عبد الله غل يزور مصدر

قام فخامة الدكتور عبد الله غل، الرئيس الحادي عشر للجمهورية التركية بزيارة مصدر، مبادرة أبوظبي الاستراتيجية ومتعددة الأوجه للطاقة المتجددة، ومعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، أول جامعة بحثية مستقلة للدراسات العليا في الشرق الأوسط تركز على الأبحاث في مجال الطاقة النظيفة. وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس تركي إلى دولة الإمارات منذ 15 عاماً، والأولى للرئيس غل خلال فترة ولايته. وكانت زيارة الرئيس غل إلى مصدر مناسبةً لتسليط الضوء على الجهود التي تبذلها الشركة لتطوير ونشر وتطبيق حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
وبهذه المناسبة، قال فخامة الرئيس عبدالله غل: "تمتلك الجمهورية التركية علاقات وطيدة ومتميزة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وتستمر هذه العلاقات بالنمو والتطور بشكل متواصل من خلال الشراكات المتبادلة التي يتم عقدها منذ بداية تمثيلنا الدبلوماسي في الإمارات عام 1979".
وأضاف: "على مدى الأعوام الخمسة الأخيرة، تبوأت أبوظبي من خلال مصدر موقعاً محورياً في النقاش العالمي بشأن تطوير ونشر حلول الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة. وكرئيس لدولة تمتلك موارد هامة في مجال الطاقة المتجددة، لقد كان من الهام جداً أن أضم مدينة مصدر ومعهد مصدر إلى أجندة زيارتي، لاسيما في ضوء الخطوات الكبيرة التي حققاها خلال السنوات الأخيرة، وكان الإطلاع على إنجازات مصدر تجربة غنية ومفيدة".
وتعد زيارة الرئيس غل إلى مصدر إحدى محطات زيارته لدولة الإمارات التي تستغرق يومين. وقد شغل فخامته سابقاً منصب وزير خارجية تركيا خلال الفترة بين 14 مارس 2003 وحتى 28 أغسطس 2007، ورئيس مجلس الوزراء من 18 نوفمبر وحتى 14 مارس 2003.
وكانت تركيا قد أكدت التزامها بتعزيز اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة عبر الإعلان في عام 2011، عن هدفها بتوليد 30% من مجمل احتياجاتها للطاقة من خلال المصادر المتجددة بحلول عام 2023. وتملك تركيا موارد هامة من الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة المياه، والرياح، والطاقة الشمسية وهي تسعى إلى استغلالها على النحو الأمثل. وتشير أحدث الإحصائيات إلى أن تركيا تولد ما يزيد على 14500 ميغاواط من الطاقة المائية. كما عززت قدرة توليد طاقة الرياح لترتفع من 18 ميغاواط في عام 2003 إلى ما يزيد عن 1300 ميغاواط حالياً. وتسعى تركيا أيضاً إلى زيادة الاستطاعة الإجمالية من محطات توليد الطاقة الشمسية إلى 600 ميغاواط مع نهاية العام 2013 من خلال استثمارات القطاع الخاص.
وقال الدكتور سلطان أحمد الجابر، الرئيس التنفيذي لـ مصدر: "نرحب بزيارة الرئيس عبدالله غل التي تأتي في إطار سياسة مد جسور التعاون التي أرستها قيادتنا الرشيدة مع المجتمع الدولي. وتعكس زيارة فخامته إلى مصدر حرص تركيا واهتمامها بقطاع الطاقة المتجددة، ونحن نتطلع إلى استكشاف آفاق التعاون المشترك في هذا القطاع. وبما أن تركيا من البلدان التي تركز على تنويع مصادر الطاقة التي تعتمد عليها، فإننا نلمس مجالات كبيرة للتعاون والحوار المشترك حول سبل تطوير ونشر وتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة".
وجال الرئيس غل خلال زيارته في مدينة مصدر، المشروع الحضري الذي يهدف إلى الحد من انبعاثات الكربون وخفض النفايات، وحرم "معهد مصدر"، أول جامعة بحثية مستقلة في المنطقة تركز على الأبحاث في مجال الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة.
ويُعرف عن الرئيس غل دعمه القوي للتعليم العالي، الأمر الذي تؤكده مسيرته الحافلة، حيث درس فخامته الاقتصاد في جامعة اسطنبول وحصل على درجة الدكتوراه من الجامعة ذاتها عام 1983.
وخلال زيارته لمعهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، التقى الرئيس الضيف بطالبين تركيين هما، عبد الله كايا، طالب الماجستير باختصاص إدارة هندسة النظم؛ وسويدا سايلان، طالبة درجة الدكتوراة. كما اطلع على التزام أبوظبي الاستراتيجي طويل الأمد بدعم رأس المال البشري لتنمية قطاع الطاقة المستدامة.
وتمتلك دولة الإمارات وتركيا علاقات وطيدة تشمل روابط ثقافية واقتصادية عميقة. وقد افتتحت تركيا سفارتها في أبوظبي بتاريخ 16 أبريل 1979. كما أصحبت تركيا مؤخراً إحدى أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، حيث يبلغ حجم التجارة الثنائية حوالي 9 مليار دولار أمريكي وبزيادة بلغت 800% في السنوات السبع الأخيرة. وحرصاً منها على تعزيز روابط السياحة، أطلقت طيران الاتحاد رحلات مباشرة إلى اسطنبول 2009 بمعدل أربع رحلات أسبوعياً.
وفي عام 2010، تعهد البلدان بتعزيز العلاقات التجارية من خلال إقامة المشاريع المشتركة وعقد اجتماعات بين المسؤولين لتحديد جوانب التعاون الممكنة. وحصل رجال الأعمال الإماراتيين على مميزات مشجعة للاستثمار وذلك في إطار جهود الخصخصة التي تشهدها تركيا، كما يزيد عدد الشركات التركية التي تم تأسيسها في دولة الإمارات عن 400 شركة، أكثر من 75 منها تعمل في أبوظبي وجوارها.
وكان دولة رجب طيب أردوغان، رئيس الوزارء التركي قد ألقى في عام 2010 كلمة رئيسية خلال فعاليات الدورة الثالثة من "القمة العالمية لطاقة المستقبل" التي عقدت بأبوظبي، حيث سلط الضوء على التزام تركيا بتطوير حلول الطاقة المتجددة ودعم المبادرات العالمية لتبني الطاقة النظيفة حول العالم.
يذكر أن زيارة الوفد بدأت بالإطلاع على مجسم لمدينة مصدر، تلا ذلك استخدام نظام النقل الشخصي السريع، وعند وصوله إلى محطة حرم "معهد مصدر"، قام أعضاء الوفد بالتوقيع على سجل الزوار قبل أن يطلعوا على مرافق المعهد المتطورة.
خلفية عامة
مصدر
تعد "مصدر" مبادرة أبوظبي متعددة الأوجه لتطوير وتسويق وتطبيق تقنيات وحلول الطاقة المتجددة والبديلة، أسستها حكومة إمارة أبو ظبي في أبريل من سنة 2006. وتشكل الشركة صلة وصل بين الاقتصاد الحالي القائم على الوقود الأحفوري، واقتصاد طاقة المستقبل، حيث تعكف على تطوير الأثر الصديق للبيئة للطريقة التي سنعيش ونعمل وفقها في المستقبل.