مجلس قطر للأبنية الخضراء يعقد ندوة حول التصميمات المستدامة في المناطق الحارة والجافة

عقد مجلس قطر للأبنية الخضراء، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع صباح اليوم، ندوة حول الأبنية الخضراء والتصميمات المستدامة في المناطق الحارة والجافة. تأتي هذه الندوة بالتعاون مع لجنة التجارة الأسترالية، بهدف الاستفادة من النموذج الأسترالي الناجح في تطوير الأبنية الخضراء.
أقيمت الندوة في فندق ويندام جراند ريجنسي – الدوحة، بحضور سعادة السيد بابلو كانج، السفير الأسترالي لدى دولة قطر، بمشاركة خبراء من قطر وأستراليا، تطرقوا خلالها إلى الدراسات التي تم تنفيذها حول الأبنية الخضراء في كلا البلدين.
وفي البداية، لفت المهندس مشعل الشمري، مدير مجلس قطر للأبنية الخضراء، إلى الفرصة المتاحة للتعلم من تجارب قطر وأستراليا في هذا المجال، حيث التشابه البيئي بين البلدين من حيث ندرة المياه والأراضي الجافة. كما تطرق الشمري إلى النمو الذي تشهده هذه الصناعة في قطر، قائلاً: "إن مجال الحفاظ على الطاقة والاستدامة يلقيان اهتماما كبيراً في دولة قطر، ويأتي ذلك بالتوازي مع رؤية قطر الوطنية 2030، مما ساهم في إزدهار مجال صناعي جديد كامل، يرتكز على وسائل الاستدامة والطاقة البديلة".
شملت قائمة المتحدثين الرئيسين في الندوة، كلاً من السيد روبن ميلون، المدير التنفيذي للدعم وخدمات الأعمال في المجلس الأسترالي للأبنية الخضراء، والمهندس إبراهيم الجيدة، عضو مجلس إدارة مجلس قطر للأبنية الخضراء ومؤسس مكتب الهندسة العربية، والسيد جيمس ماكجريجور، مدير نظم الطاقة في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية.
وقد قدم المهندس الجيدة ورقة عمل استعرض فيها تاريخ الممارسات والبناء الأخضر في دولة قطر، قال فيها: "نلحظ اهتماماً كبيراً لدى المطورين بممارسات البناء الأخضر في دولة قطر، وذلك بالتزامن مع تزايد الوعي لأهمية هذه المسألة. لقد استعانت الأبنية القطرية خلال تشييدها في الماضي بالعديد من التقنيات الخضراء، حيث كان يتم اختيار مواقع البناء بكل عناية، والتأكد من عدم مواجهة الأماكن المفتوحة للمبنى لجهة الغرب كونه الجانب الحار، وأن تكون الممرات مظللة بشكل طبيعي، بالإضافة إلى أبراج التهوية التي تقوم بتبريد المنازل والمباني من خلال تمريرها نسيم الهواء البارد".
كما أكد الجيدة بأنه ما زال بإمكاننا تبني تلك القواعد عند التخطيط الأولي لأي مبنى.
ثم عُرض فيلم وثائقي يستعرض أبرز انجازات أستراليا الضخمة في مجال الأبنية الخضراء خلال العقود الماضية.
بعدها تحدث السيد جيرارد سيبر، المفوض التجاري الأعلى لأستراليا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والعلاقات الاقتصادية بينهما. وأشار سيبر إلى وجود العديد من المباني والمنشآت التي شيدت في قطر بمساهمة شركات أسترالية، مثل مجمع السيتي سنتر، والمدينة التعليمية، ومبنى كهرماء.
من جانبه تحدث السيد روبن ميلون، المدير التنفيذي للدعم وخدمات الأعمال في المجلس الأسترالي للأبنية الخضراء، قائلاً: "منذ تأسيس المجلس الأسترالي للأبنية الخضراء عام 2002، قمنا بتصديق أكثر من 7 ملايين ميل مربع من المشاريع المستدامة". وأضاف ميلون "من خلال التعاون مع العديد من مجالس الأبنية الخضراء حول العالم مثل مجلس قطر، تمكنا من الاستفادة من الخبرات العاملة في هذا المجال، والدراسات، والتقنيات، والوسائل التي مكنتنا من الحصول على أفضل النتائج من خلال اتباع أفضل التصاميم والتقنيات والممارسات الخضراء. مع الإشارة إلى أن تشابه المناخ يوفر فرص عديدة لدولة قطر وأستراليا للحصول على تنمية خضراء مستدامة ذات جودة عالية".
من جهته، أطلع السيد جيمس ماكجريجور، مدير نظم الطاقة في منظمة الكومنولث للبحوث العلمية والصناعية، الحضور بمسائل الطاقة في الأبنية الخضراء، قائلا: "السعي نحو الاستدامة لا يقتصر على تحويل المباني لتصبح خضراء، بل أيضاً المجتمعات ومحطات الطاقة، ومرافق المياه".
وفي الشأن ذاته، اختتم المهندس مشعل الشمري، قائلاً: "أظهرت الدراسات أن الحفاظ على استهلاك الطاقة يعد وسيلة تسويقية أساسية لأصحاب المباني. فمن خلاله يمكن تحسين المساحات لشاغلي المبنى، وزيادة معدلات الإنتاج بنسبة ترتفع عن 25%، وهذه الزيادة تعتبر أمراً مهماً للغاية في مسيرة قطر للتحول من اقتصاد الكربون إلى اقتصاد المعرفة".
يعتبر مجلس قطر للأبنية الخضراء، العضو في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، بمثابة مؤسسة غير ربحية قائمة على نظام العضوية، تكرس نفسها للدفاع عن حلول الأبنية الخضراء والأبحاث القطاعية الرائدة فضلاً عن الترويج للممارسة المستدامة في المجتمع. تجدر الإشارة إلى أن قطر قد انضمت، من خلال مجلس قطر للأبنية الخضراء، إلى شبكة مؤلفة من أكثر من 80 بلداً مختلفاً تشرف على مجالس وطنية للأبنية الخضراء تحت مظلة المجلس العالمي للأبنية الخضراء.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.