مؤتمر "قيادة" التابع لمؤسسة قطر يُناقش دور الإيمان في بناء القادة

دعت النسخة الأولى من مؤتمر "قيادة"، التابع مؤسسة قطر، الشباب إلى جعل الإيمان بالله بوصلة ترشدهم في حياتهم الفردية، وركيزة أساسية تعينهم على تولي الأدوار القيادية الفاعلة والمؤثرة.
وشهد مؤتمر "قيادة" الذي نظمه التعليم العالي في مؤسسة قطر برعاية الدولي الإسلامي، مشاركة أكثر من ألف طالب وطالبة من أنحاء قطر، واستضاف العديد من الحوارات والجلسات نقاشية الملهمة، ومن ضمنها جلسة بعنوان: "من الشك إلى اليقين: قوة الإيمان في الحقائق الإسلامية"، قدّمها الدكتور كريستيان تانكريدي، وهو باحث ومعلّم يكرّس جهوده لإبراز عظمة الإسلام وملاءمته في عالم اليوم، وسلّط من خلال هذه الجلسة الضوء على دور الإيمان في توحيد الشعوب.
وقال الدكتور تانكريدي: "ستدرك قيمة الشيء عند معرفة طبيعته وحقيقته. وعندما تدرك ذلك، ستقدّره بحق وستفهم قيمة الآخرين الذين يتشاركونه معك".
شجّع الدكتور تانكريدي المشاركين على التأمل في معنى أن يجعلوا الإيمان في صميم قلوبهم ومصدرًا لاستمداد مواقفهم وآرائهم. ومن خلال استدلاله من النصوص الدينية ورحلته الشخصية في دراسة الإسلام، أوضح الدكتور كيف ظلّت رسالة الإيمان بالله ثابتة عبر الزمن. وقال: "بالنسبة لأي باحث صادق عن الحقيقة، فإن الأمر واضح جدًا، فكل الأنبياء، من إبراهيم إلى موسى وعيسى، آمنوا بالله تلك كانت دائمًا الرسالة".
كما اعتبر الدكتور تانكريدي إلى أن حفظ كتاب الله عزّ وجلّ يُعد شهادة على حقيقة الدين الإسلامي، مستدلًا على ذلك بما حفظه المسلمون من التراث الشفهي والمكتوب الذي صان أصالة الإسلام عبر القرون، مشيرًا إلى التحديات التي يواجهها الشباب المسلم للثبات على الإيمان في ظلّ ما تموج به الحياة المعاصرة من تحديات، والتجارب الشخصية، والأفكار المتضاربة التي قد تضعف صلّة العبد بربه.
ولمواجهة هذه الضغوط، اقترح الدكتور على الحضور تنمية ثلاث عادات: اكتساب المعرفة، والتأمل العميق في معناها، وتطبيقها عمليًا. وطرح عليهم سؤالًا محوريًا، وهو: "إذا لم نُسلم قلوبنا لمن وهبنا إياها، فكيف سنصبح قادة؟"
أتاح النقاش الملهم خلال الجلسة للحضور مشاركة تجاربهم الشخصية، بدءًا من التعامل مع الصور النمطية وصولًا إلى إيجاد التوازن بين مشتتات الحياة الدنيا وتحقيق النمو الروحي. وأكّد الدكتور تانكريدي أنه على الرغم من أن المجتمع الإسلامي قد يواجه تقلبات، إلا أن كل فرد مسؤول عن إيمانه وأفعاله. وأضاف أن القيادة تبدأ بتعزيز هذه الركيزة الداخلية في نفوسنا.
واختُتمت الجلسة بتذكير الحضور بأن اليقين ليس فرديًا فحسب، بل جماعيًا أيضًا، وفي هذا الصدد قال الدكتور تانكريدي: "الإيمان هو ما يوحد الأمة الإسلامية ويمنحها القوّة. فعندما نجعل الإيمان بالله محور حياتنا، لا تصبح المسؤولية فردية فقط، بل تتحول إلى مسؤولية جماعية نتحملها معًا. ومن هذا اليقين تنبع القدرة على النمو الشخصي، وتتشكل ملامح القيادة المتكاملة".
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.