مسابقة كارنيجي ميلون السنوية لعلوم الروبوت تثير حماس الطلاب لإطلاق الروبوتات إلى المريخ

تخيل أنك أصبحت جزءاً من مختبر علوم المريخ بوكالة ناسا حيث تتمثل مهمتك في تطوير روبوت مثل كوريستي روفر، والذي يجب أن يهبط على سطح المريخ ويلتقط عينات من صخوره والعودة بها إلى الأرض لتحليلها هناك.
هذا بالضبط هو التحدي الذي ألقي أمام طلبة المدارس الإعدادية والثانوية أثناء النسخة التاسعة من مسابقة بوتبول الإقليمية لعلوم الروبوت التي أقيمت بجامعة كارنيجي ميلون في قطر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
يذكر أن البوتبول عبارة عن مسابقة لعلوم الروبوت, يشارك فيها طلاب المدارس الثانوية، وتهدف إلى تطوير المعرفة والفهم العملي من خلال التدريب لفهم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. بالإضافة إلى ذلك، يتعلم الطلاب مهارات مثل حل المشاكل، والعمل الجماعي، وإدارة الوقت والقيادة – وذلك لإكسابهم الدراية بما يلزم ليصبحوا طلاباً ناجحين في جامعة كارنيجي ميلون.
وقد هللت الحشود المتحمسة من الأهل والأصدقاء للمشاركين البالغ عددهم 225 مشتركاً، مع إعلان فوز فريق أكاديمية قطر بلقب المسابقة، فيما حلت مدرسة الليسيه بونابرت-قطر في المركز الثاني، في حين جاءت مدرسة الخور الدولية في المركز الثالث.
يقول عبد الله الشكرتشي عضو فريق أكاديمية قطر: "تعتبر مسابقة البوتبول مسابقة عظيمة وقد تعلمت منها ضرورة التحلي بالسرعة والكفاءة. إنني أستمتع حقا بتعلم الذكاء الصناعي وتطوير المنتجات من خلال الألعاب. لقد كانت استراتيجيتنا للفوز تقوم على مراعاة البساطة والدقة بنسبة 100 %".
هذا ويهدف برنامج بوتبول إلى تعريف طلاب المدارس الثانوية بعالم الروبوتات، لتسليحهم بالمهارات والخبرات الضرورية التي تمكنهم من تصميم وبناء وبرمجة روبوتات مستقلة بأنفسهم باستخدام لغة "C" – لغة البرمجة الأوسع استخداما في الصناعة والدراسات الأكاديمية.
كانيا أنتاريكسا شاركت في نهائيات مسابقة بوتبول الإقليمية مرتين قبل أن تجد الحافز لدراسة علوم الحاسوب حتى تحقق حلمها بأن تصبح مبرمجة ألعاب.
وفي هذا العام - وباعتبارها طالبة في السنة الأولى بكلية علوم الحاسوب – انضمت أنتاريكسا إلى مسابقات بوتبول مرة أخرى ، ولكن هذه المرة كمتطوعة للإشراف على طلاب آخرين خلال المسابقة.
تقول أنتاريكسا: "كانت المشاركة في مسابقة بوتبول العام الماضي ممتعة وكانت تجربة رائعة اتصفت أجواؤها التنافسية بالطابع الحماسي. لقد نمت اهتمامي بالبرمجة ودفعت بي إلى الالتحاق بجامعة كارنيجي ميلون في قطر لدراسة علوم الحاسوب".
جدير بالذكر أن النهائيات الإقليمية تركز على موضوع محدد كل عام.
ومع وصول روبوت وكالة ناسا المسمى "كوريوسيتي روفر" إلى الكوكب الأحمر في أغسطس الماضي، كان على الطلاب استخدام الروبوتات لـ "تجميع" عينات من الصخور و"إرسالها" إلى الأرض باستخدام لغة "C"
كان الهدف من ذلك يتمثل في تعريف الطلاب كيف أن تكنولوجيا علوم الروبوت والمفاهيم الفيزيائية والرياضية المرتبطة بها تستخدم لأداء مهام من قبيل سبر أغوار الفضاء.
