كريستيز تنظم مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة وفق نسق جديد يتفق مع مكانته وريادته بالمنطقة

تنظم دار كريستيز، دار المزادات العلنية العالمية العريقة التي تعود بداية مزاداتها المُنتظمة بمنطقة الشرق الأوسط إلى عام 2006، أول مزاد لها وفق النَّسق الجديد بدبي في شهر أكتوبر القادم حيث يشمل المزاد في جزئه الأول أعمالاً منتقاة لكلّ من سهراب سيبهري، وفرهد موشيري، ولؤي كيالي، وبول غيراغوسيان، ومحمود سعيد، وحسين زندرودي، بينما يشمل في جزئه الثاني  أعمال هؤلاء وآخرين بقيمة تقديرية تبدأ من 2,000 دولار أمريكي. وفي المُجمل، يتضمَّن الجزء الأول المقرّر يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 46 قطعة، فيما يتضمن الجزء الثاني المقرّر يوم الأربعاء 26 أكتوبر 155 قطعة، ومن المتوقع أن يتراوح ريع الجزأين من المزاد ما بين 6.5 و 9 مليون دولار أمريكي. وأعرب كبار التنفيذيين في كريستيز عن قناعتهم بأن المزاد في جزئه الثاني سيشجع جيلاً جديداً من المقتنين على البدء بجمع مقتنياتهم الخاصة من الأعمال الفنية، في مؤشر آخر على المكانة الراسخة للمنطقة كوجهة منافسة لاستضافة مزادات الأعمال الفنية، والاهتمام الكبير الذي تلقاه أعمال الفنانين من منطقة الشرق الأوسط وتركيا بين أوساط المقتنين المخضرمين حول العالم.

وقالت هلا خياط، أخصائية الفنون الشرق أوسطية والإيرانية المعاصرة والمشرفة على المزاد: "يمثل المزاد المقبل علامة فارقة في مسيرة مزادات كريستيز بالمنطقة وذلك من حيث نوعية وقيمة الأعمال المعروضة. لن يلمس المقتنون الذين دأبوا على المشاركة في مزاداتنا المنعقدة بدبي أي فرق على صعيد جودة الأعمال المشاركة، بيدَ أنهم سيلحظون فرقاً لافتاً من حيث تنوّعها. وسيجد الذين يشاركون في مزادنا للمرة الأولى فرصة ربما لم تكن سانحة من قبل لاقتناء أعمال فنية قيّمة من فئات مختلفة ومتفاوتة. ويأتي قرار كريستيز بتطبيق النّسق الجديد للمزاد وتقسيميه إلى شطرين تتويجاً لمسيرة مزاداتنا بدبي التي تستقطب أعداداً متزايدة من المقتنين، المخضرمين والجُدد، من أنحاء الشرق الأوسط ومن حول العالم عامة".

من جانبه، قال راج سيجال، المدير التنفيذي للخدمات المصرفية الخاصة لمنطقة الشرق الأوسط وشبه القارة الهندية لدى المؤسسة المصرفية العالمية كريديه سويس التي دأبت على رعاية مزادات كريستيز بدبي: "ترتكز شراكتنا الممتدة مع كريستيز إلى قناعتنا المشتركة بالدور المؤثر للفن في حياتنا المعاصرة. ويسرّنا أن ندعم مزادات كريستيز الرامية إلى إبراز الأعمال الفنية الاستثنائية، الكلاسيكية والحديثة والمعاصرة، من حول العالم، مثلما يسرّنا أن تكون كريديه سويس أحد أهم رعاة الفن والثقافة المرموقين حول العالم.  ومن خلال شراكتنا مع كريستيز نأمل أن نسهم في الجهود الرامية إلى توثيق التفاعل والتواصل بين الحركة الفنية والإبداعية من جهة والاقتصادية من جهة ثانية".

