كتاب جديد لمركز الدراسات الدولية والاقليمية يوضح تأثير الربيع العربي على دول شمال إفريقيا: جامعة جورجتاون في قطر

بعد سبع سنوات من اندلاع ثورة تونس التي امتدت الى جميع الانحاء في العالم العربي، ما مدى عمق تأثير الربيع العربي على بلدان المغرب العربي؟ وما مدى انتشار تأثيرها واتساعه على المبادئ والمعتقدات والفنون، وقبل كل شيء، على القوة والسلطة في هذه البلدان؟ هذا هو موضوع بحث جديد أجراه مركز الدراسات الدولية والاقليمية التابع لجامعة جورجتاون في قطر، ونُشر بالاشتراك مع مطابع جامعة أكسفورد وهيرست في عام 2018.
الكتاب الذي يحمل عنوان "التيارات الاجتماعية في شمال إفريقيا: الثقافة والسلطة في اعقاب الربيع العربي"، هو ثمرة جهد فريق من الباحثين يغطي مجموعة واسعة من القضايا، من الآثار السياسية للصوفية والسلفية في المنطقة المغاربية، إلى الحفاظ على الإرث الثقافي والسياحة التراثية اليهودية، والجدل الثائر حول التطبيع في المغرب وتونس. وتتعقب الدراسة عدة تغيرات طفيفة ولكنها دائمة النمو في بلدان شمال أفريقيا في مختلف المجالات، مع التركيز بشكل خاص على الظواهر الاجتماعية التي تتكشف في المنطقة المغاربية في الوقت الحاضر.
يقدم هذا الكتاب تحليلا متعدد التخصصات، ويمنح رؤى تتسم بالعمق لسلطات وحكومات ما بعد الربيع العربي والاتجاهات الاجتماعية والسياسية السائدة اليوم في دول شمال أفريقيا. قام بتحرير الكتاب دكتور أسامة أبي مرشد، أستاذ التاريخ في جامعة جورجتاون، وقد تناول الكتاب اقاليم المغرب العربي كمنطقة مترابطة للدراسة ذات أسس تاريخية وثقافية واجتماعية اقتصادية مشتركة، الأمر الذي يسمح بفهم أكبر للتطورات المحلية في كل بلد على حدة، فضلا عن امكانية عرض وجهات النظر المقارنة.
عن إعداد هذا الكتاب يقول الأستاذ أبي مرشد، المدير السابق لمركز الدراسات العربية المعاصرة، في كلية الشؤون الدولية بجامعة جورجتاون في واشنطن العاصمة: "لقد شارك علماء مشهورون من تخصصات العلوم السياسية والتاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، وحتى الدراسات الإعلامية، شاركوا بعمق وبأسلوب علمي نقدي في أحدث مؤلفات العلوم الانسانية و الاجتماعية في المنطقة المغاربية، والنتائج التي توصلوا إليها على المستوى الفردي، في مجملها، تؤكد النتائج أن الوضوح العلمي للصورة في شمال إفريقيا لا يظهر بالكامل في ظل انقسامات سياسية ثابتة وتكرار زمني للادوار، أو من خلال التركيز على الدولة ومحور الصفوة بها وحده".
بعد أن انقشع الغبار عن الانتفاضات العربية، تلاشى التفاؤل وتحول إلى سخرية مع استمرار الصراعات المستمرة في العديد من أنحاء العالم العربي. وهذا الكتاب يشرح لماذا كان التحول المستمر في بلدان المغرب العربي مختلفًا عن غيرها.
خلفية عامة
جامعة جورجتاون قطر
تأسست جامعة جورجتاون في العام 1789 في واشنطن العاصمة، وهي واحدة من المؤسسات الأكاديمية والبحثية الرائدة في العالم. وفي العام 2005 أبرمت الجامعة شراكة مع مؤسسة قطر تأسست بموجبها جامعة جورجتاون قطر التي تسعى منذ تدشينها إلى التأسيس على السمعة العالمية التي اكتسبتها الجامعة عبر التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. واستلهامًا لرسالة الجامعة المتمثلة في تعزيز الفهم الفكري والأخلاقي والروحي، تهدف جامعة جورجتاون قطر إلى الارتقاء بالمعرفة وتوفير تجربة تعليمية شاملة يعود نفعها على الطلاب والمجتمع بما يسهم في بناء أفراد يتمتعون بحس المواطنة العالمية ويلتزمون بخدمة البشرية.
تتخذ جامعة جورجتاون قطر من المدينة التعليمية في العاصمة القطرية الدوحة مقرًا لها، وتقدم برنامج بكالوريوس العلوم في الشؤون الدولية، وهو نفس البرنامج الأكاديمي المرموق والمعترف به دوليًا الذي تقدمه الجامعة في حرمها الرئيسي بواشنطن العاصمة. ويهدف هذا البرنامج الفريد متعدد التخصصات إلى إعداد الطلاب لمعالجة أهم القضايا العالمية وأكثرها إلحاحًا من خلال مساعدتهم في اكتساب مهارات التفكير الناقد والتحليل والاتصال وصقل هذه المهارات في إطار سياق دولي. ويحظى خريجو جامعة جورجتاون قطر بفرص شغل مناصب وظيفية في منظمات محلية ودولية رائدة تنشط في قطاعات متنوعة مثل التمويل والطاقة والتعليم والإعلام. كما يوفر حرم الجامعة في دولة قطر مقرًا لتقديم برنامجين آخرين للدراسات العليا: الماجستير التنفيذي في إدارة حالات الطوارئ والكوارث، والماجستير التنفيذي في القيادة.