عندما يتحقق التمكين عبر بوابة الإيمان، وتصبح الهوية منبع قوة الشباب المسلم

بيان صحفي
تاريخ النشر: 04 سبتمبر 2025 - 05:10 GMT

عندما يتحقق التمكين عبر بوابة الإيمان، وتصبح الهوية منبع قوة الشباب المسلم

في زمنٍ تتسارع فيه إيقاعات التكنولوجيا ويتسع فيه انتشار الفضاءات الرقمية، لم يعد تمكين الشباب المسلم مجرد توجه عابر، بل أصبح حركة قائمة بحد ذاتها. فبينما يواجه الشباب المسلم فجوات ثقافية متنامية مدفوعة بالنزعة الفردية والحداثة والاستهلاكية، يكافح الكثيرون منهم لتحقيق التوازن بين الهوية الإسلامية وتوقعات العصر الحديث، مثل ارتداء أزياء معينة، أو الاحتفال بمناسباتٍ دينية مع الأصدقاء، أو اتخاذ ثمة قراراتٍ تتعلق بحياتهم.
ورغم كل هذه التحديات، يتّخذ بعض الشباب المسلم في قطر من الإيمان ركيزة، ومن الهوية دعامة. وبينما تتّجه أنظار العالم إلى الدور القيادي الذي يلعبه الشباب، يبرز صوت هذا الجيل ليؤكد أن الممارسات الدينية ليست عائقًا أمام النجاح والتمكين، بل تُشكّل مصدرًا لهما.

في هذا الصدد، قالت ترتيل الأمين إمام، وهي طالبة مسلمة تتابع دراستها في برنامج بكالوريوس العلوم في هندسة الحاسوب بجامعة حمد بن خليفة، عضو في مؤسسة قطر: "أنا أعلم أن إيماني هو مصدر قوّتي وتمكيني. لم أبلغ هذه المرحلة بمعزل عن هويتي الدينية؛ بل إني بَلغتها من خلال قناعاتي الإيمانية المترسخة. هناك كلمة عربية تصف حالتي وهي "سند"،  وتعني مصدر القوة والسكينة والراحة. وإيماني هو ذلك السند؛ إنها اليد التي تنتشلني دائمًا مهما كان الطريق وعِرًا. فالتمكين والقوة، بالنسبة لي، يكمن في اليقين بأنه مهما ثقل العبء وطال الطريق، هناك دائمًا من يسندني".

بالنسبة لترتيل، فإن إيمانها يعد مصدر قوة، لا ضعف – إذْ تعتبره مرشدًا ينير لها دروب حياتها. وعن ذلك توضح: "لقد واجهت الكثير من الأشخاص الذين يخالفونني الرأي خلال رحلتي في مؤسسة قطر؛ فهم يسلكون طريقهم، وأنا أسلك دربي. وأحيانًا تتقاطع دروبنا، لكن ما يقولونه عندما يحدث ذلك، لا يمحي المسار الذي سلكته ولا يُحدد الطريق من أمامي. ولا ينبغي إغفال أن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم قوبِل بآراءٍ معارضة وسوء فهم، لكن نهجه لم يتغير على الإطلاق". 

وتُضيف: "عندما تُغيّم أفكار الأنا رؤيتي، ويشوّش الطموح الفارغ تفكيري، أعود إلى ما يُثبّتني. سمعتُ ذات مرة مقولةً لم تفارقني، وهي أننا "نعيش في دعاءٍ مُستجاب". نجاحي وتمكيني مُرتبطان بالدعاء الذي يحث عليه ديننا الإسلامي الحنيف. فعندما يغيب المصدر، يُفقد المعنى".

تُوصي ترتيل أقرانها وأولئك الذين يعتريهم الشك بشأن نظرة الآخرين إليهم بأن يبقوا متمسكّين بجوهر هويتهم، وألا ينكروا ذاتهم أو يحاولوا دائمًا إرضاء الآخرين. وهو ما عبرت عنه بقولها: "لقد بلغت هذه المرحلة من حياتك بهويتك لا بطمسها، فلا تجعلها تُستبدل لمجرد إعجابك بالآخرين. ستظل دائمًا مختلفًا لا محالة، فليكن اختلافك مصدر إلهام لغيرك وليس محاولة لاستنساخهم. وتذكّر أن ما خُلق لأجلك لن يفُوتك، وما فاتك لم يكن مقدرًا لك من البداية". 

بدورها، تُشارك تسامي كمال العبيد حسين، طالبة في كلية التمريض بجامعة قطر، وجهة النظر ذاتها، وهو ما عبّرت عنه بقولها: "بالنسبة لي، التمكين والإيمان لا يتعارضان أبدًا؛ بل يمنح كلٌّ منهما الآخر حياة. أنا لا أشعر بالقوة رغم أنني مسلمة، بل أشعر بالقوة لأنني مسلمة". 

"إيماني لا يقيّدني، بل يحرّرني ويحميني من التلاعب والشكوك ومن فقد هويتي وسط تناقضات الآخرين وتوقعاتهم. أعلم أن الكثيرين يتساءلون بشأن معتقدات غيرهم، خصوصًا في زمن يُقدَّس فيه العلم وتُستبعد فيه الروحانية".  

وأضافت: "الأمر ليس مجرد صلاة وأداء للفروض؛ بل مغزى ورسالة. حين أشعر بالاختلاف عن غيري، سواء كانوا مسلمين يتعاملون مع الدين كعادة اجتماعية، أو غير مسلمين يرونه إيمانًا أعمى، فإنني أبقى واقفة بثبات لأنني أعرف ما أحمله، وما أراه. وحتى إن لم أغيّر العالم بعد، يكفيني أنني واعية بحقيقته وبمكانتي فيه، فهذا وحده يمنحني القوة". 

حين سُئلت تسامي عن تحقيق أهدافها مع البقاء ملتزمة بقيمها الدينية، قالت: "بالنسبة لي، النجاح يعني أن أبقى منسجمة مع قيمي، مع رسالتي، ومع منظوري الإسلامي للحياة. النجاح هو أن أعيش بوعي كخليفة في الأرض حاملةً للأمانة، لا كترس آخر في آلة الإنتاج. أما التحصيل الدراسي فهو غاية أسعى من أجلها؛ لكنها لا تُحدد قيمتي ولا تسرد قصتي كاملة. فالنجاح الحقيقي هو حين تتحول معتقداتي إلى ممارسة عملية، وحين أستحضر أفكارًا جديدة بشأن تنمية شخصيتي". 

ولكن الرياح تجري أحيانًا بما لا تشتهي السفن، فماذا يحدث عندما تجري الرياح في اتجاهٍ معاكس؟ 
تقول تسامي: "الأمر ليس سهلاً، أنا شخصية تشعر بكل ما يدور حولها. يؤلمني الرفض أحيانًا عندما يُساء فهمي من قبل جماعة معارضة لأفكاري. هناك لحظات أتمنى فيها أن يُحتفى بي بدلًا من التشكيك بأمري. خاصةً كفتاة في التاسعة عشرة من عمرها، أحيانًا، كل ما أريده هو الشعور بالحب والترحيب والانتماء". 

وتستطرد تسامي قائلة: "مع ذلك، أحرص دومًا على تذكير نفسي بأن هذا الألم هو ما يدفعني لأسعى لتحقيق هدفٍ أسمى ومغزى أعمق. وإذا كان بقائي صادقةً تجاه نفسي وهويتي يعني أن يُساء فهمي، فلا ضير في ذلك. لكنني لا أتوقف عند هذا الحد، بل أحاول في كل فرصة تتاح لي مساعدة الآخرين على رؤية ما أراه، محاولةً فهمهم وإرشادهم بلطف للخروج من منطقة راحتهم. مُرادي من ذلك هو أني أريد إيقاظ الجميع – سواء كان ذلك مُفضيًا إلى إحداث اختلاف فوري، أو لا. وفي نهاية المطاف، أنا أقوم بدوري، وأزرع البذور، وأقول الحقيقة، وأترك الباقي على الله".

وفي ظل الحوارات العالمية حول تطلّعات الشباب، تُنظم مؤسسة قطر النسخة الأولى من مؤتمر "قيادة: تطلّعات وتنمية الشباب المسلم في قطر". يُعقد المؤتمر برعاية بنك قطر الدولي الإسلامي يومي 19 و20 سبتمبر، ويفتح أبوابه للطلاب من جميع الأديان، ممن تتراوح أعمارهم بين 17 و24 عامًا، وذلك للمشاركة في حوارتٍ وقضايا هامة، واستنباط حلول دينية لمواجهة مختلف التحديات. ولمزيد من المعلومات والاطلاع على كافة المستجدات وللتسجيل، يرجى زيارة https://www.qf.org.qa/ar/qiyada.

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن