مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق يدعو إلى إحياء مفهوم الاجتهاد

نظم مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التابع لكلية الدراسات الإسلامية في قطر في جامعة حمد بن خليفة ،عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ندوة في الأسبوع الماضي تحت عنوان "الاجتهاد والتجديد"، دعا فيها الدكتور طارق رمضان، مدير المركز، إلى مساءلة مفهوم الاجتهاد وإحيائه وتوسيع مجالاته وربطه بالسياقات المعاصرة.
وتندرج هذه الندوة ضمن أنشطة مركز دراسات التشريع الإسلامي والأخلاق التي تنصب في سياق رسالة مؤسسة قطر الرامية إلى تنمية مجتمع أخلاقي قادر على مواجهة التحديات المعاصرة التي تواجه العالم الإسلامي، للنهوض بالمجتمعات الإسلامية إلى آفاق مشرقة لصالح البشرية جمعاء، انطلاقاً من تعاليم القرآن الكريم والسنة الشريفة، والمقاصد الأخلاقية العليا للإسلام.
وقد تم تنظيم الندوة في المبنى الجديد لكلية الدراسات الإسلامية بالمدينة التعليمية وشارك فيها إلى جانب الدكتور طارق رمضان، نائبه في المركز الشيخ شوقي الأزهر، والذي ألقى الضوء على شمولية مفهوم الاجتهاد في الإسلام، ومحوريته في المعرفة الإسلامية. كما استعرض المسار التاريخي الذي أدى إلى تعثره، وإلى اختلال فهمه وتعطل ممارسته. وختم كلمته بالدعوة إلى ممارسته لحل أزمات الفكر الإسلامي المعاصر.
بدوره، تناول الدكتور طارق رمضان مفهوم الاجتهاد من حيث أبعاده الفلسفية والروحية، حيث أكد على أهمية أن ينطلق الاجتهاد من الرؤية الإسلامية للإنسان، ولعلاقته بالكون والحياة، وعلى ضرورة اعتبار المآلات والمقاصد، مع استحضار تعقد المصالح وتشابكها في السياقات المعاصرة. وأوضح أن هذه المنطلقات تهدف إلى "أن يكون الاجتهاد تحولياً لا تكيفياً، ومتحرراً من عقد الذوبان في الآخر، أو التقوقع حول الذات".
وفي ختام المحاضرة، تحدث الدكتور طارق رمضان عن ضرورة التحلي بالشجاعة المعرفية، والقدرة على طرح الأسئلة والبحث عن الإجابات. وقد شارك الجمهور الغفير الذي ملأ قاعة المحاضرة بفعالية في إثراء النقاش، حيث توجه بأسئلته للمحاضر عن ضوابط وشروط الاجتهاد، وعن إشكالات العقل الفقهي المعاصر، وعن بعض النماذج العملية لممارسة الاجتهاد.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.