مكتبة قطر الوطنية تفتح أبوابها للجماهير
في تمام الساعة الثامنة من صباح اليوم، تفتح مكتبة قطر الوطنية أبوابها لأول مرة لاستقبال الجماهير من جميع أنحاء قطر، لإتاحة الفرصة لهم للاطلاع على أكثر من مليون كتاب ودورية ومجلة، بالإضافة إلى المجموعات الخاصة والمكتبة التراثية ومكتبة الأطفال واليافعين.
وبدايةً من اليوم، سيصبح بإمكان المجتمع القطري والمحلي استعارة الكتب وغيرها من الوسائط من المجموعة الرئيسية في المكتبة، واصطحاب أبنائهم لمكتبة الأطفال واليافعين لقضاء أجمل الأوقات بين الكتب والقصص والروايات. ليس هذا فحسب، حيث سيكون أيضًا بمقدور رواد المكتبة استخدام خدمات المكتبة ومرافقها الفريدة من أماكن الدراسة والاطلاع الفردية والجماعية، ومحطة الإبداع ومركز تطوير مهارات الكتابة، وغرف وقاعات الاجتماعات والمشاريع التعاونية.
ويستطيع الزائرون والأعضاء في المكتبة الحصول على إصدار بطاقات العضوية مجانًا، لكي يتمكنوا من استعارة الكتب وغيرها من المواد، والاستفادة من عدد كبير من خدمات المكتبة ومرافقها، وكل المطلوب للحصول على عضوية المكتبة هو بطاقة الهوية القطرية، كما يستطيع أولياء الأمور تسجيل أبنائهم على اختلاف أعمارهم.
وبهذه المناسبة، صرحت الدكتورة سهير وسطاوي، المدير التنفيذي لمكتبة قطر الوطنية، قائلة: "افتتاح مبنى مكتبة قطر الوطنية إنجاز كبير في المشهد الثقافي والتعليمي بدولة قطر، وستكون المكتبة الوجهة الأولى لكل السكان للتعلم والتعاون والإبداع".
وأضافت قائلة: "تقع المكتبة التراثية في موضع القلب من المبنى الجديد، ويحيط بها أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا والتقنيات والنظم في مجال المكتبات، في إشارة رمزية إلى أن مكتبة قطر الوطنية هي جسر حقيقي بين ماضي قطر وتاريخها العريق ومستقبلها الباهر".
وتزامنًا مع افتتاح المبنى الجديد للمكتبة، تم إطلاق نسخة جديدة من الموقع الإلكتروني للمكتبة يمكن الوصول إليها على العنوان التالي www.qnl.qa. ويتيح الموقع في حلته الجديدة للأعضاء التسجيل للحصول على عضوية المكتبة، والبحث عن أي كتاب ضمن مجموعات المكتبة ومصادرها الإلكترونية، وحجز قاعات الاجتماعات والفعاليات في المبنى، والاطلاع على آلاف الكتب الإلكترونية والصوتية وأفلام الفيديو في مئات المصادر الرقمية من كبرى قواعد البيانات، وجميعها متاحة مجانًا لكافة أعضاء المكتبة. وتحتفي مكتبة قطر الوطنية بافتتاح المبنى بإطلاق باقة متنوعة من الفعاليات المتاحة لكافة فئات الجمهور. ويمكن الاطلاع على القائمة الكاملة لهذه الفعاليات على الموقع الإلكتروني للمكتبة.
ويتميز المبنى الجديد، الذي صمّمه المهندس المعماري الهولندي الشهير رِم كولهاس، بأنه مجهز لاستخدام كافة الزوار من ذوي الاحتياجات الخاصة. ويحتوي المبنى على عدد من الابتكارات التكنولوجية المصممة خصيصًا، مثل نظام فرز الكتب الآلي، وشاشات الوسائط التفاعلية، ومحطات الاستعارة والإعادة التلقائية، التي تمكن أعضاء المكتبة من استعارة الكتب وإرجاعها بسهولة ويسر.
