مؤسسة قطر تُكرّس اللغة العربية لربط الطلاب بموروثهم الثقافي وهويتهم

بيان صحفي
تاريخ النشر: 21 أكتوبر 2025 - 02:46 GMT

مؤسسة قطر تُكرّس اللغة العربية لربط الطلاب بموروثهم الثقافي وهويتهم

تتخذ مدارس مؤسسة قطر نهجًا حديًثا ومبتكرًا لتعليم اللغة العربية، حيث تُكرّس دورها كأداة للتواصل والإبداع، لا مجرّد مادة دراسية يقتصر تعلّمها فقط داخل حجرات الفصل. ومن خلال الدمج بين التقنيات الرقمية والتعلّم النشط باستخدام المنصّات التفاعلية والتطبيقات التعليمية والوسائط المتعددة، تغدو عملية تعلّم اللغة أكثر سلاسةً للطلاب، وتعزز صلة اللغة بالثقافة والفنون والتراث.

في هذا الإطار، قال أستاذ الموسيقى في أكاديمية قطر - الوكرة، ياسين العياري، الحاصل على جائزة المعلّم المتميز ضمن فعاليات منتدى التعليم ما قبل الجامعي لعام 2024 لمؤسسة قطر، "إن الجهود والمبادرات التي تبذلها مؤسسة قطر في سبيل النهوض باللغة العربية تجمع بين الأصالة والمعاصرة وتقدّم اللغة العربية والتعليم في صورة تواكب تطلعات الجيل الجديد مع الحفاظ على عمقها الثقافي والتراثي والإنساني".

وأشار في هذا السياق إلى أن منصة "راسخ"، وهي إحدى مبادرات مؤسسة قطر المندرجة تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي، تهدف إلى توفير موارد تعليمية عالية الجودة تربط المناهج العالمية بالسياق المحلي القطري، مما يدعم المدارس لتطبيق برامج تعليم عالمية بصبغة محلية أصيلة.

وأبرز العياري، وهو خريج جامعة السوربون في فرنسا والمعهد العالي للموسيقى بتونس، أنه يولي، منذ التحاقه بمؤسسة قطر عام 2011، اهتمامًا خاصًا بدمج الموسيقى المحلية في التعليم، ويسعى من خلال تطوير المناهج وإجراء الأبحاث إلى الربط بين الأداء الفني وحفظ التراث الثقافي. وأضاف: "أتناول الموسيقى باعتبارها لغةً للتعبير وعلمًا في الوقت ذاته، إذ تسهم في بناء شخصية الطفل، وتنمّي خياله، وتفتح أمامه آفاقًا جديدة للإبداع والابتكار من خلال الأداء".

وأشار العياري إلى مشروعه حول الأهازيج القطرية، الذي جرى ضمّه إلى منصة "راسخ" على شكل برنامج تعليمي، ويعتمد على أسلوب "الكاريوكي"، بما يتيح التمرّس على أساليب الأداء الصحيح والتلفظ السليم، من خلال الاعتماد على الإيقاع واللحن المدعوم بالصورة. كما يفتح أمام الطلاب مجالاً للتفاعل مع اللغة العربية ويثري تجربتهم التعليمية.

وقال: "ينبغي علينا أن نعيد بناء ثقتنا بأنفسنا وبموروثنا الثقافي عبر استلهام قيمه وإعادة قراءته في ضوء احتياجات الحاضر. فالتاريخ ليس مجرد ماضٍ نرويه، بل هو رصيد حضاري نستطيع أن نصنع به عالمًا تتكامل فيه الأصالة مع المعاصرة، ويتجاوب فيه الماضي مع تطلعات المستقبل".

وأضاف: "إن حضارتنا العربية الإسلامية، التي قامت على المجد والأخلاق والإنسانية والفنون، تمثل مرجعية ثرية قادرة على إلهام الأجيال الجديدة، وترسيخ هويتهم الثقافية، مع فتح المجال أمامهم للإبداع والابتكار في عالم سريع التحوّل".

من جانبها، قالت مريم الخليفي، والدة الطفلة الغالية المقبالي، الحائزة على جائزة "أخلاقنا"، التابعة لمؤسسة قطر، في فئة البراعم، وعضو نشط في "نادي سفراء الأخلاق"، إنه من خلال متابعتها للمسار التعليمي لابنتها في أكاديمية قطر - الدوحة، فإنها ترى أن مؤسسة قطر تسير على درب التفوق في جعل اللغة العربية تجربة عصرية متجددة. وأبرزت أن ابنتها "أصبحت لا تكتفي بالطرق التقليدية، بل توظف عناصر ممتعة للأطفال: مثل القصص المشوّقة، والألعاب التعليمية التفاعلية، والمقاطع البصرية التي تعتمد على الحركة والألوان والموسيقى. هذه الأساليب تجعل الطفل يعيش اللغة بدلًا من أن يدرسها فقط. كما أن إدماج هذه التقنية في البرامج يعكس فهم المؤسسة لاحتياجات جيل اليوم الذي يتفاعل مع الشاشات والتطبيقات أكثر من أي وقت مضى - كل هذا يحوّل التعلّم إلى رحلة مليئة بالبهجة والإبداع".