الجزء الأول – الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 عند الساعة 7:00 مساء – 46 قطعة

من يشاهد عن بُعد اللوحة المعنونة Fame للفنان الإيراني العالمي فرهد موشيري (وُلد 1963 في شيراز بإيران) يظن للوهلة الأولى أن موشيرى أراد إبراز الكلمة Fame [شهرة] على خلفية متقزِّحة الألوان تتألف من لآلئ بلاستيكية منمنمة، مستعيناً بخط يقترن في الأذهان بعناوين أفلام ثمانينيات القرن العشرين. ولكن نظرة متمعِّنة تكشف عن مكنون آخر، إذ كُتبت الكلمة بسكاكين خشبية المقابض دُكَّت شفراتها في اللوحة. وتمثل اللوحة مثالاً آخر على المقاربة اللافتة، وربما الصادمة، التي اعتاد عليها متابعو أعمال موشيري الذي يتعمّد الالتفاف بعبقرية عفوية على الأشياء في محيط حياتنا اليومية. وتحمل لوحة Fame أكبر قيمة تقديرية أولية في مزاد كريستيز بجزئه الأول حيث تتراوح قيمتها التقديرية بين 500,000-300,000 دولار أمريكي/1,100,000-1,800,000 درهم إماراتي (القطعة 30). ومن الأعمال البارزة التي من المتوقع أن تستقطب كبار المقتنين لوحتا بورتريه رائعتان لرائد الحركة التشكيلية المصرية محمود سعيد (1964-1897)، أولاهما لوحة «فتاة صغيرة من أسيوط» Petite fille d’Assiout التي رسمها عام 1945 (انظر اللوحة أعلاه) والتي تظهر خادمة صغيرة من مدينة أسيوط بصعيد مصر، ويُشاهد في خلفية اللوحة مركبان شراعيان، أو فلوكتان، تبحران في النيل. ويقول النقاد إن أبرز ما يميز هذه اللوحة قدرة محمود سعيد الفذة على إبراز جمال الفتاة دون التقيّد بالمعايير التقليدية المتّبعة في حينه، خلافاً لأعمال البورتريه الأخرى التي اشتهر بها سعيد. وتبلغ القيمة التقديرية الأولية للوحة 300,000-250,000 دولار أمريكي/1,100,000-910,000 درهم إماراتي. وأما لوحة البورتريه الثانية لمحمود سعيد المشاركة بالمزاد المقبل فهي لوحة «الحاج علي» Hag Ali التي رسمها عام 1924، بقيمة تقديرية أولية مماثلة للوحة الأولى، وهي من الأعمال التي استحوذت على اهتمام النقاد والمؤلفين والمتابعين لمسيرته الإبداعية، حيث زيَّنت العديد من الكتب التوثيقية التي نُشرت عنه.

وتشارك أيضاً في مزاد كريستيز لوحة العائلة La famille التي رسمها الفنان اللبناني بول غيراغوسيان (1993-1926) في الفترة من منتصف إلى أواخر ثمانينيات/بداية تسعينيات القرن العشرين، ويصفها خبراء الأعمال الفنية العربية في دار كريستيز بأنها أهم لوحة لغيراغوسيان تُباع في مزاد فني علني حتى اليوم. وتهيمن على اللوحة أجسام طوال، كما هو معتاد في أعمال غيراغوسيان، تفصل بينها في المساحة الضيقة المكتظة خطوط نحيفة. وتحيط الأجسام الطوال بشخصيتين رئيسيتين استحوذتا على خيال غيراغوسيان في الكثير من أعماله وهما الأم وطفلها. ومما نُقل عن غيراغوسيان قوله عن الحرب الأهلية اللبنانية وتأثيرها في أعماله: "...أرسم وأرسم بغزارة، وحربي هي لوحتي ، وثأري ألواني، وثأري الأكبر هو الحب والجمال، والطبيعة حتى في أحلك الأيام". (القطعة 1، القيمة التقديرية الأولية: 180,000-120,000 دولار أمريكي/650,000-440,000 درهم إماراتي).

ومن الأعمال المهمة لفاتح المدرس (1999-1922)، أحد روّاد المدرسة التشكيلية السورية والعربية، المشاركة بالمزاد القادم لوحة «النور الأحمر وناره» التي تظهر بدرجات اللون الأحمر القاتم وجوهاً متراصة، أحدها فوق الآخر، مع طمس هويتها كتعبير عن هويتها المسلوبة (القطعة 9، القيمة التقديرية الأولية: 240,000-180,000 دولار أمريكي/870,000-660,000 درهم إماراتي).

ومن الأعمال اللافتة في المزاد القادم لوحة «غير معنونة» (سلسلة الأعمال المجرّدة) للفنان الإيراني سهراب سيبهري (1990-1928)، وتستمد هذه اللوحة المجردة ندرتها من حقيقة أنها واحدة من بين 10 أو 12 لوحة ضمن السلسلة نفسها، معظمها في متاحف ومؤسسات عامّة. وتبلغ القيمة التقديرية الأولية لهذه اللوحة (القطعة 11) 250,000-200,000 دولار أمريكي/910,000-730,000 درهم إماراتي، وهي تظهر خلفية قاتمة اللون تتخللها خطوط وأشكال هندسية ملونة. ويقول النقاد إن الزوايا والخطوط المتلاصقة المتلاحمة قد استحوذت على خيال سهراب سيبهري، الأمر الذي يظهر جلياً في سلسلة أعماله المعنونة «جذع الشجرة»، ومن أهم الأعمال المندرجة ضمن تلك السلسلة لوحة «غير معنونة» (سلسلة جذع الشجرة) (القطعة 12)، حيث يبرز سيبهري جذع الشجرة بتفاصيله الدقيقة رغم العتمة المحيطة (القيمة التقديرية الأولية: 300,000-250,000 دولار أمريكي/1,100,000-910,000 درهم إماراتي).

ويتضمن مزاد كريستيز القادم في قسمه الأول قسماً خاصاً بالأعمال التركية يشمل أعمال رسامين معاصرين، من أبرزها لوحة «تفاحة» للرسامة والنحاتة أزادي كوكر (وُلدت 1949) التي تظهر تفاحة حمراء مع خلفية سوداء منقوشة بوجوه منمنمة (القطعة 23) وتبلغ القيمة التقديرية الأولية: 90,000-70,000 دولار أمريكي/330,000-257,000 درهم إماراتي).

ومن الأعمال الرقمية والفوتوغرافية في مزاد كريستيز لوحة The Feast [الوليمة] للفنان التركي آنسن (وُلد 1978)، المستلهمة من نظرية النشوء والارتقاء عند شارلز داروين التي نشرها في كتابه أصل الأنواع في عام 1872. إذ يُظهر هذا العمل الذي يجمع ويمزج بين الرسم والنحت والتصوير مجموعة من الغوريلات تتناول وليمة من لحم البشر. ويصف آنسن عمله هذا بالقول: "ابتدعت هذه القصة الخرافية البصرية كتعبير عن القوة المطلقة". (القطعة 27 – القيمة التقديرية الأولية: 70,000-50,000 دولار أمريكي/250,000-190,000 درهم إماراتي). 

ومن الأعمال المجسَّمة المعاصرة المشاركة في المزاد جدارية The Machinery للفنان المغربي منير فاطمي (وُلد 1970) الذي شارك في الدورة الرابعة والخمسين من بينالي البندقية 2011 والذي عُرف عنه المزج بين وسائل إبداعية تجريبية في أعماله، منها التصوير والنحت والفيديو والجرافيك وغيرها. وتتألف الجدراية من 30 شفرة فولاذية دائرية ملَّونة باليد، بأحجام متفاوتة، في حين تغطيها طبقة ثانية من الخطوط العربية الجميلة. (القطعة 29: القيمة التقديرية الأولية: 120,000-80,000 دولار أمريكي/400,000-300,000 درهم إماراتي).

 كما تشارك بالمزاد منحوتة فيل جميلة للفنان اللبناني نديم كرم (وُلد 1957) مصنَّعة من عرق اللؤلؤ (القطعة 41: القيمة التقديرية الأولية: 60,000-40,000 دولار أمريكي/200,000-150,000 درهم إماراتي). 

