خبراء: قطر الدولة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد كلياً على الغاز

استضاف مركز الدراسات الدولية والإقليمية بجامعة جورجتاون قطر مؤخراً السيد عمران الكواري، الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة غرين غلف، في محاضرة حوارية متخصصة حول الطاقة المتجددة بعنوان مفارقة الطاقة المتجددة في دولة قطر. 

وجمعت المحاضرة ما يزيد على 40 طالباً وشخصية من المجتمع القطري للاستماع إلى ما لدى الكواري من رؤى وأفكار قيمة حول تنويع مصادر الطاقة. ويعتبر الكواري من المتحدثين البارزين في هذا المجال حيث يعمل على رأس شركة "غرين غلف" المتخصصة في استشارات التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة مع التركيز على تطوير وإدارة الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا. 

وكشف الكواري في المحاضرة عن رؤيته الخاصة لمفهوم الطاقة المتجددة، وقال: "الطاقة المتجددة تعني بالنسبة لي كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة والتقنيات النظيفة معاً ضمن فئة واحدة. وفي هذا الصدد، من المهم أن ننظر إلى قطر في سياق منطقة الخليج ككل". 

وأوضح الكواري أن قطر تعد دولة فريدة للغاية في منطقة الخليج، بل في العالم أجمع، لكونها "البلد الوحيد في العالم الذي يمكن القول أن لديها ما يكفي من الغاز والطاقة لتلبية احتياجاتها والتصدير إلى البلدان الأخرى في المستقبل المنظور"، مضيفاً أن قطر في وضع قوي نظراً للأهمية المتزايد التي يحظى بها الغاز الطبيعي كخيار مقبول لتوليد الطاقة. 

وتابع قائلاً: "لقد كانت قطر قادرة على الاستفادة من "حقل الشمال للغاز" بشكل إيجابي للغاية، والآن قطر في وضع فريد حيث أن الحقل يحتوي على ما يكفي من الغاز لتلبية احتياجات الدولة، وكذلك التصدير. وقطر هي الدولة الوحيدة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتمد على الغاز بالكامل لتوليد الطاقة. وهذا يعني أنها تستخدم وقوداً نظيفاً وبإمكانها تصدير النفط الذي تنتجه لبلدان أخرى". 

ويعتبر الخليج من المناطق التي تشهد ارتفاعاً مستمراً في الطلب على الطاقة نظراً لنموها السكاني وتزايد احتياجات القطاع الصناعي. وفي هذا الإطار، يرى الكواري أنه بالنسبة لدول منطقة الخليج، أصبحت الطاقة المتجددة تمثل اليوم مسألة ذات أهمية اقتصادية. فمن خلال الاستثمار في الطاقات المتجددة، مثل الطاقة الشمسية، أضحى بإمكان دول المنطقة أن تختار بين أن تقوم بتصدير أو تخزين المزيد من النفط أو الغاز. 

وأضاف الكواري: "إن الطاقة الشمسية متوفرة بغزارة في المنطقة. وهي حل ملائم جداً لاحتياجاتنا ولمنطقتنا، ولدولة قطر على وجه الخصوص، ومن السهل تطبيقه والاستفادة منه". والمفارقة، حسب قول الكواري، هي أنه لماذا بعض دول المنطقة لم تحاول الاستفادة الكاملة من هذه الموارد الطبيعية الوفيرة، خاصة وأن تكاليف التكنولوجيا المتجددة انخفضت عما كانت عليه سابقاً، بالتزامن مع التنامي المستمر في الطلب على الطاقة. 

وخلال المحاضرة، توجه الطالب طلال النعمة (دفعة 2015) بسؤال حول دور الانطباع العام في المجتمع حيال مصادر الطاقة المتجددة، قائلاً "هل تبذلون في شركة غرين غلف أي جهود لرفع مستوى الوعي من خلال تعليم وتثقيف الطلبة"؟ 

وأجاب الكواري بالقول: "لدي اعتقاد قوي بأنه علينا أن نبدأ من الطلبة. نحن نريد أن نغرس الأفكار من خلال التكنولوجيا ... وعلى سبيل المثال، نرغب في إنشاء تطبيق يوضح مدى توسع الطاقة المتجددة على مدار اليوم. نحن نريد أن تساهم المشاريع القادمة في العام المقبل في زيادة الوعي". 

وقد بدا الحاضرون متفقون على أن احتياجات الطاقة تتزايد في جميع أنحاء المنطقة وأن هذا الطلب سيؤثر على حياة معظم شباب اليوم. ويعتقد الكواري أن التغير المنشود في مفهوم وطريقة استخدام الطاقة المتجددة، سيبدأ من الجيل المقبل".