خريجو مدارس مؤسسة قطر يعودون كمعلمين من خلال برنامج المسار لمِنح التعليم العالي
في إطار برنامج "المسار" لمِنح التعليم العالي، التابع للتعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر، عاد عدد من خريجي مدارس المؤسسة لينضموا إلى صفوف المعلمين كي يسهموا في إعداد الجيل القادم.
وخلال المنتدى السنوي للتعليم ما قبل الجامعي، استعرضت الهنوف أحمد الدوسري، معلمة لغة إنجليزية في مدرسة طارق بن زياد، وفاطمة حسن الحمادي، معلمة دعم التعلم في أكاديمية قطر – الدوحة، رحلتيهما الملهمتين من مقاعد الطلاب إلى ميدان التعليم، مسلّطتين الضوء على كيفية عودتهما إلى مؤسسة قطر كمعلمات يسهمن في بناء مستقبل الأجيال الجديدة.
وقالت الهنوف أحمد الدوسري: "بدأت رحلتي طالبة في أكاديمية العوسج، ورغم أنها كانت تجربة ممتعة ومفعمة بالذكريات، إلا أنها لم تخلُ من التحديات، خاصة بسبب النظرة المجتمعية التقليدية لطلاب الأكاديمية في ذلك الوقت، كونها مدرسة يلتحق بها الطلاب ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة".
وتابعت الدوسري: "لذا مثل تخرجي وعودتي إلى قطاع التعليم نقطة تحول في حياتي، إذ كسرتُ كل القوالب النمطية الجامدة، وأثبتُّ للجميع أن طلاب أكاديمية العوسج قادرون على تحقيق إنجازات عظيمة. واليوم، أشعر بالفخر لكوني جزءًا من المنظومة التي أسهمت في صياغة شخصيتي."
وأضافت الدوسري: "لطالما كانت مؤسسة قطر داعمًا قويًا للتعليم، حيث تسعى باستمرار إلى ابتكار وسائل جديدة تشرك الطلاب وتوسع آفاقهم. ومن خلال الدعم المستمر من المعلمين وقادة المدارس، تمكنت من المضي قدمًا حتى في الأوقات التي بدا فيها الطريق غير واضح. كما كان للتوجيه الذي تلقيته دورٌ أساسيُ في استمراري بمجال التربية والتعليم".
وأردفت بالقول: "واليوم، كوني معلمة في مدرسة طارق بن زياد، أجدها فرصة للنمو واكتساب الخبرة عبر مختلف المراحل الدراسية. فقد أُتيحت لي الفرصة للتنقل بين الفصول من رياض الأطفال إلى الصف الأول، في بيئة تعليمية تركز على التطوير دون أن تُرهق المعلمين الجدد".
واختتمت الدوسري، قائلةً: "أشجع الشباب القطري على التفكير جديًا في مهنة التعليم. بالرغم من أنها مهنة شاقة، إلا أنها واحدة من أكثر المهن إشباعًا، لأنها تسهم في تشكيل الأجيال القادمة وتترك بصمة خالدة في حياة الطلاب. ومن خلال مبادرات مثل برنامج المسار، يمكن للمعلمين الطموحين الحصول على الدعم والفرص التي تمكّنهم من النجاح في مجال التعليم."
من جانبها، قالت فاطمة الحمادي: "كانت رحلتي مع مدارس مؤسسة قطر واحدةً من أهم التجارب التي ساعدتني على الاستعداد ليس فقط للجامعة، بل أيضًا للحياة العملية".
وتابعت الحمادي: "في عامي الأخير بالمرحلة الثانوية، تعرفنا على برنامج المسار، الذي قدّم مسارًا للخريجين للعودة كمعلمين بعد إكمال دراستهم في الخارج، وقد علمت حينها أن هذا هو الطريق الذي أريده."
وأضافت الحمادي: "لطالما كان لدي شغف بالتعليم، وأحب العمل مع الأطفال ودعم مسيرتهم التعليمية. والعودة إلى أكاديمية قطر – الدوحة كمعلمة دعم تعلم كانت لحظة مميزة جدًا. بالنسبة لي، أن أسير في الممرات نفسها التي كنتُ أرتادها عندما كنت طالبة، وأتمكن اليوم من مساعدة الأطفال الذين يحتاجون الدعم التعليمي، أعادني إلى الجذور لأكتب فصلًا جديدًا في المكان الذي بدأت منه رحلتي".
وأردفت بالقول: "لقد كان نظام الدعم في مدرستي رائعًا، بدءًا من المرشدين إلى الزملاء، الذين ساعدوني على الانتقال بسلاسة إلى دوري الجديد. صحيح أن التعليم ليس مهنة سهلة، لكنها من أسمى المهن. وبالنسبة لي فإن الإسهام في نمو الجيل القادم تمثل امتيازًا ومسؤولية في الوقت نفسه."
يوفر برنامج المسار للطلاب القطريين من خريجي مدارس مؤسسة قطر منحًا دراسية ودعمًا أكاديميًا وإرشادًا مهنيًا وفرص تدريب عملية، لتمكينهم من استكمال دراستهم الجامعية والعودة للعمل كمعلمين مؤهلين يسهمون في الارتقاء بالمنظومة التعليمية في قطر.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.