طلاب دوليون يشيدون بالخبرات الأكاديمية لمعهد مصدر

منتدى صيني للخريجين على شبكة الإنترنت، قناة أخبار تلفزيونية عالمية مقرها في الغرب، ومدرسون متطوعون في بلد أفريقي –هي بعض المصادر التي أوردت أسم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وتلقاها مجموعة الطلبة الدوليين المنضمين إلى المعهد.
بالنسبة لإيناس القواسمي، طالبة إدارة هندسة النظم، والمقيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة، صدف أن يكون مصدر اهتمامها هو تقرير لصحيفة محلية حول اليوم المفتوح في معهد مصدر.
وإذ يتطلّع كل من فاضل عبد الرحمن، وون شين، وكايل ويبر، وأيولا بريمو، وخالد راشد، وإيناس القواسمي إلى الحصول على درجة الماجستير في 12 يونيو، فقد حان الوقت بالنسبة لهم للعودة بذاكرتهم إلى الوراء.
وتقول القواسمي: "كانت الفترة التي قضيتها في معهد مصدر حلماً امتد لسبع سنوات وتتحقق في نهاية المطاف. لقد كانت تجربة فريدة على جميع المستويات– الأكاديمية والشخصية والمهنية".
وتركز أبحاث القواسمي على استخدام تقنيات القياس الذكية لقياس خفض انبعاثات الكربون وجعلها متاحة تجارياً عبر منصة تجارية موزعة وخاصة، تدعم خاصية عدم الكشف عن هوية المستخدم. تضيف القواسمي قائلة: "تضمن حماية خصوصية المستخدم المزيد من المشاركة الشخصية في الحد من انبعاثات الكربون على الصعيد العالمي. وسوف يؤدي نموذج المنصة، إذا ما تم تطبيقه محلياً هنا في الشرق الأوسط، إلى زيادة مساهمة هذه المنطقة في تلك الجهود".
أما فاضل عبد الرحمن، طالب هندسة الطاقة الكهربائية، وهو مقيم أيضاًفي الإمارات العربية المتحدة، فيوضح من خلال أطروحته المشاكل المحتملة في سياق استخدام تقنية الاستجابة للطلب (DR) في توزيع عمليات الشبكة، وبالتالي تأثير الشبكة في الحد من فعالية تنفيذ الاستجابة للطلب. ويهدف البحث أيضاً إلى الحد من هذه المشاكل المحددة خلال دمج تقنية الاستجابة للطلب على نطاق واسع مع الشبكة.
وبصفته رئيس جمعية الطلاب، واسترشاداً بروح الاستدامة، قام عبد الرحمن بالتنظيم والمشاركة في حملات عدة مثل تنظيف الصحراء، وتنظيف الشاطئ، كما شارك في العديد من المسابقات.
يقول عبد الرحمن: "كان للمستشارين وأعضاء هيئة التدريس دور أساسي في تهيئة وإعداد طالب مثلي للدورات البحثية في معهد مصدر. فوجودي برفقة مجموعة من الزملاء من نحو 52 بلداًمن حول العالم، والذين كانوا بمثابة عائلة لي، ومن ثم العمل معاً من أجل قضية محددة– قد منحني شعوراً خاصاًهنا في معهد مصدر".
ويحاول ون شين، طالب الحوسبة ونظم المعلومات، تنظيم النظم ذاتية التكيف ومتعددة الوكلاء مثل أنظمة النقل، ونظم إدارة الأبنية، ونظم توزيع المياه، والشبكات الذكية باستخدام التدخلات في الزمن الحقيقي.
ويتوجه ون بالشكر إلى مجتمع معهد مصدر، إذ يقول: "أصبحت تجربة التعلم وإجراء البحوث في معهد مصدر جزءاً متميزاً وقيّماً من الجهود التي أبذلها خلال حياتي سعياً لتحقيق الذات".
وعمل كايل ويبر، وهو طالب في برنامج هندسة وإدارة النظم، مدرساً متطوعاً في الصومال حيث كان مسؤولاً مع زوجته عن تركيب توربين الرياح في المدرسة من أجل تغذية النظام خارج الشبكة بالطاقة. وقد أورد في بحثه اسم الدكتور سكوت كينيدي، عميد البحوث في معهد مصدر، الذي ساعده في المشروع. وكانت النتيجة أن أصبح هو وزوجته من طلاب الدكتور كنيدي الذي كان مستشاراً لهما.
