طلاب المدارس المتخصصة في مؤسسة قطر يخوضون تجربة تعليمية استثنائية في حلبة لوسيل الدولية
شكل سباق الفورمولا 1® في حلبة لوسيل الدولية خطوة محورية نحو تعزيز الشمولية عبر تعاون جديد مع التعليم ما قبل الجامعي التابع لمؤسسة قطر. ويهدف هذا التعاون إلى تطوير استراتيجية طويلة المدى تعزز إمكانية الوصول والشمولية بالحلبة، من خلال الاستفادة من خبرات التعليم ما قبل الجامعي في بناء بيئات تراعي احتياجات الأفراد وتعزز مشاركتهم.
وفي إطار هذه المبادرة، استمتع طلاب المدارس المتخصصة بمؤسسة قطر من أكاديمية ريناد، وأكاديمية العوسج، وأكاديمية وارف، بزيارة إلى حلبة لوسيل الدولية خلال فعاليات الفورمولا 1®. وقد وفرت هذه التجربة فرصًا تعليمية واقعية دعمت نموهم الاجتماعي والحسي، مما يعزز التزام التعليم ما قبل الجامعي بتعزيز إمكانية الوصول والشمولية في المجتمع.
وتضمنت الزيارة جولة ميدانية خلف الكواليس في منطقة الصيانة، حيث استكشف الطلاب مرافق الفرق والمعدات ومسارات العمل داخل بيئة سباق عالمية المستوى. وخلال الجولة، خاض الطلاب تجربة تعليمية وتفاعلية ثرية، حيث حظوا بفرصة لقاء بطل العالم في الفورمولا 1® سبع مرات، لويس هاميلتون - أحد أبرز نجوم الرياضة - والتفاعل معه.
رافق الطلاب في جولتهم البروفيسور هلال الأشول، مستشار البحوث والتطوير والابتكار لرئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، ورئيس مجلس إدارة أكاديمية العوسج، مؤكدًا على أهمية هذه التجارب، قائلًا: "تقوم الزيارات التعليمية على إيمان راسخ بأن تقدّم الأمم يبدأ بإطلاق إمكانات جميع أفرادها دون استثناء، بما في ذلك الأفراد ذوو الاحتياجات التعليمية الخاصة أو ذوو الإعاقة".
وتابع: "ولهذا السبب، تجاوزت المؤسسة نطاق البرامج المنعزلة والمحصورة داخل الصفوف الدراسية، وبنت منظومة متكاملة وشاملة تربط مدارسنا بالمجتمع الأوسع. يضمن هذا النهج أن يتعلم طلابنا، وينموا، ويشعروا بالانتماء الحقيقي، ويستعدّوا لقيادة حياة مستقلة وفاعلة ومنتجة".
وأضاف البروفيسور الأشول: "إن ربط التعلم داخل الصف بالخبرات الواقعية خارج المدرسة هو ما يحوّل التعليم إلى رحلة حياة؛ رحلة تمكّن طلابنا من اكتشاف قدراتهم واهتماماتهم. كما أن تواجدهم في الفعاليات المجتمعية يُسهم أيضًا في تغيير التصورات وتعزيز بناء مجتمع أكثر قبولًا وفهمًا وشمولية".
وفي خطوة تعكس التزام حلبة لوسيل الدولية بتعزيز إمكانية الوصول، إلى جانب رؤية مؤسسة قطر في بناء بيئات شاملة تمكّن الأفراد من الازدهار وتحقيق إمكاناتهم، تم الكشف عن غرفتين حسيتين جديدتين جرى تصميمهما بالتعاون مع خبراء التعليم المتخصص في مؤسسة قطر. وهما غرفة حسية في منطقة المشجعين، جرى تطويرها باستخدام خبرات التعليم المتخصص في مؤسسة قطر، إذ تجمع بين التكنولوجيا التفاعلية الغامرة وموارد تنظيم الحواس المصممة خصيصًا للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة، بما في ذلك التحديات الصحية والحركية. وغرفة حسية في منطقة التعليق الإعلامي، وهي الأولى من نوعها في عالم الفورمولا 1، حيث توفر بيئة هادئة وآمنة مزودة بموارد حسية ومنصة مشاهدة مخصصة أتاحت للطلاب ذوي الاحتياجات المتعددة فرصة متابعة الحدث ومشاهدة مضمار السباق عن قرب بطريقة غير مسبوقة. وقد قدم المتخصصون من التعليم ما قبل الجامعي الدعم للطلاب وأسرهم طوال أيام الحدث الثلاثة، مما أتاح لبعضهم تجربة فعاليات الفورمولا 1® للمرة الأولى.
