د.أبوندا: جراحات ناجحة لاستئصال سرطان القولون والمستقيم في حمد الطبية

أكد الدكتور محمد أبو ندا استشاري اول الجراحة العامة وجراحة القولون بمؤسسة حمد الطبية، أنه تم تسجيل 84 حالة اصابة بسرطان القولون والمستقيم في قطر خلال عام 2011؛ موضحا أن سرطان القولون يعد من السرطانات التي تصيب المرء في عمر متقدم من سن 55 عاما فأكثر ولا يختلف معدل الاصابة بين الذكور والاناث ويتراوح عالميا بين 6-8 إصابات بين كل مائة ألف من السكان.
وقال د. ابو ندا أن اعراض سرطان القولون والمستقيم تبدأ بحدوث تغير في طبيعة عملية الاخراج عند الشخص المصاب مع احتمالات نزف دموي مصاحب للتغوط ونقص في الشهية وخمول في النشاط البدني، كما يمكن ان تحدث الاصابة بصورة عاجلة كحالات انسداد بالامعاء او انفجار الورم السرطاني نفسه داخل تجويف البطن. ويبدأ الورم السرطاني كلحمية صغيرة يقل حجمها عن سم واحد في تجويف القولون والمستقيم وتكون أورام حميدة غير انها لو تركت من دون معالجة لفترة قد تتراوح بين 5-10 سنوات فإنها يمكن ان تتحول الى أورام خبيثة.
وحول طريقة التشخيص يقول د. أبو ندا : "ننصح الشخص الذي يتعرض لمتاعب في عملية الاخراج بمراجعة الطبيب في وقت مبكر للفحص والتحليل وخاصة لمن تزيد اعمارهم على الاربعين ،ويسجل الطبيب التاريخ العائلي للمرض في اسرة المصاب ويحدد الاعراض بدقة ومن ثم يجري تحليل للدم، ويتم الاستعانة بالمنظار لفحص الجدار الداخلي للقولون واكتشاف آثار اللحميات والاورام ان وجدت". ويضيف : "في حال وجود لحميات أو اورام يتم اخذ عينة منها مع صور مقطعية وتحلل للتأكد من نوع الورم ومدى انتشاره". وينبه محدثنا الى ان اعراض الاصابة بأورام القولون تتشابه مع اعراض اخرى لامراض بسيطة تصيب هذه المنطقة من الجسم، ولذا تأتي اهمية الكشف المبكر وخاصة لمن هم عرضة للاصابة كالذين لديهم تاريخ للاصابة بأورام القولون لأحد افراد الاسرة، حيث يفضل عمل منظار طبي للقولون لدى هذه الفئة في عمر يقل 5 سنوات عن السن الذي اصيب فيه قريب الدرجة الاولى، كما يمكن ان يتم استئصال لحميات القولون لمنع المرض من الاساس وهذا من النتائج الجيدة للكشف المبكر.
أما عن اسباب الاصابة فيرجعها د. ابو ندا الى تغير انماط حياة الافراد في كافة المجتمعات وخاصة فيما يتعلق بتناول الاغذية التي تفتقر الى الالياف الغذائية، مع زيادة الوزن وقلة ممارسة النشاط البدني، الى جانب العامل الوراثي كسبب من اسباب الاصابة. ويضيف : "في اوروبا الغربية وغرب امريكا واستراليا ونيوزلندا ترتفع نسب الاصابة بسرطان القولون والمستقيم نتيجة الاعتماد على الوجبات السريعة، وقد بدأت معدلات الاصابة في الازدياد ايضا في آسيا وافريقيا بعد تغير انماط حياتهم."
ويؤكد د. ابو ندا ان الوسيلة الافضل لمواجهة سرطان القولون والمستقيم هو تجنب الاصابة به من الاساس من خلال الاهتمام بأنماط الغذاء الصحي واسلوب الحياة الذي يشجع على الحركة وعدم تخزين الدهون بالجسم، ولكن إذا حدثت إصابة بالسرطان فيتم اجراء الجراحة لاستئصال الورم في مرحلة مبكرة من الاصابة لأن احتمالية الشفاء التام قد تصل الى 95%، وهذا من اهم الاسباب التي تجعل عملية الكشف المبكر عن اورام القولون والمستقيم من اولويات البرنامج الوطني لمكافحة السرطان.
أما في الحالات الاخرى فإنه يمكن الاستعانة بالعلاجات المصاحبة مثل العلاج بالادوية الكيميائية او العلاج الاشعاعي او كليهما معا في بعض الحالات مثل اورام المستقيم حيث يتم استخدام العلاج الاشعاعي والكيماوي قبل الجراحة بهدف الحفاظ على العضلة التي تتحكم في فتحة الشرج بحيث يكون موضع الاخراج بعد الجراحة من المكان الطبيعي.
وفي مؤسسة حمد الطبية يتم تطبيق أنظمة العلاج الحديثة لعلاج الاورام السرطانية، ويتم ذلك من خلال فريق متعدد التخصصات لمتابعة حالات اورام سرطان القولون والمستقيم والجهاز الهضمي، حيث اثبتت الدراسات ان جهود مثل هذه الفرق يحقق نتائج تفوق مثيلاتها التي تعالج بجهود فردية، ويضم الفريق الذي يرأسه د. محمد أبو ندا استشاريين في علاج الاورام وامراض الجهاز الهضمي والباثولوجي والاشعة والعلاج الاشعاعي، واداريين كالاخصائي الاجتماعي والسكرتارية. كما يتكون الفريق الجراحي المتخصص في جراحات القولون والمستقيم من خمسة من الجراحين وهم د.ايمن عبد الحفيظ ، د.رشاد الفقي،د.شريف عبد العظيم ،د.نوف الشيباني ،د.سلوى احمد .
ويفصل د. ابو ندا انواع جراحات استئصال سرطان القولون والمستقيم بأنها إما ان تتم على الطريقة التقليدية وهذه تحقق نجاحات تفوق 95% وهي الاكثر استخداما نظرا لطبيعة هذا النوع من الاورام، أو أن تجرى باستخدام المنظار الجراحي وقد بدأ إجراؤها في مؤسسة حمد الطبية قبل عامين وتم اجراء 25 عملية ناجحة من هذا النوع. وفي جميع الاحوال يبقى المريض تحت الملاحظة بالمستشفى 5-7 أيام بعد العملية للتأكد من التئام الامعء الداخلية واستطاعة المريض تناول الطعام والقيام بالاخراج بشكل طبيعي.
ويختتم د.ابو ندا حديثه بالاشادة بفكرة تشكيل فريق متعدد التخصصات لعلاج السرطانات المختلفة، وجهود الحملة التوعوية للكشف المبكر عن سرطان القولون والمستقيم بين القطريين في الفئة العمرية بين 40-70 عاما ، لما لها من اهمية في مكافحة هذا النوع من الاورام السرطانية.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.