يقول ويبر: "إن كل ما أفعله في حياتي الشخصية يلبي متطلبات محددة للاستدامة سبق وأن وضعتها لنفسي، ويعود الفضل في ذلك إلى معهد مصدر. فقد أثرت قيم الاستدامة التي تعلمتها خلال حياتي الأكاديمية في بحثي الذي يركز على تقييم أساليب كشف الحالات المرضية في برنامج مكافحة السل في ولاية بيهار بالهند. وكان الهدف من البحث هو جعل الرعاية الصحية أكثر استدامة".
ويتذكر ويبر باعتزاز السنة الأولى عندما ولد ابنهما خلال أسبوع الامتحانات النهائية في الفصل الدراسي الأول. ويضيف: "لقد أثر المجتمع برمته والذي ساعد في تنشئته ورعايته ودعمنا في تحويل هذه التجربة من مجرد درجة علمية متقدمة إلى كونها جزءاً حيوياً وهاماً من حياتي".
أما أيولا بريمو، طالب الهندسة الميكانيكية فهو أيضاًمن المشاركينفي منحة مصدر–تويوتا الأولى؛ المنحة التي قامت شركة تويوتا بإقرارها بالتعاون مع معهد مصدر بعد فوزها بجائزة زايد لطاقة المستقبل لعام 2010. وتوفر هذه المنحة تجربة تعليمية متخصصة في اليابان لمدة أسبوعين نظمتها شركة تويوتا موتور للعمل في مشاريع مرتبطة بتقنيات التنمية المستدامة. وركزت بحوث بريمو في اليابان على تحويل منتجات الكتلة الحيوية إلى الهيدروجين من خلال تفاعلات التحول إلى غاز كبديل لأنواع الوقود المشتقة من النفط والغاز.
وانضم أيولا إلى اثنين من أعضاء هيئة التدريس في الاجتماع والمؤتمر والمعرض السنوي لجمعية المعادن والتعدين والمواد 2013 في سان أنطونيو، تكساس، حيث قدم ورقة بعنوان "تأثير معدلات التبريد بالري وعدم الري على الخواص الميكانيكية لأحواض مصاهر الألمنيوم". حيث أشاد بالعون الكبير الذي تلقاه من مستشاره الأكاديمي وأعضاء هيئة التدريس الآخرين.
من ناحيته، اختار خالد راشد، الطالب في الهندسة الكيميائية، معهد مصدر لكونه يعد من أفضل الجامعات في مجال الطاقة المتجددة والاستدامة. وتركز أبحاثه على الوقود الحيوي المستخرج من الطحالب الدقيقة. يقول خالد: "إذ يشارف الوقود الأحفوري على النفاد، تتزايد الحاجة لبحوث الطاقة الخضراء والوقود الحيوي. وتدرس العديد من البلدان ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة وبلدي الأم بنغلاديش تطوير أنواع مستدامة وخضراء ومتجددة من الوقود مثل الوقود الحيوي المستخرج من الطحالب الدقيقة".
ويعبر خالد عن امتنانه لأعضاء الهيئة التدريسية في معهد مصدر، مؤكداً أنه المكان المناسب لرعاية المواهب. حيث يقول: "أنا محظوظ جداً لأني كنت جزءاً من هذه البيئة المحفزة. فالأشخاص الموجودون هنا هم من يجعلون من معهد مصدر يتمتع بهذا التميز والخصوصية".
وباعتباره أحد الركائز الأساسية للابتكار وإعداد الكوادر البشرية، يواصل معهد مصدر القيام بدوره الجوهري في دعم رؤية مصدر وتحقيق أهدافها بشأن مساعدة أبوظبي على التحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، وكذلك التوصل إلى حلول فعالة لأصعب التحديات التي تواجه البشرية، ولا سيما تغير المناخ.
ويوفر المعهد، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري. ويهدف المعهد، عبر ما يوفره من مرافق حديثة للبحث والتطوير في مجال التكنولوجيا النظيفة، إلى الإسهام في دعم التنوع الاقتصادي في الدولة من خلال تطوير الابتكارات التقنية وإعداد الموارد البشرية اللازمة. كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي المتخصص وطلابه المتميزين، بإيجاد حلول لتحديات الطاقة النظيفة والتغير المناخي.