والجدير بالذكر أن ستيفانو دومينيكالي، الرئيس التنفيذي لفورمولا 1®، والسيد عبدالرحمن بن عبداللطيف المناعي، رئيس الاتحاد القطري للسيارات والدراجات النارية ورئيس حلبة لوسيل الدولية، وعبد العزيز علي المهندي، الرئيس التنفيذي لحلبة لوسيل الدولية، قاموا بزيارة الغرفة الحسية في منطقة التعليق الإعلامي، وتفاعلوا مباشرة مع الطلاب وسلطوا الضوء على أهمية التجارب الشاملة. تعكس هذه المبادرة التزام حلبة لوسيل الدولية بتوفير سهولة الوصول ورؤيتها في تعزيز البيئات الشاملة التي تمكّن الأفراد من الازدهار.
وخلال هذه الزيارة، قال المناعي: "تجسّد شراكتنا مع مؤسسة قطر التزامنا الراسخ بالدمج والشمولية في عالم رياضة المحركات. ومن خلال توفير مساحات مهيّأة لذوي الاحتياجات التعليمية في حلبة لوسيل الدولية، فإننا نرتقي بتجربة الفورمولا 1®️ للجميع ونرسّخ نموذجًا عالميًا يحتذى به. فمن الضروري أن يتمكن كل فرد، مهما كانت احتياجاته، من الاستمتاع بسباقات المحركات، فبهذا فقط نستطيع إلهام الأجيال القادمة وتعزيز مجتمع أكثر شمولاً من خلال قوة الرياضة".
كما علّق المهندي على هذا التعاون قائلًا: "في حلبة لوسيل الدولية، نلتزم بدفع حدود التميّز ليس فقط في عالم رياضة المحركات، بل أيضًا في ابتكار تجارب شراكات جديدة ترحب بالجميع. من خلال تقديم غرف المساعدة الحسّية المخصّصة التي تعزّز الشمولية في الفعاليات الرياضية الكبرى، ومن خلال الاستفادة من خبرات المتخصصين في تصميم هذه المساحات المبتكرة، نضمن أن يحظى الأفراد والعائلات من ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة بفرصة عيش أجواء الفورمولا 1® بكامل تفاصيلها. هذه خطوة أولى في رحلة نحو مستقبل أكثر شمولاً، حيث يصبح الترفيه العالمي متاحًا للجميع، بما يعزّز المشاركة المجتمعية ويلهم الجيل القادم".
ومن جانبها، قالت فيجيتا باتيل، المدير التنفيذي للمدارس الخاصة وخدمات الاحتياجات التعليمية الخاصة في التعليم ما قبل الجامعي بمؤسسة قطر: " "تكمن قيمة الشراكات مثل هذه في منح طلابنا فرصة لاكتشاف قدراتهم في بيئات واقعية بعيدًا عن الروتين المدرسي. حيث نرى كيف يتعاملون مع مواقف جديدة، وكيف يبنون شجاعتهم خطوة بخطوة، سواء من خلال التواصل مع أشخاص جدد أو تجاوز التحديات الحسية في أماكن واسعة ومزدحمة مثل حلبة لوسيل الدولية".
وأضافت باتيل: "كانت اللحظات التي عشناها مع الطلاب خلال عطلة الأسبوع في حلبة لوسيل—من حماسهم وسعادتهم بلقاء لويس هاميلتون—تجربة مؤثرة تجسد الأثر العميق لهذه الزيارات في تعزيز الثقة وتنمية الشعور بالقدرة والقيمة الذاتية. لقد لاحظنا كيف شجعتهم هذه التجربة على التعبير عن أنفسهم بوضوح وثقة أكبر، وكيف يمكن لمثل هذه اللحظات أن تُحدث فرقًا كبيرًا في شعورهم بذاتهم وقدرتهم على التفاعل مع العالم من حولهم".
وحول أهمية توفير بيئات حسية مراعية داخل الفعاليات الكبرى، أوضحت باتيل قائلة: "إن تخصيص مساحات حسية داعمة للزوّار يعكس فهمًا عميقًا لاحتياجات الأفراد الذين يواجهون حساسية حسية، ويمنحهم شعورًا بأن المكان مُهيأ لراحتهم ورفاهيتهم. وعندما يدرك الزائر أن البيئة تستوعبه وتراعي احتياجاته، يصبح أكثر قدرة واستعدادًا للاستكشاف، والتعلّم، والاستمتاع بالتجربة والمشاركة فيها".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.