وتمثل المكتبة التراثية، التي تقع في منتصف المبنى، قلب مكتبة قطر الوطنية. وفضلًا عن تصميمها المعماري المتميز، الذي يجعلها تشبه المواقع الأثرية، تحتوي المكتبة على عشرات النصوص والمخطوطات النادرة المرتبطة بتاريخ الحضارة العربية والإسلامية، بالإضافة إلى مخطوطات عربية وخرائط تاريخية ومُجَسَّمَات للكرة الأرضية وأدوات ومُعدات وصور فوتوغرافية قديمة للمنطقة وعادات شعوبها، كما تتضمن كتابات الرحالة والمستكشفين ممن حطّوا رحالهم في منطقة الخليج العربي على مر القرون.
وتحتوي مكتبة قطر الوطنية على مكتبة خاصة بالأطفال بها أكثر من 100 ألف كتاب متاح باللغتين العربية والإنجليزية، وغيرهما من اللغات الأخرى، وتتضمن كتبًا مصورة وأخرى نصية وقصصًا بمستويات قراءة مختلفة ومجلات وأقراص فيديو رقمية، وقواعد بيانات تعليمية وتثقيفية وترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى الكتب المسموعة والإلكترونية والمجلات الرقمية. كما تحتوي مكتبة الأطفال على الدمى والألعاب التعليمية ومواد الحرف والمهن اليدوية، وبرامج التعلم المبتكر، بل وأدوات لتركيب الروبوتات والآليات الأساسية. وفريق مكتبة الأطفال من الأخصائيين المؤهلين على أتم استعداد لمساعدة أولياء الأمور والرد على استفساراتهم.
تقول الدكتورة سهير وسطاوي: "من أهم الأولويات التي تضعها مكتبة قطر الوطنية نصب عينيها ترسيخ حب القراءة والتعلم لدى الأطفال منذ الصغر، لتكون عادة تلازمهم مدى الحياة. وتقدم مكتبة الأطفال للآباء مصادر لا حصر لها لمساعدتهم على وضع أطفالهم على درب التعلم واكتساب المعرفة، كما تنظم لهم مجموعة كبيرة من الفعاليات والورش والبرامج التدريبية حول مهارات التعلم المبكر، من أجل مساعدتهم على تطوير مهارات القراءة لدى أطفالهم".
أما مكتبة اليافعين الموجهة للناشئة والفتية من سن 13 إلى 18 عامًا، فتحتوي على أكثر من 30 ألف كتاب ومجلة ورواية مصورة، بالإضافة إلى معامل الحاسوب وأدوات التعلم التفاعلية ومنطقة خاصة بفعاليات اليافعين. وتضم المجموعة أيضًا عددًا كبيرًا من الكتب الأكاديمية والمراجع والمقررات الدراسية التي تساعد الطلاب في المراحل التعليمية في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والطبية.
ويستطيع الزائرون الاستفادة من المساحات والقاعات المخصصة للاطلاع الفردي والجماعي، ومعامل الحاسوب، ومركز مهارات الكتابة، ومحطة الابتكار، ومجموعة متنوعة من الأدوات الإبداعية مثل الطابعات والماسحات ثلاثية الأبعاد، والآلات الموسيقية. كما ستبدأ المكتبة بتنظيم معارض متعددة، وتشغيل كافة خدماتها بعد حفل التدشين الرسمي المقرر إقامته في عام 2018.
وجدير بالذكر أن مبنى مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، قد استغرق خمس سنوات في البناء والإنشاء، وكانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر، قد تفضلت بالإعلان عن مشروع المكتبة بتاريخ 19 نوفمبر عام 2012.
خلفية عامة
مؤسسة قطر
تأسست مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع سنة 1995 بمبادرةٍ كريمةٍ من صاحب السموّ الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر بهدف تنمية العنصر البشري واستثمار إمكاناته وطاقاته.
توجّه مؤسسة قطر اهتماماتها إلى ثلاثة مجالات هي التعليم والبحث العلمي وتنمية المجتمع، كونها ميادين أساسية لبناء مجتمع يتسم بالنمو والإستدامة، وقادر على تقاسم المعارف وابتكارها من أجل رفع مستوى الحياة للجميع. تُعد المدينة التعليمية أبرز منجزات مؤسسة قطر وتقع في إحدى ضواحي مدينة الدوحة، وتضمّ معظم مراكز المؤسسة وشركائها.