مزاد كريستيز للأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة يحقق خمسة ملايين دولار أمريكي في جزئه الأول

وطد مزاد كريستيز الذي انعقد مساء اليوم الثلاثاء وفق نسق غير مسبوق كشفت عنه دار المزادات العلنية العريقة مؤخراً مكانة دبي كمركز للمزادات العلنية العالمية في مصافّ مدن عريقة في هذا المضمار مثل لندن ونيويورك وهونغ كونغ. إذ تنافس حشد من كبار المقتنين المخضرمين، الإقليميين والعالميين، لنيل نخبة من أهم الأعمال الفنية خلال مزاد الأعمال الفنية العربية والإيرانية والتركية الحديثة والمعاصرة في جزئه الأول، حيث يتبعه الجزء الثاني مساء الغد الأربعاء والذي يتوقع المراقبون أن يشهد تنافساً محموماً بين المقتنين عامة، والناشئين منهم خاصة، على 150 لوحة ستعرض بأسعار أقل، في المجمل، من الأعمال المشاركة في الجزء الأول. وفي حين بلغت القيمة التقديرية الأولية للأعمال المشاركة قبل انعقاد المزاد 4.5 مليون دولار، بلغت إيرادات مزاد هذا المساء نحو خمسة ملايين دولار 4,998,850 دولار/18,360,776 درهم إماراتي.
وقال ناطق باسم كريستيز إن المقتنين الذين ظفروا بـ 38 لوحة بيعت خلال مزاد اليوم ينتمون إلى 10 بلدان، 65 بالمئة منهم من بلدان الشرق الأوسط و35 بالمئة من خارجها. واحتلت ثلاثة أعمال معاصرة مكانة متقدمة على قائمة الأعمال الأعلى قيمة خلال مزاد اليوم، ليتأكد التوجه الذي ظهر جلياً في مزاد شهر أبريل حين تنافس كبار المقتنين على مجموعة من الأعمال المعاصرة التي باتت تستأثر باهتمامهم في مزادات كريستيز بدبي. يُذكر أن مزاد كريستيز الحالي هو أول مزاد تنظمه كريستيز وفق النسق الجديد الذي أعلنت عنه مؤخراً، حيث ينعقد المزاد على جزأين، وتتطلع كريستيز إلى أن يشجّع المزاد في جزئه الثاني جيل المستقبل من المقتنين على البدء بجمع مقتنياتهم الخاصة من الأعمال الفنية المعاصرة، حيث تبدأ القيمة التقديرية الأولية للأعمال المشاركة في الجزء الثاني من المزاد من 1500 دولار أمريكي.
وقال مايكل جيها، المدير التنفيذي لدى كريستيز الشرق الأوسط: "مع انطلاق النسق الجديد لمزاداتنا للأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة وتجزئة المزاد إلى جزأين، توطد دبي مكانتها الراسخة بين أهم المراكز العالمية المستضيفة لمزاداتنا حول العالم. وكما بدا جلياً من مزاد هذا المساء، نستبشر بأن النسق الجديد سيحقق الهدف منه بين أوساط المقتنين من الشغوفين بالأعمال الفنية الحديثة والمعاصرة، لاسيما من حيث استقطاب جيل المستقبل من المقتنين في الجزء الثاني من مزادنا المقرر مساء الغد للبدء بجمع مجموعتهم الخاصة من الأعمال الفنية بأسعار منافسة. سعدنا بما حققه مزاد هذا المساء، متطلعين إلى أن تتوّج نتائج مزاد الغد موسماً متميزاً بكل المعايير".
وكانت قاعة المزاد قد اكتظت بحشد من المقتنين من حول العالم، ومن أبرز الأعمال المعروضة لوحة غير معنونة سلسلة أعمال جذع الشجرة للفنان الإيراني سهراب سيبهري 1990-1928، حيث بيعت مقابل 662,500 دولار أمريكي/2,433,362 درهم إماراتي، بينما تراوحت قيمتها التقديرية الأولية بين 300,000-250,000 دولار أمريكي، وظفر باللوحة الفذة مقتن من الشرق الأوسط بعد منافسة شديدة سادت خلالها حالة ترقب في قاعة المزاد، ليحقق مبدع تلك اللوحة رقماً قياسياً عالمياً جديداً. وفي المرتبة الثانية من حيث القيمة، بيعت لوحة فتاة صغيرة من أسيوط لرائد الحركة التشكيلية المصرية محمود سعيد 1964-1897 مقابل 650,000 دولار/2,389,287 درهم. وظفر بهذه اللوحة مقتن آخر من الشرق الأوسط شارك بالمزاد عبر الهاتف. يُذكر أن هذه اللوحة التي تظهر خادمة صغيرة من مدينة أسيوط بصعيد مصر رسمها سعيد عام 1945 ويقول النقاد إن أبرز ما يميزها إبراز جمال الفتاة دون التقيّد بالمعايير التقليدية المتّبعة في حينه، خلافاً لأعمال البورتريه الأخرى التي اشتهر بها سعيد. القيمة التقديرية الأولية للوحة: 300,000-250,000 دولار أمريكي.
وكان لافتاً خلال مزاد اليوم بيع الأعمال التركية الخمسة المشاركة بقيمة إجمالية بلغت 353,000 دولار أمريكي، لتسجّل أربعة أرقام قياسية عالمية لمبدعيها، ومنها لوحة تفاحة للرسامة والنحاتة أزادي كوكر وُلدت 1949 والتي بيعت مقابل 122,500 دولار أمريكي مقارنة بقيمتها التقديرية الأولية قبل انعقاد المزاد: 90,000-70,000 دولار أمريكي.
خلفية عامة
كريستيز
تعتبر كريستيز دار المزادات العالمية العلنية الرائدة في منطقة الشرق الأوسط والأبرز على مستوى العالم، إذ كانت أول دار مزادات علنية عالمية تقيم مقراً دائماً لها في منطقة الشرق الأوسط، كما كانت الأولى التي تنظم مزاداتها في المنطقة لتوفر منصة عالمية للفنانين في المنطقة.
حققت مزادات دار كريستيز في منطقة الشرق الأوسط أكثر من 200 مليون دولار أمريكي من الأعمال الفنية والمجوهرات والساعات في الشرق الأوسط منذ تنظيمها لأول مزاد لها في المنطقة عام 2006، وقد شهدت منافسة حامية من المشترين من أكثر من 30 دولة مختلفة في كل مزاد. وبالإضافة إلى المزادات التي تنظمها الدار بشكل منتظم، تحرص كريستيز على تشجيع ودعم الفرص التعليمية، إذ تنظم الدار المعارض الفنية والجلسات التعليمية والفعاليات الخيرية في مختلف أنحاء المنطقة.