قرارات المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي تدعم بناء القدرات البشرية وتنفيذ مشاريع الطاقة المتجددة

أشاد الدكتور سلطان أحمد الجابر الرئيس التنفيذي لـ مصدر ورئيس اللجنة التنفيذية لمجلس أمناء معهد مصدر بقرار المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي باعتماد ميزانية معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا مؤكداً أن هذه الخطوة تعكس الرؤية السديدة للقيادة الحكيمة بالتركيز على بناء القدرات البشرية وتمكين جيل جديد من علماء المستقبل المتخصصين في مجالات الطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة والتنمية المستدامة. وقال: "إن أبوظبي تشهد عملية تحول من الاقتصاد القائم على الموارد إلى الاقتصاد القائم على المعرفة. ويهدف معهد مصدر إلى تمكين قادة المستقبل في مجالات العلوم والتكنولوجيا، وهي مجالات ضرورية لدعم الخطة طويلة الأمد التي تنفذها الإمارة لتحقيق النمو الاقتصادي المستدام والتقدم الاجتماعي. كما نستهدف القطاعات الأساسية والجهات المعنية الهامة ذات الصلة المباشرة بالاستثمارات الكبرى في أبوظبي". 

وأضاف: "يركز معهد مصدر على ربط عملية التعلم بشقيها النظري والعملي مع العالم الذي سيدخله الطلاب بعد التخرج. ويتم إعداد الطلاب بشكل كامل لتمكينهم من ترجمة رؤاهم وأفكارهم على أرض الواقع، وتوفير القيمة للقطاعين العام والخاص". 

وكان لموافقة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي واعتماده ميزانية معهد مصدر، دوراً بارزاً في تسهيل مهمة المعهد نحو دعم تنمية الموارد البشرية. وتؤكد تلك الموافقة على حرص الإمارة على دعم الأبحاث العلمية وتعزيز عملية اكتساب المعرفة والمهارات اللازمة في مجالات تقنيات الطاقة المتجددة والتي تمثل النواة الأساسية لعملية البحث والتطوير في مدينة مصدر. 

كما أشاد الرئيس التنفيذي لـ مصدر باعتماد ميزانية مشروع شمس للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي، والموافقة على مشروع محطة صير بني ياس لطاقة الرياح. وأوضح أن هذه المشاريع تحقق مجموعة من الفوائد، منها إطالة أمد استثمار ثرواتنا الهيدروكربونية من خلال خلق مزيج متنوع من مصادر الطاقة، والمساهمة في نقل المعرفة والتكنولوجيا، فضلاً عن توفير الطاقة المتجددة والنظيفة لمواكبة النمو الاقتصادي والاجتماعي الذي تشهده دولة الإمارات العربية المتحدة في ظل قيادتنا الرشيدة. 

ويجري العمل على قدم وساق في تطوير محطة شمس 1 للطاقة الشمسية المركزة في المنطقة الغربية من إمارة أبوظبي بقدرة إنتاجية مستهدفة تبلغ 100 ميجاواط، ويتوقع أن تبدأ عملياتها التجارية خلال العام الحالي. وتعتبر شمس 1 واحدة من أضخم محطات الطاقة الشمسية المركزة في العالم والأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتعود ملكيتها إلى شركة شمس للطاقة التي تتولى تطوير وتشغيل المحطة، والتي تم تأسيسها خصيصاً لهذه الغاية كمشروع مشترك بين مصدر 60%، وتوتال 20%، وأبينجوا سولار 20%. وستسهم المحطة في تأمين الطاقة المتجددة والنظيفة للمنطقة الغربية من إمارة أبوظبي بما يساعد في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة. 

وتعمل محطة الألواح الكهروضوئية في مدينة مصدر التي تصل طاقتها إلى 10 ميجاواط منذ نحو ثلاث سنوات وهي مرتبطة بشبكة الكهرباء في إمارة أبوظبي حيث توفر كافة الاحتياجات الحالية لمعهد مصدر ومدينة مصدر ويتم تحويل الفائض إلى الشبكة الرئيسية. وساهمت المحطة في تفادي انبعاث ما يزيد على 23,8 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي. 

كما تتعاون مصدر مع شركة التطوير والاستثمار السياحي في أبوظبي بغرض بناء محطة لطاقة الرياح في جزيرة صير بني ياس، المحمية الطبيعية التي أسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. وستسهم هذه المحطة في تأمين إمدادات الطاقة المتجددة والنظيفة لمواكبة مشاريع التنمية المستدامة في الجزيرة.    

وأكد الدكتور سلطان أحمد الجابر أن دعم المجلس التنفيذي لمشاريع الطاقة المتجددة يعكس الرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة، حيث تشكل الطاقة الدافع الأساسي لكافة أوجه التنمية الاقتصادية والاجتماعية.  

وكان معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، المؤسسة الأكاديمية البحثية للدراسات العليا التي تركز على تقنيات الطاقة المتقدمة والتنمية المستدامة، قد شرع بتنفيذ تدابير وإجراءات هامة لدعم تنمية الموارد البشرية نحو بناء اقتصاد قائم على المعرفة في دولة الإمارات العربية المتحدة. 

وتتضمن بعض التدابير المتميزة التي ينفذها معهد مصدر أبحاث الدراسات العليا من خلال التعاون مع مؤسسات متخصصة في مختلف مجالات التكنولوجيا النظيفة، وبرامج توعية لإعداد الطلاب والموظفين الشباب ليكونوا قادة الغد، وبرامج خاصة من خلال شراكات بين المؤسسات تعمل على رفع الوعي حول الحاجة إلى تعزيز الابتكار لبناء وتطوير اقتصاد قادر على المنافسة عالمياً. 