وأشارت إلى أن مؤسسة قطر تستحق التقدير الكبير لجهودها المخلصة والمستمرة في دعم اللغة العربية. فهي لم تتعامل مع العربية كلغة جامدة، بل تعاملت معها كهوية حيّة تحتاج أن تُعاش وتُمارس، وهذا يظهر في المشاريع المبتكرة التي تجمع بين التعليم والثقافة والترفيه. من خلال مبادراتها، ساهمت المؤسسة في تغيير الصورة النمطية عن تعلّم العربية، وقدّمت نموذجًا يُحتذى به في كيفية دمج الأصالة بالحداثة.

"حرصت على زرع قيم الهوية والانتماء في ابنتي الغالية منذ نعومة أظفارها. فأنا أؤمن أن الطفل يتشكّل وجدانه ولغته من البيت، لذلك يهمني كثيرًا أن تكون ابنتي مرتبطة بلغتها العربية بوصفها وعاء ثقافتنا ووسيلتنا للتعبير عن أنفسنا. الغالية طفلة مبدعة ويملؤها حب الاطلاع، تحب الاستكشاف والخيال، وتميل إلى الفن والقصص بشكل خاص، وأحاول دومًا أن أوجه هذه الميول بحيث تخدم شخصيتها وتنمي ثقتها بنفسها".

وأوضحت أن برنامج "سراج" أضاف بعدًا جديدًا لتعلّم اللغة عند ابنتها، فهو لم يقدم العربية على أنها مجرد مادة دراسية، بل جعلها جزءًا من المرح والحياة اليومية. والجدير بالذكر أن "سراج" هو مسلسل تلفزيوني ترفيهي ثلاثي الأبعاد أطلقته مؤسسة قطر لمساعدة الأطفال على تعلّم اللغة العربية بأسلوب ممتع وشائق.

وقالت: "بفضل البرنامج، بدأت الغالية تستخدم مفردات جديدة في مواقفها اليومية، فتعبّر بعبارات عربية جميلة أثناء اللعب أو الحديث معنا في البيت. الأجمل من ذلك، أن تفاعلها مع الشخصيات المحببة في البرنامج جعلها تشعر بالقرب من العربية، وكأنها لغة مليئة بالحيوية والأصدقاء". لقد وجدت الغالية نفسها متأثرة بالشخصيات إلى حد أنها أرادت المشاركة بنفسها في تقديم شخصية من الشخصيات، وهذا انعكاس مباشر على اندماجها وحبها للتجربة. كما ان اختلاطها بالشخصيات المؤدية للمسلسل شجعها وساهم في اتاحة الفرصة لها في المشاركة بتقديم أحد الشخصيات.

وأضافت: "تجربتنا مع "سراج" كانت مميزة للغاية. الغالية أحبّت الشخصيات منذ اللحظة الأولى، وبدأت تقلد بعضها وتعيد المشاهد بطريقتها الخاصة، مما زاد من ثقتها بنفسها وشجعها على الكلام بالعربية دون تردد. هذا التعلق بالبرنامج ساهم في بناء عادة جديدة عندها، وهي الرغبة في سرد القصص. ومن هنا، نما لديها حلم أن تكون "راوية صغيرة"، وهو ما دفعها إلى المشاركة في مبادرات مثل "الراوي الصغير" حيث تطور مهاراتها في الحكاية والإلقاء. بالنسبة لي كأم، كان ذلك دليلًا ملموسًا على أن البرنامج تجاوز كونه مجرد وسيلة ترفيهية، ليصبح محفزًا للنمو الفكري والشخصي لابنتي".

واعتبرت أن "برنامج "سراج" لم يكن بديلاً عن المدرسة، بل مكملاً لها. ففي حين تركّز المدرسة على المناهج والأسس الأكاديمية، يقدم "سراج" مساحة وجدانية ومرحة للأطفال تساعدهم على التعلّم بسرعة وبحب أكبر". لقد لاحظت أن ابنتي أصبحت أكثر إقبالًا على اللغة داخل الصف، وأكثر قدرة على المشاركة في الأنشطة المدرسية التي تتطلب استخدام العربية. هذا التكامل بين التعليم الرسمي والبرامج الإبداعية، مثل "سراج" هو ما يمنح أبناءنا فرصة ليحبوا العربية ويتقنوها.

خلفية عامة

مؤسسة قطر

تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.

توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.

اشتراكات البيانات الصحفية


Signal PressWire is the world’s largest independent Middle East PR distribution service.

الاشتراك

اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن