منتدى أبوظبي يستعرض التقدّم المُحرز في مجال مكافحة السمنة لدى الأطفال

يستحوذ موضوع مكافحة السمنة لدى الأطفال على اهتمام الجهات الفاعلة العالمية في كل من القطاعين العام والخاص، حيث تسعى إلى تشجيع المناهج المبتكرة التي تهدف إلى الحدّ من تزايد حالات السمنة لدى الأطفال في جميع أنحاء العالم.
وفي هذا الإطار، يسعى منتدى أبوظبي لمكافحة السمنة لدى الأطفال لإيجاد طرق جديدة للحدّ من انتشار السمنة لدى الأطفال حيث قام في نسخته لأولى من تنظيم دائرة الصحة - أبوظبي بالشراكة مع ميد، باستضافة خبراء ومؤيّدين محليين ودوليين لهذه المسألة بهدف عرض أحدث المبادرات المصممة للحدّ من المخاطر التي تفرضها السمنة على مستقبل الأطفال في العالم.
فبالنسبة للدكتورة شذى الغزالي، رئيسة قسم الوقاية من السرطان في دائرة الصحة – أبوظبي تلعب البيئة المدرسية دورًا حاسمًا في إنجاح الحملة ضد السمنة. وأضافت: "تُعزّز البيئة المدرسية في الإمارات العربية المتحدة صحّة الأطفال، ناهيك عن خيارات الغذاء الصحي، وفرص ممارسة النشاط البدني، وتوفّر الرفاه الذهني أيضًا."
هذا وأثبتت الأبحاث التي أجراها فريق الدكتورة الغزالي أن المبادرات المدرسية تساهم بفعالية في الحد من انتشار السمنة لدى الأطفال وذلك لأن الأطفال يمضون معظم أوقاتهم في المدرسة. ومن هنا، سعى الفريق إلى تطوير حلّ مبتكر يُمكن اعتماده في الفصول الدراسية لتعزيز مستوى النشاط البدني لدى الأطفال في المدارس.
كما تابعت الدكتورة الغزالي قائلة: "نحن نقترح حاليًا تعديل تصميم الفصول الدراسية في المدارس لكي تشمل أنواعًا مختلفة من الأنشطة البدنية المُختارة بعناية كي يستمتع بها الأطفال ويشعرون بالحماس للمشاركة فيها. ولن يقتصر التصميم المقترح على الأنشطة البدنية فحسب، بل سيكون أيضًا متطورًا من الناحية التكنولوجية حيث لكلّ خطوة وحركة أهميتها. فبعد جمع كافة التحركات والخطوات سيتمّ تحويلها إلى نظام لجمع النقاط (على أساس خوارزمية). بفضل هذا الحلّ، سيصبح النشاط البدني جزءًا من بيئة الصف/المدرسة كما سيكون متصلًا بعدد من الإجراءات التي تُطبّق في الوقت الحقيقي. سيتسنّى للأطفال فرصة ممارسة الأنشطة البدنية وجمع النقاط كلّما ازداد نشاطهم، مما سيسمح للصفوف بالتنافس في ما بينها لتحقيق أفضل نتيجة."
وتتمثل الرؤية الطويلة الأمد في تزويد جميع المدارس بهذا الحلّ المبتكر القائم على التكنولوجيا والذي لا يأمل فقط في الحدّ من عدد الأطفال الذين يعانون من زيادة الوزن والسمنة، بل يسعى أيضًا لجعل الأطفال سعداء أكثر في المدارس، وتحسين المشاركة في التعليم، وتحفيز المعلمين وأولياء أمور التلامذة للمشاركة بشكل أكبر.
من جهة أخرى، عرضت الرابطة الدولية للأغذية والمشروبات بعض المبادرات التي أطلقتها للمساعدة في الحدّ من حالات السمنة لدى الأطفال مع مراعاة اعتبارات الشركات التجارية، علمًا أن الرابطة تمثل صناعة الأغذية والمشروبات التي غالبًا ما تتلقّى الانتقادات. وقالت كريستين غريفز، ممثلة الرابطة في الشرق الأوسط: "تم فرض ضرائب على استخدام السكر في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك ضريبة الإنتاج التي فُرضت أخيرًا على المشروبات الغازية في الإمارات العربية المتحدة. وتبشّر هذه الخطوة بنتائج واعدة. كما تبذل صناعة الأغذية والمشروبات جهودًا حثيثة للامتثال لبرامج مكافحة السمنة لدى الأطفال وتعزيز الوعي لدى المجتمعات المحلية حول أهمية التغذية والوجبات الغذائية المتوازنة."
ووفقًا لغريفز، تركز الرابطة الدولية للأغذية والمشروبات على إطلاق مبادرات رئيسية وفق أربعة محاور أساسية، بما في ذلك إعادة صياغة تركيبة المنتجات والابتكار، والشفافية في وضع بطاقات التعريف على المأكولات الغذائية، والتسويق والترويج بشكل مسؤول للمنتجات المخصّصة للأطفال، وتعزيز أنماط الحياة الصحية.
بحسب الدكتور غوري راماناثان، رئيس الخدمات الطبية في مستشفى كينغز كوليج لندن، في الإمارات العربية المتحدة لا داعي للإصابة بالذعر رغم ازدياد معدل السمنة لدى الأطفال في السنوات الأخيرة.
ويشرح الدكتور راماناثان أنّ أحد أسباب ارتفاع معدّل السمنة لدى الأطفال يعود إلى عدم إدراك الآباء والأمهات إصابة الأطفال بالسمنة. وبحسب ما أظهرته نتائج دراسة عالمية، يدرك حولى 11.5% فقط من الأهالي أن أطفالهم يعانون من السمنة، في حين أن 88.5% إما يجهلون ذلك أو يرفضون الحديث عن هذا الأمر.
كما أضاف الدكتور رامانثان "في الإمارات العربية المتحدة، تتفاقم المشكلة مع التشخيص الذاتي الذي يمارسه أغلبية الآباء والأمهات. فالتشخيص الذاتي يحلّ مكان الرعاية الأولية التي يقدّمها أخصائيو الرعاية الصحية المحترفين وغالبًا ما يؤدي ذلك إلى تجاهل المعلومات المفيدة. ويكمن الحلّ البسيط والمبتكر في التعاون مع أخصائيي طب الأسرة كحلفاء رئيسيين للأهل بهدف كشف السمنة وغيرها من الأمراض لدى الأطفال بشكل صحيح ووصف العلاجات المناسبة لها."
اختتم منتدى أبوظبي لمكافحة السمنة لدى الأطفال في ظلّ أجواء إيجابية حيث قدم لأكثر من 300 مندوب من القطاعين العام والخاص بالإضافة إلى أصحاب المصلحة الآخرين أحدث الأبحاث والأفكار فضلًا عن أبرز التوصيات حول كيفية المساهمة في الحدّ من السمنة لدى الأطفال في الإمارات العربية المتحدة.
خلفية عامة
ميد
لأكثر من 50 عاماً، اعتمد كبار رجال الأعمال على "ميد" للحصول على قاعدة بيانات غير منحازة للمعلومات التجارية التي يحتاجونها. وتمثل العلامة التجارية "ميد" محفظة منتجات لا مثيل لها في مجال المعلومات التجارية، وخدمات الإنترنت، وآخر المؤتمرات والمناسبات ذات الصلة.
وزارة الصحة-الامارات العربية المتحدة
لقد تبنت حكومة دولة الامارات العربية المتحدة و المتمثلة بوزارة الصحة سياسة توفير الرعاية الصحية الشاملة لجميع المواطنين والمقيمين. ويمكن تحقيق ذلك عن طريق برامجها الوقائية و العلاجية من خلال شبكة الخدمات الصحية على جميع مستوياتها التي تضم الرعاية الصحية الأولية، والرعاية الصحية الثانوية والرعاية السريريه. وقد تحملت وزارة الصحة و بصورة أساسية مسؤولية تنفيذ هذه السياسة في كافة المجالات الفنية والمادية، و التنسيق مع وزارات الدولة، والتعاون مع القطاع الخاص في المجال الصحي محلياً ودولياً، بالإضافة إلى أفراد المجتمع .
ويمثل وزير الصحة قمة الهيكل التنظيمي لوزارة الصحة، وعضواً في مجلس الوزراء. ويعاون وزير الصحة وكيل الوزارة وثلاث وكلاء مساعدين.