مريم الماجد تجسّد إبداع 20 عاماً لفيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر

تحتفل جامعة فيرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر هذا العام بعقدين من الإنجازات، حيث أنها أول جامعة عالمية تنشئ فرعاً لها في المدينة التعليمية. ومنذ افتتاحها عام 1998، رفدت الجامعة السوق القطرية بمئات من الخريجين المبدعين، الذين أثروا الحياة الفنية، وساهموا في تطور الدولة.
ويركز منهج الجامعة على تعليم الفنون بأسلوب عصري، يسمح للطالب بإطلاق قدراته كفنان ورائد أعمال في آن معاً، وهو ما تمثله مريم فهد الماجد خير تمثيل، وهي الطالبة التي سحرها فن تغليف الهدايا بالشكل الذي جعلها تحول ذلك الشغف الممزوج بحسها الفني العالي والمهارات التي اكتسبتها في المدينة التعليمية، إلى واحدة من المشاريع الواعدة في قطر.
ومع تخرجها في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر، اليوم، ومرورها مع زملائها وزميلاتها عبر "بوابة المستقبل"، تعلّق مريم حول دور مؤسسة قطر في نجاحها قائلة: "لقد سمحت لي الشجاعة والمهارات التي صقلتها مؤسسة قطر عبر منصاتها المختلفة بتحويل هوايتي إلى عمل تجاري ناجح. ومع المهارات التي اكتسبتها في جامعة فرجينيا كومنولث كلية فنون التصميم في قطر خلال السنة الأولى من دراستي، تمكنت من التخطيط بشكل جيد، ووضع استراتيجية ناجعة لتنفيذ أفكاري".
قلائل هم من يتخرجون في جامعاتهم، ويتابعون عملهم في مجال سبق لهم الخوض فيه وهم على مقاعد الدراسة. وتقول مريم في هذا الصدد: "إنه شعور رائع بالفعل أن تتخرج وأن يكون لديك عمل ناجح ينتظرك. لقد كانت الدراسة تمثل الأولوية المطلقة بالنسبة لي، والآن بات بإمكاني التركيز على عملي وتطويره. ولا يمثل أي عمل تجاري ناجح نهاية الطريق، بل إنه يُعد بالنسبة لي نقطة انطلاق جديدة، وذلك لأن أحلامي لا يكفيها تحقيق هدف واحد، فأنا أود أن أحقق الكثير".
استوحت مريم بعضاً من أعمالها من فن تغليف الهدايا بالقماش في اليابان، الذي يُعرف باسم "فوروشيكي"، وأدخلته إلى السوق القطرية، ليحقق نجاحاً كبيراً. وكان هذا الفن التقليدي شائعاً جداً في اليابان خلال العصور الوسطى، إلا أنه ما لبث أن اندثر مع اختراع الأكياس والأغلفة البلاستيكية والورقية. ونتيجة لتعلّق اليابانيين الشديد بتقاليدهم وتراثهم، عاد فن "فوروشيكي" إلى الظهور في مطلع القرن الواحد والعشرين، ليصبح عنواناً للأناقة والرقي في تقديم الهدايا.
وحول سرّ نجاحها، تقول مريم: "العمل الدؤوب والالتزام والحماس هم أساس النجاح. وقد ساعدني مجال تصميم الأزياء وشغفي بفن التغليف في اختيار القماش المناسب. وأنا قادرة بلمسة واحدة على تحديد مدى قابلية القماش للاستخدام في التغليف. أما بالنسبة لاختيار الألوان، فإن القدرة على انتقاء الألوان الجذابة، التي تشعر المرء بالراحة، ترتقي بأي هدية إلى آفاق أعلى. لقد قمت بترجمة كل ما تعلمته خلال سنوات الدراسة الأربع على أرض الواقع، سواء كمصممة أزياء أو سيدة أعمال".
ولا تخشى مريم المنافسة، بل إنها تنظر إليها كعامل من شأنه إثراء السوق بمنتجات وابتكارات جديدة، وتلبية الأذواق المختلفة للمستهلكين، وإشباع نهمهم إلى كل ما هو جديد. وتقول بهذا الشأن: "عندما بدأت عملي في مجال التغليف، لم يكن هناك أي متاجر مخصصة لذلك في قطر. أما اليوم، فتقوم معظم المتاجر، ومن بينها تلك التي تبيع الورود والأزهار، بتغليف الهدايا. ولكن المنافسة هي التي تدفع الأشخاص إلى أن يكونوا مبدعين، وأنا أتطلع للارتقاء بمهاراتي وقدراتي على الإبداع، لكي أثبت لعملائي بأنه لا يتوجب عليهم القبول بما هو أقل جودةً".
ولا يتوقف طموح مريم عند أي حدود، فهي تأمل أن تزدهر أعمالها وتتوسع، حيث تقول: "مع كل الحماس الذي استثمره في عملي، فإنني آمل له أن ينمو ويزدهر أكثر. وهذا هو جزء من أحلامي الأوسع نطاقاً. أود أن أبرهن للعالم أن التغليف فنٌ راق، وليس مجرد لفّ الهدايا بالورق أو القماش. وأنا أخطط بعد التخرج مباشرة لتطوير عملي "محطة التغليف" لكي يصبح عالمياً".
لقد شبّت الفتاة الصغيرة التي لطالما بهرتها ألوان أوراق التغليف وجمالياتها، وكبرت معها أحلامها، ومن يدري، فقد تصبح "محطة التغليف" في يوم من الأيام اسماً مألوفاً في العديد من البلدان، وعنواناً لمن يود أن يُعبّر عن حبه الصادق ورهافة ذوقه في الوقت نفسه.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.