مؤسسة قطر تتابع جهودها في مجال الاستدامة وتحويل المدينة التعليمية إلى مدينة ذكية

وصلت إلى الدوحة مؤخراً أول شحنة من عربات "الترام" المزمع استخدامها في نظام ترام مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، وذلك في إطار خطوة رائدة نحو إنشاء شبكة نقل فاعلة وصديقة للبيئة، تجعل من المدينة التعليمية مدينة ذكية ومستدامة.
وتضع مؤسسة قطر الاستدامة وحماية البيئة في طليعة اهتماماتها، وذلك لتحقيق أهداف الركيزة البيئية لرؤية قطر الوطنية 2030، من خلال تقليص البصمة الكربونية في المدينة التعليمية، وتحويلها إلى مدينة ذكية وخالية من السيارات. وتشمل مبادرات المؤسسة في هذا المجال أيضاً إنشاء العديد من المباني الصديقة للبيئة، وبناء شبكة رائدة لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية والتوربينات الهوائية، واستخدام أحدث الأنظمة لمراقبة جودة الهواء وسلامة البيئة، بالإضافة لتشجيع أفراد المجتمع على تبني نمط حياة صحي ونشط.
وحول ذلك، علّق المهندس سعد المهندي، رئيس مؤسسة قطر، بالقول: "إن التطور المستدام هو في طليعة أجندتنا، ويتجلى التزام مؤسسة قطر بذلك في صلب عملياتنا المختلفة، ونظام الترام إنما مثال واحد على ذلك. ونحن نؤمن بأن التخطيط والتصميم لبنية تحتية مستدامة وبناؤها هو جوهر نمو وازدهار دولة قطر، وستنعكس جهودنا في هذا الإطار على برنامج قطر الوطني الهادف للحفاظ على البيئة وصونها".
وأضاف المهندس المهندي: "نحن بغاية السعادة لوصول أول شحنة من عربات الترام، كون ذلك يجعلنا أقرب إلى إطلاق نظام ترام مؤسسة قطر. كما أن قدرة العربات على التزود بالطاقة النظيفة سيحقق هدفنا المتمثل بتحويل حرم المدينة التعليمية إلى مدينة ذكية وصديقة للبيئة".
وتنص الاتفاقية مع شركة سيمنز الألمانية على تصنيع 19 عربة ترام، قادرة على نقل 234 شخصاً، منهم 60 في وضعية الجلوس. وينتظر أن يقوم هذا النظام بنقل نحو 3000 شخص بالمتوسط كل ساعة، في مختلف أرجاء المدينة التعليمية، على أن يتم تشغيل 17 عربة ترام في ساعات الذروة.
وعربات "الترام" الجديدة مجهزة بتقنية "سيتراس إتش إي إس" الحديثة للتزود بالطاقة، وسيكون بإمكان كل عربة تعبئة الطاقة الكهربائية في كل محطة دون الحاجة إلى تركيب خطوط كهربائية، مما سيسمح بإرساء أعلى معايير الاستدامة في مجال النقل العام بمنطقة الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد، علّق السيد فاتح ساكيز، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنز قطر، قائلاً: "نحن نفخر بالتعاون مع مؤسسة قطر لإتمام هذا المشروع، وسيكون نظام ترام مؤسسة قطر أكثر أنظمة النقل كفاءة في مجال استهلاك الطاقة بالشرق الأوسط، مما سيسمح بإيجاد الحلول لمعضلات النقل في قطر وتقليص البصمة البيئية في آن معاً. وسيضع هذا النظام أرقى المعايير في مجال توفير أنظمة نقل مستدامة ومتطورة وتوفر من استهلاك الطاقة في مدن الشرق الأوسط مستقبلاً".
وسيسهل نظام الترام الجديد تنقلات الطلاب والزوار وموظفي مؤسسة قطر في سائر أرجاء المدينة التعليمية، حيث سيكون هنالك ثمة 24 محطة، يتصل بعضها بالخط الأخضر لشبكة مترو الدوحة التابع لشركة الرّيل القطرية.
وبالإضافة إلى ذلك، ستقوم مؤسسة قطر بافتتاح مركز متكامل للزوار قريباً، سيكون أحد أهدافه التعريف بنظام الترام، حيث سيكون بإمكان هؤلاء الاطلاع على نموذج لإحدى العربات، بالإضافة لمعلومات وافية حول الشبكة المزمع تنفيذها.
وجدير بالذكر أنه سبق لمؤسسة قطر أن قامت بإنشاء نظام نقل يعتمد الدراجات الهوائية، وذلك بهدف التشجيع على اتباع نمط حياة صحي، وتقليص البصمة الكربونية من خلال الحدّ من التنقل بالسيارات. وقد حقق هذا النظام نجاحاً كبيراً، وهو يشمل نحو 200 دراجة هوائية يمكن استخدامها من خلال 20 محطة متواجدة في سائر ارجاء المدينة التعليمية.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.