مستشفى الوكرة يحقق قفزة نوعية في الوقاية من قرحة الفراش

نجح مستشفى الوكرة التابع لمؤسسة حمد الطبية في تحقيق الأهداف الموضوعة لوقاية المرضى الداخليين من الإصابة بقرحة الفراش التي يصاب بها المرضى عادةً جرّاء بقائهم في المستشفيات لفترات طويلة مع ما يصاحب ذلك من قلة الحركة ، وتتمثل هذه الأهداف الموضوعة في مرور 1000 يوم دون وقوع أية إصابة بقرحة الفراش بين مرضى المستشفى.
وكان المستشفى قد سجّل بحلول شهر فبراير 2017 رقماً قياسياً بلغ (1020) يوماً دون وقوع إصابات بقرحة الفراش في أي من أجنحة المرضى الداخليين (شمال) الستّة من المستشفى، كما شارف المستشفى على تحقيق الرقم المستهدف لأجنحة المرضى الداخليين (جنوب) الستة الأخرى حيث حقّق 540 يوماً (من أصل 700 يوم) دون وقوع أية إصابات بقرحة الفراش.
وقال الدكتور صباح عدنان القاضي، المدير الطبي لمستشفى الوكرة،: " ينتابنا الشعور بالفخر والإعتزاز لما حققه فريق الوقاية من قرحة الفراش في المستشفى من إنجازات حيث أخذ هذا الفريق على عاتقه مهمة تقديم الرعاية الصحية الآمنة والحانية والفعّالة منذ لحظة إدخال المريض إلى المسشتفى والحرص المطلق على أن لا يتعرض المرضى لأي عدوى أو أمراض طيلة فترة تلقّيهم الرعاية في المستشفى، باعتبار أن ذلك يعدّ من المبادرات الناجحة التي تبناها مستشفى الوكرة لضمان جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى".
وكان مشروع وقاية المرضى من الإصابة بقرحة الفراش قد تمّ تطبيقه في المستشفى في ديسمبر 2014 من قِبل معهد تحسين الرعاية الصحية الأميريكي كواحد من مجموعة مبادرات بعنوان " الرعاية الصحية الأفضل دائماً" في مؤسسة حمد الطبية.
من جهته قال الدكتور محمد الصادق، استشاري الأمراض الباطنية ونائب رئيس لجنة الممارسات الطبية، ورئيس الفريق المكلّف من قِبل المعهد في مستشفى الوكرة:" قرحة الفراش عبارة عن تلف موضعي يحدث للجلد والأنسجة التي تقع تحته وتكون ناجمة عن تعرّض الجلد للضغط من السطوح القاسية مثل الفراش أو الكرسي المتحرك لفترة طويلة. وتتراوح شدة الإصابة بين ظهور بقع لونية على الجلد والجروح المفتوحة والعميقة التي تظهر من خلالها العضلات وحتى العظام".
وحول تطبيق مشروع الوقاية من قرحة الفراش في مستشفى الوكرة، قال الدكتور محمد الصادق:" لقد تمّ التطبيق التجرببي لهذا المشروع في بادىء الأمر في ثلاثة من أقسام المستشفى وهي قسم العناية الفائقة، وقسم أمراض القلب وقسم الرعاية الحرجة بالإضافة إلى أجنحة المرضى الداخليين (شمال) الستّة، ونعتزم تطبيق هذا المشروع في بقية أقسام المستشفى – خاصة في الأقسام التي يكون فيها المرضى عرضة للإصابة بقرحة الفراش – ليكون مستشفى الوكرة بذلك أول مرفق طبي يحقق الوقاية المطلقة من قرحة الفراش في دولة قطر.
وذكر الدكتور محمد الصادق، أن مستشفى الوكرة بدء منذ شهر فبراير الماضي بالتقيّد التام بالإطار العام لمعايير منع قرحة الفراش والوقاية منها والتي تشتمل على أفضل الممارسات المتعارف عليها عالمياً في هذا المجال، بما في ذلك الفحوصات اليومية للمرضى الذين يكونون عرضة للإصابة بقرحة الفراش.
وأشار الدكتور محمد الصادق إلى أن علاج الإصابة بقرحة الفراش يستنزف الكثير من الموارد المالية ويحتّم على المريض الإقامة في المستشفى لفترات طويلة مع ما يصاحب ذلك من معاناة ومخاطر التعرض لمضاعفات خطيرة تهدد الحياة مثل تعفن الدم، مؤكداً على أن أعضاء الفريق المكلف من قِبل معهد تحسين الرعاية الصحية الذين يعملون في مستشفى الوكرة ، بمن فيهم السيدة جولين آرسي، والسيدة رباب مصطفى، والسيدة إيمان صبري، والسيد عبدالإله النعيمات بالتعاون مع قسم العناية بالجروح يشرفون عن كثب على التحقق من التزام كافة الكوادر الطبية المعنية بمعايير الوقاية من الإصابة بقرحة الفراش والتي تشمل: فحص جلد المريض للتحقق من عدم وجود أي بقع لونية دالّة على مقدمة الإصابة بقرحة الفراش، وتغيير وضعية المريض مرّة واحدة كل ساعتين، استخدام الأدوات والأجهزة التي تعمل على تخفيف الضغط على الجلد، واستخدام الكريمات المرطّبة للجلد، والتحقق من اتّباع المريض للحميات الغذائية المتوازنة، والتأكد من تناول المريض للأطعمة الموصوفة من قِبل أختصاصيي التغذية.
خلفية عامة
مؤسسة حمد الطبية
تعتبر مؤسسة حمد الطبية المؤسسة الأولى غير الربحية التي توفر الرعاية الصحية في دولة قطر، وقد تم تأسيسها بموجب مرسوم أميري في العام 1979، وهي تدير خمسة مستشفيات متخصصة هى: مستشفى حمد العام، ومستشفى الرميلة، ومستشفى النساء والولادة، ومستشفى الأمل، ومستشفى الخور، وقد شهدت المؤسسة منذ تأسيسها تطوراً متسارعاً في مختلف مرافقها الطبية، مما مكنها من توفير خدمات تشخيصية وعلاجية عالية الجودة لمختلف الأمراض والتي لم تكن متاحة من قبل إلا في مراكز طبية خارج الدولة.