونس ومصر. هذا وكان هؤلاء الطلاب الثلاثة قد سافروا إلى مناطق متعددة في شمال أفريقيا والشرق الأوسط لعرض سلسلتهم الوثائقية هناك والتي كانت ملهمة بالفعل.
من جهتها قالت رنا خالد 21 عاماً وهي فلسطينية ولدت في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة وتعيش في دولة قطر: "إنني مسرورة جداً لوجودي هنا كي أتمكن من نقل جزء من ثقافة الشرق الأوسط التي لا يعرف الكثير من الأمريكيين عنها شيئاً. لقد كانت هذه التجربة التي يمكن أن يخوضها المرء متميزةً ومذهلةً بكل المقاييس".
وكان قد انضم إلى رنا خالد اثنان من زملائها الخريجين وهما: شانون فرهود وأشلين رمضان للمشاركة في برنامج الصحوة العربية في جامعة إيفانستون، وذلك لتوضيح وعرض مقتطفات من "كلمات الثورة". وسيقوم هؤلاء الثلاثة بافتتاح شركة الإنتاج الرقمي على شبكة الإنترنت الخاصة بهم بهدف تغطية القصص الثقافية الحساسة في الشرق الأوسط وتقديمها إلى جمهور المتلقين في الغرب.
واختتمت رنا قائلة: "سأفتقد بالتأكيد جامعة نورثويسترن التي أسهمت حقاً في إحداث تغيير كبير في حياتي. فخلال الأعوام الأربعة التي أمضيتها هنا، اكتشفت حقيقة من أكون".
خلفية عامة
جامعة نورثوسترن في قطر
تأسست جامعة نورثوسترن في قطر في عام 2008 عن طريق المؤسسة الأم جامعة نورثويسترن في مدينة إيفانستون بولاية إلينوي ،بالولايات المتحدة الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة قطر. وتستند جامعة نورثويسترن في قطر إلى 150 عاماً من التفوق والإبداع في جامعة نورثويسترن لتعليم الطلاب وإعدادهم للإسهام في تشكيل صناعة الإعلام العالمية سريعة التطور سواء في قطر أو في الشرق الأوسط أو في أي موقع آخر في العالم.
وتقدم جامعة نورثويسترن في قطر مناهج دراسية تقتدي بالبرامج الجامعية المبتكرة الخاصة بكلية التواصل الإعلامي وكلية ميديل للصحافة والإعلام والتواصل الإعلامي المندمج.