الجزء الثاني – الأربعاء 26 أكتوبر 2011 عند الساعة 7:00 مساء – 155 قطعة 

مؤسسة «صدى» - القطع 170-165

بعد أن عهد المشروع الفني الطليعي حافة الجزيرة العربية Edge of Arabia، الذي حطَّ الرِّحال في عدد من عواصم العالم، إلى دار كريستيز بيع ستة أعمال سعودية منتقاة في مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة الذي أقيم في 19 أبريل/نيسان 2011  بدبي وذهب ريعها لدعم البرنامج التعليمي المنبثق عن المشروع وتنظيم ورش عمل فنية بمدارس المملكة العربية السعودية وجامعاتها في إطار المشروع نفسه، يشهد مزاد كريستيز القادم مبادرة مماثلة، حيث تبرَّع فنانون عراقيون معاصرون بستة أعمال لمؤسسة «صدى» المعنية بالإشراف على البرامج التعليمية للفنانين العراقيين اليافعين. ومن المتوقع أن يبلغ ريع تلك الأعمال أكثر من 70,000 دولار أمريكي. ومن أبرز أعمال المجموعة لوحة «غير معنونة» للفنان التشكيلي العراقي أحمد السوداني أنجزها خصيصاً للمزاد تظهر رأس إنسان غريباً مشوهاً في إشارة إلى فظائع الحرب وتأثيرها في البشرية (القيمة التقديرية الأولية: 25,000-15,000 دولار أمريكي/91,000-55,000 درهم إماراتي). يُذكر أن السوداني وُلد بالعاصمة العراقية في عام 1975 غير أنه أضطر إلى الفرار من وطنه في عام 1995 خوفاً من الانتقام بعد أن شوَّه جدارية لصدام حسين، حيث انتقل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لاجئاً سياسياً، حيث يعيش الآن في نيويورك.

وضمن المجموعة نفسها لوحة فوتوغرافية للفنان العراقي وفاء بلال (وُلد 1966) بعنوان …and counting 2010 – 40 x 60 بوصة تظهر ظهر الفنان يحمل وشماً على شكل خريطة العراق مغطاة بنقط، تمثل كل نقطة عراقياً أو أمريكياً ممّن سقطوا في الحرب، وبالقرب من مكان سقوط كلّ منهم (القيمة التقديرية الأولية: 8,000-6,000 دولار أمريكي/29,000-22,000 درهم إماراتي). 

كما قدَّمت الفنانة العراقية جنان العاني (وُلدت 1966) عملها الذي فاز بجائزة أبراج كابيتال للفنون 2011  وعُرض ضمن بينالي البندقية للمشاركة في مزاد كريستيز القادم، وتبلغ قيمته التقديرية الأولية: 25,000-20,000 دولار أمريكي/91,000-73,000 درهم إماراتي). 

 فنانون إماراتيون

يشمل مزاد كريستيز القادم ثلاثة أعمال لفنانين إماراتيين معاصرين ممّن تشارك أعمالهم للمرة الأولى في مزادات دولية، حيث يشمل المزاد عملين فوتوغرافيين للطيفة بنت مكتوم ولمياء قرقاش، وعملاً رقمياً لسعيد خليفة. يُذكر أن فنانين إماراتيين شاركوا هذا العام للمرة الثانية في بينالي البندقية. (القيمة التقديرية الأولية تبدأ من 3,000 دولار أمريكي). 

أعمال على ورق   

تشارك الأعمال الفنية على ورق في مزاد كريستيز القادم وذلك للمرة الأولى بدبي بعد أن شكلت جانباً مهماً ومنتظماً في مزادات الأعمال الفنية التي تنظمها كريستيز حول العالم، حيث يضم المقتنون أعمالاً لفنانين مرموقين بأسعار أقل بكثير من اللوحات الزيتية وغيرها. ومن أبرز الأعمال المصنفة ضمن هذه الفئة والمشاركة في مزاد كريستيز القادم لوحة ثلاثية باللونين الأبيض والأسود للفنان اللبناني بول غيراغوسيان (القطعة 182، القيمة التقديرية الأولية: 20,000-15,000 دولار أمريكي/73,000-55,000 درهم إماراتي) بالإضافة إلى لوحة ملونة للطبيعة لفاتح المدرس (القطعة 183، القيمة التقديرية الأولية: 7,000-5,000 دولار أمريكي/25,000-19,000 درهم إماراتي). 

ويتجلى تنوّع مزاد كريستيز للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة، في جزئه الثاني، في الطبيعة المتباينة للأعمال المشاركة. ومن أمثلة ذلك عمل غير معنون للفنانة الفلسطينية البريطانية منى حاطوم (وُلدت 1952)، حيث تجسِّد بالبرونز مفرمة لحم ضخمة (2006) تجعلنا ننظر إلى هذه الأداة اليومية من زاوية مختلفة تماماً (القطعة 137: القيمة التقديرية الأولية: 15,000-10,000 دولار أمريكي/55,000-37,000 درهم إماراتي). كما يشمل القسم نفسه الكثير من الأعمال الفوتوغرافية والنحتية وأعمال العديد من الفنانين الأتراك المعاصرين.