هذا وقد أتيحت الفرصة أمام الطلاب المشاركين في المسابقة للتفاعل مع أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وطلابها، وشارك خبراء الصناعة في تقييم أعمالهم.
حيث أطلق سراج كارا، كبير مهندسين البرمجيات المدمجة، بشركة "ويليامز أف 1"، فرصة للتواصل مع الطلاب الطموحين وأسرهم في هذا الحدث.
يقول كارا: "لقد أعجبت بمستوى لغة البرمجة التي فهمها الطلاب. فهي نفس لغة البرمجة التي أستخدمها في عملي لتطوير البرامج، وياله من أمر رائع أن ترى طلابا يفهمون ويطبقون تلك المفاهيم".
جذب معرض هذا العام 225 طالبا من 20 مدرسة.
باعتباره صاحب المركز الأول في المسابقة، من المقرر أن يسافر فريق أكاديمية قطر إلى نورمان بأوكلاهوما في شهر يوليو المقبل لحضور المؤتمر العالمي للروبوتات التعليمية عام 2013 حيث يلتقون مع طلاب المدارس الإعدادية والثانوية، والمتحمسين للروبوتات والمتخصصين فيها الذين يحضرون المؤتمر من شتى أنحاء العالم. كما سيتنافسون في أوكلاهوما أيضاً في مسابقة بوتبول الدولية لعام 2013.
ويستهل موسم مسابقات بوتبول السنوية أعماله في الدوحة بالتزامن مع ورشة عمل تستمر لمدة يومين في شهر فبراير، والتي تعلم فيها خمسين طالبا وطالبة من تسع وعشرين مدرسة إقليمية كيفية إصدار الأوامر للروبوتات المستقلة.
وشاركت مدارس من قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت ومصر في نهائيات البوتبول الإقليمية: مدرسة الدوحة الثانوية المستقلة للبنين؛ مدرسة الرؤية ثنائية اللغة؛ المدرسة اللبنانية؛ مدرسة الوكرة الثانوية المستقلة للبنين؛ مدرسة المواكب - البرشاء؛ مدرسة حمزة الإعدادية للبنين؛ المدرسة الأمريكية في الدوحة؛ مدرسة الدوحة كوليدج؛ أكاديمية حياة الدولية؛ مدرسة أحمد بن محمد آل ثاني الثانوية؛ مدرسة الخور الدولية؛ المدرسة البريطانية في الكويت؛ الليسيه بونابرت؛ أكاديمية قطر؛ مدرسة المواكب - القرهود؛ المدرسة الدولية للفنون والعلوم، مدرسة البيان ثنائية اللغة؛ مدرسة دخان الإنجليزية ؛ DPS - المدرسة الهندية الحديثة، مدرسة الدوحة ولندن الدولية - قطر.
خلفية عامة
جامعة كارنيجي ميلون
على مدى ما يزيد عن قرن من الزمن، ظلَّت جامعة كارنيجي ميلون تُلهِم إبداعات تُغَيِّر العالم. كما أن جامعة كارنيجي ميلون، التي تصنّف دوماً بين أفضل وأرقى الجامعات في العالم، تقدم مجموعة من البرامج الأكاديمية لما يزيد عن 12,000 طالب، 90,000 خريج و50,000 جامعة وهيئة تدريسية يتوزعون على فروعها الجامعية في مختلف دول العالم.
تقدم جامعة كارنيجي ميلون قطـر برامجها التعليمية الجامعية ذات المستوى المرموق في العلوم البيولوجيّة، إدارة الأعمال، علم الأحياء الحاسوبي، علوم الحاسوب و أنظمة المعلومات. جامعة كارنيجي ميلون جِدُّ ملتزمة بالرّؤية الوطنية لدولة قطر 2030 من خلال تنمية الشعب، المجتمع، الإقتصاد و البيئة.