وتتمثل القوة الدافعة وراء الأبحاث التي يجريها معهد مصدر في أهميتها الاستراتيجية والفوائد التي تقدمها لحكومة أبوظبي وقطاعات الطاقة المتجددة. وفي إطار مساعيه المستمرة، قام معهد مصدر بتشكيل مجموعة عمل مع مختلف وحدات الأعمال في مبادلة، الذراع الاستثمارية لحكومة أبوظبي، ومصدر، المبادرة الخاصة بالطاقة المتجددة، وذلك للمواءمة بين أهداف الأبحاث في المؤسستين. كما تم عقد مناقشات مع اتصالات، وشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، والقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وغيرها من الهيئات الحكومية والشركات الخاصة بهدف تعزيز التوافق بين البرامج الأكاديمية والأبحاث التي يجريها معهد مصدر ومتطلبات واحتياجات هذه المؤسسات. وقد تم بالفعل توقيع اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (إيرينا) التي تتخذ من أبوظبي مقراً رئيسياً لها، يمنح معهد مصدر بموجبها ما يصل الى 20 منحة دراسية. 

وقد أبرم معهد مصدر مؤخراً اتفاقية مع تويوتا موتور كوربوريشن، شركة صناعة السيارات الرائدة عالمياً، لإطلاق برنامج معهد مصدر – تويوتا للمنح الدراسية، وذلك لإجراء الأبحاث في مجال تطوير تقنيات المركبات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة. كما تم توقيع اتفاقية تعاون في مجال الأبحاث مع مصنع مصدر للألواح الكهرضوئية، الشركة الرائدة لتصنيع الألواح الكهرضوئية التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها. كما وقعت اتفاقية مع شركة سيمنز لأنظمة الطاقة لإجراء أبحاث حول تكنولوجيا الطاقة الشمسية لتعزيز استخدام الألواح الكهروضوئية في منطقة الشرق الأوسط. 

بالإضافة إلى ذلك، يشارك معهد مصدر مع مؤسسات مثل شركة الإمارات للألومنيوم (إيمال)، وشركة أبوظبي للعمليات البترولية البرية (أدكو)، وشركات الأخرى، عبر آليات متعددة. كما تتواصل الأعمال البحثية في مشروع الطاقة الحيوية المستدامة للبحوث(SBRP) مع شركات عالمية مثل بوينغ وهانيويل يو أو بي. 

ويركز معهد مصدر على بعض القطاعات الاستراتيجية التي تقوم بدور محوري في عملية التنويع الاقتصادي في أبوظبي. وتشمل هذه القطاعات الطاقة، والبتروكيماويات، والمعادن، وصناعة الطيران، والدفاع، والتقنيات الحيوية، والاتصالات. بالإضافة إلى الطاقة المتجددة، والتنقل النظيف، والمدن المستدامة، وصناعة أشباه الموصلات. 

ويعمل معهد مصدر على تطوير قدرات أساسية في بعض المجالات، بما في ذلك المواد المتطورة، وعلوم السوائل الحرارية، وتقنيات المياه والبيئة، ونظم الطاقة، وعلوم الحوسبة والمعلومات، ونماذج السياسة والاقتصاد، والنظم الهندسية، والنظم الدقيقة، والعمليات الكيميائية. 

وفي تأكيد على التزاماته، يستضيف معهد مصدر منتدى حول بناء جسور اقتصاد المعرفة بالتعاون مع جامعة خليفة، وجامعة زايد، وجامعة الإمارات العربية المتحدة، والجامعة الأميركية في الشارقة، لمناقشة سبل تحفيز الاستثمار في عمليات البحث والتطوير، وبناء قدرات البحث والابتكار وتنمية قطاع ريادة الأعمال وروح المبادرة. ويجري تنظيم الحدث بإشراف مجلس القيادات الجامعية للجمع بين الجامعات البحثية والهيئات الحكومية وشركات القطاع الخاص، وتحديد فرص الاستثمار المحتملة من خلال التعاون والشراكة طويلة الأمد. 

ويعد مجلس القيادات الجامعية بمثابة منصة لإشراك القيادات الأكاديمية الحكومية والاقتصادية، والحصول على دعمهم لتنمية الكوادر البشرية ودعم قدرات الأبحاث والابتكار. 

وانطلاقاً من الحاجة لتطوير القدرات المحلية، يقوم معهد مصدر بتنفيذ برنامج مؤسسة الإمارات الوطني، الذي التحق به 55 طالباً إماراتياً للسنة الدراسية 2011/2012. هذا بالإضافة إلى 71 طالباً من أبناء الإمارات مسجلين في برامج الدراسات العليا الثمانية. كما يشارك طلاب المؤسسة الذي أظهروا أداءً أكاديمياً متميزاً في دورة تدريب عملي لمدة أسبوعين في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، حيث سيتعرفون على مختلف مجالات الطاقة المستدامة من خلال تدريبات عملية مكثفة. 

وتتمثل مهمة معهد مصدر في تزويد الطلاب بالمهارات والمعارف والخبرات اللازمة لنجاح مسيرتهم المهنية في وظائف عملية أو أكاديمية ضمن المجالات التي يختارونها. 

يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساشوستس للتكنولوجيا، يجمع بين الجوانب النظرية والتطبيقية لرعاية ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، ويهدف إلى تطوير قادة المستقبل. ويلتزم المعهد عبر كادره التدريسي من ذوي السوية الاختصاصية العالية وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة وتغير المناخ.